الديار: بوتين أرسل طائرات انطونوف الضخمة لنقل الصواريخ بأسرع وقت

انتهت معركة القصير نهائيا وسيطر الجيش السوري على مدينة القصير والقرى المحيطة بها، كما سيطر على مرتفعات عدة على طول الحدود اللبنانية ـ السورية.

ويبدو أن المعلومات التي كانت توزع عن وجود المقاومة وقوتها في القصير مبالغ فيها لأن الدولة السورية لا تريد القيام بمذبحة وتركت الامور لوحدها واستسلم المقاتلون.

اما في بيروت فالقوى متوازنة بين حركة امل وحزب الله من جهة و14 اذار من جهة اخرى ولم يحصل اي حدث في هذا المجال.

وننتقل الى البقاع حيث تمركزت قوة من حزب الله في منطقة اللبوة التي تؤدي الى عرسال، وتمركزت قوة من المغاوير في الاحراج دائريا حول بلدة عرسال لمنع عرسال من ضرب الصواريخ على الهرمل. ووفق معلومات الديار فإن السيد علي الحجيري رئيس بلدية عرسال تلقى طلبا من الجيش اللبناني للتوقف كليا عن اعمال العنف كي لا يتدخل الجيش ويدخل عرسال.

الغطاء السياسي معطى للعماد جان قهوجي الذي وضع في سلم اولوياته مشاكل طرابلس وهو يريد حلها نهائيا وهم يريدون اصدار فتوى تكفيرية لكل منهج اسلامي لا يتّبع التكفير ويسير وفق منطق ابن تيمية الذي تم تطويقه في الشرق العربي فترة هامة.

المعركة خرجت من يد السعودية، والمؤيدون للسعودية ما زالوا مؤيدين لها، خاصة من أهل السنّة، لكنهم لا يستطيعون التحرك خاصة بعد ان دخل الجيش السوري الى منطقة القصير وهو مستعد للدخول الى الاراضي اللبنانية السنية المتاخمة للحدود اللبنانية مع سوريا.

ودخل الشرق الاوسط مرحلة جديدة عبر انفصال الخط التابع للممانعة والمقاومة ضد خط الخليج مع الدول المعتدلة ودول اخرى، واذا كانت السعودية تعتبر نفسها الممر الاجباري لكل دولة عربية كي تزور اميركا بعد التنسيق مع السفارة الاميركية في هذا البلد فقد تغيرت الامور ويبدو ان الرئيس بشار الاسد اذا زار اميركا هو او غيره لن يكون هنالك الزامية للاتصال بالسعودية. واول مناسبة للقاء ستكون زيارة وليد المعلم الى نيويورك لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة حيث سيجتمع مع وزير خارجية اميركا جون كيري ومن الان وحتى ذلك التاريخ سيقوم الجيش السوري بالاستيلاء والسيطرة على منطقة تلو المنطقة حتى عندما تبدأ المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة تكون المعارضة قد اصبحت على الحضيض ولم يعد لها اي عصب يدعمها.

اما دول الخليج فخاضت معركة ضد ايران في لبنان واعتبرت ان اضعاف سوريا سيؤدي الى اضعاف حزب الله وبذلك يتحقق مبدأ عودة لبنان الى الصف العربي الذي كان فيه. لكن سوريا بحاجة لمساعدة مالية كبرى كي تنهض من كبوتها، والا وقعت تحت دين سيزيد عن30 مليون دولار لاعادة الاعمار. لذلك من المنتظر ان تقف ايران عند هذا الحد وان تقف الدول العربية عند هذا الحد ايضاً وان تضبط اميركا وروسيا الاوضاع بعدما اعتبرت دول الخليج ان الخط الفارسي الايراني له النفوذ الاقوى حاليا على صعيد الجامعة العربية.

والعنصر الهام والبالغ الخطورة هو اظهار جزء بسيط من قوة حزب الله الذي سيطر على 605 كلم مربع، اضافة الى حوالى 90 كلم في القرى ومدينة القصير والبقية هي في القرى المحيطة بها.

وكانت روسيا تعتقد ان القدرة العسكرية السورية هي الاساس، لكن ما ان دخل حزب الله المعركة وحسمها بسرعة، حتى غيّرت واشنطن من استراتيجيتها هي واسرائيل وانكبّتا تدرسان وضع المحور السوري مع حزب الله، مع ايران، وفصائل فلسطينية مثل حماس وغيرها التي ترفض التطبيع مع اسرائيل.

واذا كانت السعودية تطالب بتجميد الوضع مع اسرائيل، وانتظار ردود الفعل على المبادرة التي اطلقها الملك عبدالله ملك المملكة العربية السعودية فان الاجوبة جاءت من اجل زيادة الاستيطان وزيادة القصف والقتل في غزة والضفة الغربية؟
ولذلك فان سوريا طالبت باعادة تشكيل الجامعة العربية على اسس متينة، وان اكبر عار لحق بالجامعة العربية هو ضرب دولة مثل سوريا عالجت بأقل ضرر ممكن احداثا كبرى على اراضيها، بينما عندما حصل حادث الجامع في السعودية، دخلت عناصر فرنسية ونظفت الجامع الذي امتلأ دماء، والذين دخلوا الى الجامع ليسوا مسلمين ولا يحق لهم الدخول الى مكة المكرمة، فكيف الدخول الى منطقة الكعبة وجامعها؟

اما ردود الفعل اللبنانية والعربية فنستعرضها بسرعة من خلال هذا التقرير عن المواقع :
روسيا وتعزيز القوة العسكرية السورية
ومن اجل تعزيز القوة العسكرية اكثر زودت روسيا سوريا بحوالى الفي صاروخ من طراز متطور جداً، وهي من احدث الصواريخ الروسية. كما زودت سوريا بطائرات "سوخوي 35" و"ميغ 31" اضافة الى تجهيزها بسلاح جو يعمل عبر وسائل الكترونية تكشف الطائرات المعادية وتعطل راداراتها.

كما ان الرئيس الروسي بوتين ارسل طائرات انطونوف الضخمة لنقل الصواريخ الى سوريا باقصى سرعة، كما ان الولايات المتحدة الاميركية اشارت الى ان مخابراتها رصدت ثلاث بوارج روسية كبيرة تعتقد بانها محملة بصواريخ "اس.اس.300" وان وجهتها سوريا.

هذا الدعم الروسي اللامحدود لسوريا سيجعل قادة دولة اسرائيل يعيشون مرحلة جديدة في الصراع العربي الاسرائيلي لانهم سيخفقون حتماً في اي حرب مقبلة مع سوريا او مع حزب الله، رغم حماس العسكريين الاسرائيليين للقتال، الا عندما تم سؤالهم ماذا ستفعلون تجاه اطلاق الصواريخ السورية ضدنا فلا جواب عندهم.

التشخيص الاميركي – الاسرائيلي للمرحلة المقبلة سيكون عبر افتعال حادثة او حصول شيء ما بشكل خاطئ ضد افراد او سواح اسرائيليين او اطلاق نار على دورية عسكرية اسرائيلية، عندها ستجتمع الاركان الاسرائيلية وستنفذ قرار الحكومة الاسرائيلية بالقيام بعمل عسكري اسرائيلي، لكنه لن يحقق اي نتيجة بفضل قوة حماس والجهاد الاسلامي وحركة فتح في الضفة الغربية لانه لولا الجهاد الاسلامي وحركة حماس لما تم قصف اسرائيل من سيناء. كما ان جبهة لبنان وقوة حزب الله ستردعان اسرائيل عن القيام باي عمل.

كذلك فان الاوضاع في سوريا بعد القصير ستصب لمصلحة منطق المقاومة، وبالتالي فان المعادلة ليست لمصلحة اسرائيل مطلقاً. روسيا ارسلت حاملات صواريخ وطائرات قبالة الشواطئ السورية منها طائرات "سوخوي 35" و"ميغ 31" وربما "ميغ 33" وستعطي سوريا هذه الصواريخ مما سيؤدي الى قلب المعادلة رأساً على عقب، وجعل سوريا قوة كبرى في منطقة المتوسط لا يستطيع حلف الناتو فرض اي منطقة حظر جوي في سوريا ان تنجح، الا بعد تدمير سوريا بالكامل. فهل تجرؤ اسرائيل على الهجوم على سوريا ام تسكت ولا تفعل شيئاً؟ يقول زئيف شيف احد كبار المحللين العسكريين في اسرائيل، ان سوريا والعراق ولبنان والضفة وقطاع غزة في خطر حقيقي من ضربة عسكرية بقنابل نووية صغيرة، لكن اسرائيل برمتها في خطر حقيقي لان المليون ونصف المليون عربي الذين بقوا في اسرائيل وفي منطقة 48 والمليون ونصف المليون عربي الذين هم في الضفة وقطاع غزة بالاضافة الى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والاردن منذ 40 سنة والذين لم يتم حل مشاكلهم بعد، فهؤلاء لن تستطيع اسرائيل ان تهزمهم، وبالتالي سيقلبون المعادلة كلياً في اي حرب جديدة مع اسرائيل.

اما بالنسبة للقتال البرّي البحري والجوي فسوريا وبعد تزويدها بالمعدات الروسية لن تسكت عن اي تحرك اسرائيلي في هذه المنطقة، خصوصاًَ انها قادرة على تحريك اسلحتها الجديدة بحرية وعبر اجهزة الكومبيوتر والآلات المتطورة التي تستطيع ضرب اي هدف اسرائيلي.
المسؤولون الاسرائيليون يعلمون ان الزمن بدأ يتغيّر بالنسبة لاسرائيل وان مستقبلها بعد التطورات السورية والتغيرات الدولية لم يعد مضموناً كالماضي، وانها تواجه معادلة جديدة عبر حزب الله وجهاز امنه المطلع على كل المعلومات عن اسرائيل وقوتها حتى ان القناة الثانية الاسرائيلية التي تذيع بيانات الجيش الاسرائيلي تؤكد قوة حزب الله وبانه مطلع على كل التفاصيل العسكرية الاسرائيلية. وبالتالي، فان اي قتال بين الجيش السوري وحزب الله سيكون لمصلحة القوة العربية وان هذه القوة العربية ستلحق الهزيمة باسرائيل وعندها ستتم كتابة التاريخ بشكل فعلي. وبالتالي دخلنا في منهج ونهج عربي جديد.

سوريا الى اين؟
سوريا بعد القصير الى الدولة المركزية القوية.
سوريا بعد القصير ستكون زعيمة خط الممانعة العربية.
سوريا بعد القصير ستكون لكل فلسطين ولكل عربي يدعم خط الممانعة.
وبالتالي فانه عبر انتصار القصير تم خلق معادلة جديدة بان سوريا تستطيع ان تقاتل وانها عندما تأخذ قراراً لا تتراجع عنه، ومنذ عام 1973 وحتى اليوم قدمت سوريا الكثير للقضايا العربية وقدمت اميركا لسوريا كل الاغراءات لكن سوريا رفضتها وتمسكت بحقوقها، والذين طردوا سوريا من الجامعة العربية كانوا يريدون في قلوبهم ادخال اسرائيل عضواً في الجامعة العربية، لكن الشعب السوري اثبت ومن خلال بطولات جنوده انه شعب يسير الى النصر، ولن يلين امام الكوارث والعواصف.

اما ردود الفعل اللبنانية والعربية فنستعرضها بسرعة من خلال هذا التقرير عن المواقع :
اما على صعيد الوقائع الميدانية فقد تجددت الاشتباكات في طرابلس مساء امس في محلة الرفاعية والنجمة والاسواق القديمة وصولاً الى باب الحديد حيث تم الهجوم على مكتب حركة الناصريين العرب بزعامة عبد الكريم النشار الداعم لخط المقاومة وخلال الاشتباك اصيب نجل النشار عمر وسقط خمسة جرحى آخرون وسجلت اشتباكات بالاسلحة الصاروخية. علماً ان محاولات جرت لسحب عناصر حركة الناصريين العرب من مكاتبهم فرفضوا واصروا بان الجيش اللبناني هو المسؤول عن امنهم وامن طرابلس.

وكانت الاشتباكات متقطعة مستمرة حتى منتصف الليل، بعد ان كان الهدوء الحذر قد خيم على شوارع طرابلس منذ الصباح وبعد ان نفذ الجيش عملية انتشار واسعة وسيّر دوريات ودقق في الهويات في كل انحاء المدينة، كما تسلم بعض المكاتب واكد والوزير مروان شربل ان ما من احد مغطى والجيش سينفذ الخطة الامنية.

في المقابل اكدت قيادة الجيش من خلال نداء الى اللبنانيين التنبه الى ما يحاك من مخططات لاعادة لبنان الى الوراء واستدراجه الى حرب عبثية. واكدت ان استعمال السلاح من قبل مسلحين سيقابل بالسلاح ولن تدخر جهداً لتجنيب الابرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان واكدت على ان عملياتها ستكون رادعة ومتشددة فالجيش مزمع على تنفيذ خطته الامنية في طرابلس مهما كلف ذلك وليس على محوري باب التبانة وجبل محسن فقط.

صيدا
اما في صيدا، فتتخوف مرجعيات المدينة على الوضع الامني خصوصاً بعد دعوة الجماعة الاسلامية الى مهرجان حاشد نهار الاحد في ساحة صيدا مع القوى الاسلامية دعماً لنصرة الشعب السوري، وتتخوف مرجعيات المدينة من ردود فعل وتوترات على الارض خصوصاً مع القادمين من الجنوب الى بيروت وبالعكس ومع القوى السياسية في مدينة صيدا. خصوصا ان توترات مسلحة حصلت ليل امس الاول بين عناصر من التنظيم الشعبي الناصري والجماعات الاصولية في صيدا، واتخذ الجيش اللبناني سلسلة تدابير امنية لضبط الاوضاع.
كذلك واصل الجيش اللبناني اجراءاته الامنية في منطقة عرسال ومحيطها ونشر حواجز مكثفة لحفظ الامن.

السنيورة ومفتي السعودية
في المقابل، فان دخول حزب الله الى منطقة القصير ومشاركته مع الجيش السوري في القتال اديا الى اطلاق سلسلة من المواقف المحلية والعربية التي انتقدت موقف حزب الله وكان ابرزها مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي اشاد بموقف الشيخ القرضاوي ضد ايران وحزب الله وقال انه يشكر الاخير على تأييده ورجوعه الى مواقف كبار علماء المملكة الذي كان واضحاً من هذا الحزب الطائفي المقيت منذ تأسيسه، أي "حزب الله" ومن يقف وراءه داعياً الى خطوات فعلية تردعه عن هذا العدوان في سوريا، فقد انكشف بما لا يدعي مجالاً للشك انه "حزب عميل" "ولا يرقب في مؤمن الا ولا ذمة".

وكذلك شن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة هجوماً عنيفا على حزب الله وقال انها ساعة للحزن والخيبة، كيف تحولت وتبدلت وجهةالبندقية وكيف ان المقاومة وبعد ان سقطت في الوحول الداخلية اللبنانية بسبب سعيها الى الامساك بالسلطة في لبنان بعد العام 2006 وتحولت اليوم الى اتخاذ دور المحتل، والمظلوم الذي تلبس لبوس الظالم انها ساعة الحزن ان يبتهج جمهور المقاومة بالسيطرة عسكرياً على مدينة عربية مدمرة سبق ان استقبل اهاليها بالامس لبنانيين هاربين من بطش العدو.

ماكين
وكذلك وجه النائب الاميركي الجمهوري جون ماكين انتقادات الى حزب الله وحذر من ان لبنان معرض للعودة الى الحرب من جديد. ودعا بلاده الى التحرك للمساعدة في تخفيف حدة التوترات الطائفية في المنطقة ومواجهة طموحات ايران واوضح ان هذا الامر يعني في لبنان جعل الحاق هزيمة استراتيجية بحزب الله مركزا على حملة اكبر لاستهداف تمويله ونزع الشرعية عن قادته ودعم المعارضة الداخلية لدوره كقوة مسلحة في السياسة اللبنانية.
  

السابق
الشرق الأوسط: هدوء حذر يعم طرابلس بعد اشتباكات عنيفة في أحيائها
التالي
أردوغان… بداية السقوط