رأى مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار ان التظاهرة التي دعا إليها حزب التحرير ـ ولاية لبنان هي عمل فردي انفرد به عن سائر الأحزاب الوطنية والاسلامية والثقافية، معتبرا ان هذا الأمر مستغرب في مضمونه لأن اللبنانيين يعتبـرون ان ما يحـدث في أي قطر عربي هو خاص بأهله.
الشعار، وفي تصريح لـصحيفة "الأنباء" تساءل: لماذا لم يدع حزب التحرير الى التظاهر من اجل ليبيا او مصر او تونس أو اليمن؟ من هنا تكمن الحساسية والاستغراب فيما دعا اليه، موضحاً انه لمس فور عودته من السفر ان الشمال مدرك لأي خطر يمكن ان يحدث نتيجة تصرف فردي يقوم على قناعات لا تمثل إلا أصحابها وأعلن انه مطمئن الى ان الشارع الوطني والشارع الديني والإسلامي واعيان كل الوعي لخطورة اي تصرف فيه تطرف او تدخل في شأن دولة أخرى، كما أبدى اطمئنانه الى ان التعاون الداخلي بين ابناء البلد ومع مختلف الأطراف يقوم على إطار واسع من الوعي وانه ينبغي ان نجنب الشمال الحبيب اي هــزة او اي اهتـزاز لأمنه واستقراره.
وعن قرار وزارة الداخلية ومحافظ الشمال بمنع التظاهر، قال الشعار ان قرار منع التظاهر من قبل الداخلية ومحافظ الشمال اللذين لم يأذنا بالتظاهر لحزب التحرير ولا لغيره، لافتا الى انه قام من خلال مندوبين في بعض الاجتماعات من أجل إقناعهم للعدول عن مثل هذا العمل الذي يعتبر تدخلا في شأن دولة اخرى، معتبرا ان إصرارهم على التظاهر تصرف خارج عن القانون او القوانين المرعية الإجراء، معربا عن اعتقاده ان القوى الأمنية لن تسمح بمثل ذلك.
ورأى الشعار ان وزارة الداخلية عندما منعت التظاهر لحزب التحرير كان بالدرجة الأولى بسبب ان هذه التظاهرة تدخل في شأن بلد آخر، كما منعت التظاهر لفريق مؤيد لسورية حتى تحفظ الأمن والاستقرار وحتى لا يصطدم أي طرف مع الآخر، وأهاب باللبنانيين جميعا الى ان ينشغلوا بقضاياهم المحلية والذاتية وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب تعقلا بالغا ودرجة متقدمة أو عالية من رباطة الجأش والابتعاد عن ردات الفعل والمواقف المتشنجة.
وأكد ان إصرار حزب التحرير على دعوته الى التظاهر لم يلق تجاوبا في الأساس في أجواء المدينة ولا حتى مع الأحزاب الدينية والإسلامية، مؤكدا ان الجماعة الإسلامية وحركة التوحيد وسائر العاملين في الحقل الإسلامي لن يستجيبوا لدعوة التظاهر.
