عن يهود لبنان.. في وثائقي

يهود لبنان في وثائقي جديد بعد وثائقي ندى عبد الصمد

أعدت الاعلاميّة رولا خيّاط  وثائقيا حمل عنوان “من بروكلين إلى بيروت”، والذي يتناول اوضاع اليهود اللبنانيين بهدف تعريف اللبنانيين إلى أبناء الطائفة اليهودية وأسباب هجرتهم إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر شخصيتين هما الحاخام إيلي عبادي وريمون ساسون.

إقرأ أيضا: يهود لبنان يكسرون عزلتهم بإعادة فتح كنيس ’ماغن أبراهام’

ومن المعروف ان اللبنانيين اليهود كانوا يعيشون في منطقة وادي أبو جميل في بيروت، وفي صيدا وحاصبيا وطرابلس، حيث كانوا يتشاركون المناسبات المختلفة مع مواطنيهم من المسيحيين والمسلمين.

وكان عدد اليهود في لبنان قد وصل الى اعلى نسبة في خمسينيات القرن االماضي، حيث قدر عددهم بــ15 ألف يهودي لبناني، ولم يتبق منهم سوى مئات، بعد الهجرة التي  وقعت جراء الحرب الاهلية الى الولايات المتحدة الاميركية.

وتبين للباحثة خيّاط ان ما تبقى من الأماكن اليهودية في لبنان هو عبارة عن كنيس ماغين أبراهام في وادي أبو جميل، والمقبرة اليهودية في السوديكو ببيروت.

وضمن الفيلم الوثائقي، يظهر كل من عبادي وساسون فيقول عبادي ان: “لبنان ثقافة، أمّا اليهودية فهي دين، والإثنان لا يتناقضان”، ويؤكد أنّ الحرب الأهلية وعدم فصل اللبنانيين بين اليهودية والصهيونية والعنصرية التي عاشها والده الحاخام كانت السبب وراء هجرة أهله إلى الولايات المتحدة، متخوّفاً من العودة إلى بلده الأم على الرغم من استقرار الأوضاع.

وفي سياق حديثها عن فيلمها لموقع “ستيب فيد”، تؤكد خياط أنّ اللبنانيين والسوريين اليهود أصروا على الحفاظ على هويتهم وتراثهم وقيمهم وثقافتهم، وأنّ عددهم زاد في لبنان بعد العام 1948 بسبب قدوم اللاجئين من سوريا والعراق إليه. وبسبب النزاع العربي- الإسرائيلي لم يتبقَ منهم إلا بضع مئات.

وكانت الزميلة الاعلامية ندى عبد الصمد قد اجرت دراسة مفصلة في العام 2010 عن يهود لبنان، فكتبت على موقع (بي بي سي)” ما يلي عن فيلمها، فقالت”رحل اغلبية يهود لبنان بصمت وعلى مراحل، باتجاه اسرائيل كما غيرها من الاماكن، منهم من عاد جنديا محتلا خلال اجتياح عام 82 كماركو مزراحي ومنهم من اختار بلادا بعيدة عن حساسية المنطقة والانتماء كجاك بصل الذي يعيش اليوم في كندا. ففي لبنان، تحمل ذاكرة من عايشهم حنينا الى الماضي، فاحتفظت مرسيل بصورة صديقتها التى رحلت قبل ستين عاما بينما بكت تيريز عندما اخبرناها ان صديقتها التي رحلت قبل اربعين عاما قد توفيت.

“عاش اكثرية يهود لبنان قبل الرحيل في وادي ابو جميل. التى تقع في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، التي تحولت اليوم الى منطقة عقارية هي الاغلى. وتحمل ذاكرة العديد من ابناء العاصمة الكثير عن تلك الطائفة، عن المؤسسات التجارية والتعليمية التى بنتها وعن اشخاص عديدين.

“ومن بين هؤلاء الحاخام سلمون الذي كان يسمي على الذبيحة لتصبح حلالا للمسلمين ايضا ومنهم ايضا الطبيب اليهودي، نسيم شمس، الذي كان يعرف بطبيب الفقراء في لبنان. ومع اعلان قيام دولة اسرائيل بدأ العشرات من يهود لبنان بالرحيل الى اسرائيل كما غيرها من الاتجاهات. يروي من عايش تلك الفترة ان الرحيل كان صامتا ومن دون ضجيج.

“تيريز وهي ايضا من سكان وادي ابوجميل السابقين ما زالت هي الاخرى تحتفظ بصورة صديقتها ماري التى رحلت مع زوجها الى اسرائيل عام 1970. وروت كيف قالت لها ماري انهم سيعودون يوما عبر الحدود الجنوبية وانها عند وقوع اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982 تساءلت عما اذا كان هذا ما كانت تقصده ماري؟ ثم وعند مرور الشاحنات الاسرائيلية امام منزلها بدات تنادي باسم ماركو مزراحي نجل ماري عله بينهم لكنه لم يجبها: “ربما لانه لم يكن معهم “كما قالت”.

وكما ظنت تيريز فقد اتى ماركو مزراحي الى لبنان بالفعل في اجتياح عام 1982 جنديا في الجيش الاسرائيلي كما اخبرنا: “من اليوم الاول للحرب طلبوني الى الاحتياط وذهبت الى لبنان. وقد سألوني في الجيش عما يمكن ان افعله اذا صادفت احدا اعرفه، هل اقتله في حال كانت حياتي في خطر؟ يومها قلت لهم اذا كان الخيار اما ان اعيش انا او اموت، افضل ان يموت هو”.

“وبخلاف ماركو مزراحي، لم ينخرط الان عبادي الذي رحل الى اسرائيل عام 1975 عند اندلاع الحرب الاهلية، في الجيش الاسرائيلي. وقد قال لنا انه ينتظر حصول الصلح مع لبنان كي يزوره، لكنه اليوم يذهب الى الحدود مع لبنان لينظر اليه من بعيد”.

إقرأ ايضا: يهود الشام يحنون إلى دمشق وبيروت

“اما جاك بصل فيعيش اليوم في كندا محتفظا ببزة والده العسكرية وعمرها خمسة وستون عاما، عندما كان ايلي بصل مفوضا عاما وهي اعلى رتبة عسكرية يصلها يهودي في السلك العسكري في لبنان. يروي بصل كيف رفض والده مغادرة لبنان وكيف اضطر الى ذلك بسبب الحرب الداخلية. وقد غادر على امل العودة بعد هدوء الحال، لكن الحرب طالت فبقي في كندا حيث توفي مطلع التسعينات”.

وهذا الوثائقي صوّر بين بيروت واسرائيل وكندا ومكسيكو سيتي، وقد نجح فريق الاعداد فيه في الوصول الى اشخاص تعارفوا في بيروت ولم يحصل بينهم اي لقاء منذ ان غادروا قبل سنوات طويلة”.

وبحسب موسوعة ويكيبيديا الحرة “اليهود اللبنانيون هم الأشخاص الذين يدينون باليهودية في لبنان، ومعظمهم من أصول مزراحية، ويعيشون في العاصمة بيروت وضواحيها. هاجر بعض اليهود اللبنانيين لإسرائيل والغالبية هاجرت إلى فرنسا وأمريكا الشمالية. يعيش أقل من 100 يهودي في لبنان اليوم مقارنة مع 22 ألفا عام 1948. وقد وجدت الجاليات اليهودية في وادي أبو جميل ورأس بيروت وبشكل أقل في منطقة الشوف ودير القمر وعاليه وبشامون وبحمدون وصيدا وحاصبيا، ورفض يهود لبنان دعم منظمة يشوب الصهيونية المتطرفة. وكان لبنان البلد العربي الوحيد الذي زاد تعداد الجلية اليهودية بعد اعلان إسرائيل عام 1948. واثر أحدث 1958، هاجر العديد من اليهود إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وكانت لحرب لبنان الأهلية اثر سلبي على يهود لبنان إذ قتل 111 زعيم يهوديا عام 19822″.

و”خلال الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982، دمر الطيران الإسرائيلي الكنيس اليهودي في بيروت. ومنذ ذلك الوقت، أصبح حي اليهود في وادي أبو جميل خاليا وكنيسه مهدم. وحاليا، لا يمارس يهود لبنان شعائرهم لعدم وجود حاخاميين في لبنان. كما يفضلون عدم الظهور كيهود خوفا من اعتبارهم عملاء لليهود. ويوجد كنيس يهودي في دير القمر”.

السابق
بالفيديو: ثوار المعارضة يؤكدون أنّهم لا يقاتلون حباً في الدماء
التالي
بالصورة: ميريام كلينك تظهر مع شقيقها للمرة الأولى!