العداء السلفي الأخواني: ضاحي خلفان أنموذجا!

ضاحي خلفان
فيما سقطت "حلب" وأزهقت ارواح الاف المدنيين، ورجحت كفّة المحور الروسي – الايراني، لا يزال نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان يشن هجومة على الاخوان المسلمين وعلى ثورات الربيع العربي.

يواصل نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان هجومه على حركة الاخوان من المسلمين، وقد غرد صباح اليوم الجمعة، عن “الإخوان المسلمين” متنبأ بـ “سقوط آخر قلاعها” عام 2017. ووصف خلفان مصير بلدان “الربيع العربي” بالمأساوي، ولم ينس هذه المرة أيضا أن يعرج على “الإخوان” ناسبا إياهم إلى الشرّ.

اقرأ أيضاً: لا يا صديقي… هذا ليس انتصارا لحلب!

والمعروف عن خلفان مهاجمته للاخوان المسلمين بعنف، على موقع “تويتر” إذ تلقى تغريداته انتشارا وجدلا واسعا على مواقع التواصل. وبدأ نجمه يسطع ويتتبع الكثيرون اخباره وانجازاته عبر “تويتر” وذلك بسبب موقفه المناهض للربيع العربي والثورات باعتبار انها تقاد من الاخوان المسلمين “الذين يشكلون خطراً على أنظمة حكم دول مجلس التعاون الخليجي.

ليس خلفان وحده ضد الأخوان إنما هو موقف دول الخليج العربي ككل من هذه الحركة، فنرى تلك الدول تدعم الفكر السلفي وتدعمه مقابل مناهضة الاخوان. لكن المشكلة الحقيقية أن بالتشرذم الحاصل بين هاذين الطرفين هو الذي جعل من نفوذ إيران يقوى وجعلها تسيطر، حيث تعتبر الدول الخليجية حركة الاخوان المسلمين الأصولية عدوهم اللدود حتى أكثر من العقيدة الشيعية نفسها.

فها هي حلب سقطت ولا تزال دول الخليج تدعم السلفيين بما يمثلها من “جيش الاسلام” و”جبهة النصرة”. هذا عدا عن تسهيلهم لتنظيم “داعش” الارهابي القضاء على الفصائل السورية المسلحة التي تضم جماعة من الاخوان في الجيش الحر وهذا كان السبب الاساسي لسقوط حلب وتراجع الثورة لسورية. ومع هذا الواقع المؤلم لا يزال خلفان يشتم الاخوان لدرجة اعتباره فصائل الجيش الحر وبشار الاسد في نفس الكفة وسواسية.

حلب حزب الله

وهو ما يدلّ بالتالي، ان هناك معركتين تُخاضان من مواقع مختلفة متضادة ولكن لهدف واحد وهو تفشيل الثورة السورية فمن جهة الحلف الإيراني – الروسي، ومن جهة ثانية السلفيون ودول الخليج بما فيهم السعودية لمنع أي قوة ديمقراطية من السيطرة على سوريا. سيما أن المملكة ودول الخليج لا تحبذ الدعاية الديمقراطية وهي التي أصلا لا تعترف بها في نظامها الداخلي حيث الحكم لـ “الله” أي للشريعة وليس للشعب كما تقول العقيدة السلفية الوهابية.

اقرأ أيضاً: بوتين ونظام الأسد.. إلى إدلب دُر

واذا كان سقوط حلب بيد الروس والايرانيين ونظام الأسد، لم يبدل رأي السلفيين ويجعلهم يتوحدون مع باقي المذاهب الإسلامية من أجل التصدي لهذا الغزو العسكري لسوريا وللمنطقة العربية جمعاء، فلنا أن نعرف كيف ضاعت سابقا فلسطين على مذبح الانقسام المصري السعودي منذ نصف قرن، وكيف يعيد التاريخ نفسه ولا يتعلّم العرب من نكباتهم شيئا.

السابق
إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي (٥): في تركيبة مجلس القضاء الشرعي الأعلى
التالي
شهداء حلب لـ«نصرالله»: ليت صورنا «مفبركة» وليتك لم تتحول إلى «محتل»