الاخبار: حزب الله يحدّد مواصفات الدولة المقاومة

واصلت وزارة الداخلية والبلديات التحضير لـ«الشهر الأمني»،
الذي يبدأ غداً بالتنسيق بين كل الأجهزة الأمنية، في موازاة تأكيد قائد الجيش أن «لا استقالة من دورنا وواجباتنا الوطنية» مهما كانت التحديات، فيما حدّد حزب الله مواصفات الدولة التي نكون عندها «بحاجة إلى المقاومة»

حدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، صفات الدولة التي «لن نكون بحاجة إلى المقاومة» بوجودها، وهي الدولة القوية التي تحكمها «استقامة في القضاء، مهابة في الأجهزة الأمنية، وقوة في القرار السياسي، ووطنية في الالتزامات».
وتوجه بالسؤال إلى المطالبين بجعل قرار المقاومة لدى الدولة قائلاً «أي دولة تريدون، الدولة التي يطالب البعض بإخراجها من الشمال، دولة لا يريدون لها جيشاً في الشمال، الدولة التي يحكمها الفلتان الأمني، والتي تباع فيها حبوب المخدرات في الصيدليات دون حسيب أو رقيب، والدولة التي لا تستطيع أن تضبط مشكلة بين عائلتين، والدولة التي نستغيث بها منذ التحرير عام 2000 من أجل أن تدخل سرية أو قوة مخابرات إلى الضاحية الجنوبية فتستنكف؟».
الإنفاق المالي
على صعيد آخر، فشلت لجنة المال والموازنة في إقرار مشروع الـ 11561 مليار ليرة، وذلك بعدما طلب نواب كتلة «المستقبل» معرفة واردات الدولة، معتبرين أن هذا المبلغ جزء من الموازنة. وأوضح رئيس اللجنة إبراهيم كنعان أنه «لم نتمكن من إقرار هذا المشروع على خلفية عدم حصول هذا التوافق المطلوب»، وقال: «الرأي الأول الذي نمثله يعتمد على التجربة السابقة وعلى اعتبار هذا المشروع هو مجرد اعتماد إضافي وليس مشروع موازنة عامة، أما رأي الزملاء الآخرين في اللجنة فيعتبر أن هذا المشروع هو جزء من الموازنة، وبالتالي يجب أن تنطبق عليه هذه الشمولية التي تعبر عنها المواد الدستورية للمادة 83 وغيرها».
من جهته، اعتبر النائب جمال الجراح أن «الحكومة تريد إجازة الاستدانة ولا تريد إحالة موازنة عام 2012 للأسباب المعروفة، ومنها عدم زيادة الضرائب التي يقولون إنها تؤمن ألفي مليار ليرة إضافية للواردات».
سجال ثلاثي
في غضون ذلك، تواصل السجال بين «التيار الوطني الحر» وبين «جبهة النضال الوطني» وكتلة «المستقبل». ورد النائب حكمت ديب على النائب أكرم شهيب، معتبراً أن الأخير «وركبه يعيشون خارج الزمن وفي حال انعدام الوزن والرؤية حيال ما يحصل من أحداث في المنطقة والعالم». ورأى أن شهيب «أمسى في جبهة الانفصال الوطني، قاعداً على رصيف الانتظار وخارج معادلة التوازن الوطني وفي دوامة وهم التبدلات في التوازنات والتحولات الخارجية».
في المقابل، رأى النائب محمد قباني أن «المشكلة مع العماد ميشال عون هي اعتقاده بأن صهره جبران باسيل معجزة إلهية، إذ يجمع بين عبقرية إينشتاين ونزاهة القدّيسين»، نافياً أن يكون باسيل قد أعدّ خطة متكاملة عام 2010 لقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أنها «كانت مجرد لائحة مشاريع كهربائية»، وواصفاً سد جنة بالفضيحة.
رفع الخيم في طرابلس
على صعيد آخر، رعى مفتي طرابلس والشمال، الدكتور مالك الشعار، اتفاقاً مع أهالي الموقوفين الإسلاميين، المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي، قضى بإزالة الخيم من الساحة، بإشراف قائد سرية طرابلس العميد بسام الأيوبي. وبدأ الأهالي فور وصول العناصر الأمنية وممثلين عن دار الفتوى والعميد الأيوبي برفع الخيم. وأوضح الشيخ مالك درويش باسم المفتي الشعار «أن إزالة الخيم لا تعني التوقف عن المطالبة بإطلاق المظلومين من السجون».
شربل يكرّم قهوجي
من جهة أخرى، ترأس وزير الداخلية والبلديات، مروان شربل، اجتماعاً أمس لرؤساء الأجهزة الأمنية تحضيراً لـ«الشهر الأمني» على كل الأراضي اللبنانية اعتباراً من يوم غد الأربعاء. وعرض شربل تفاصيل الإجراءات التي ستنفذ، موضحاً أن الأجهزة ستكثف «الدوريات والحواجز ليلاً ونهاراً من دون التسبب بازدحام سير، ودهم أمكنة وجود المطلوبين والتي تشهد إخلالاً أمنياً وأوضاعاً غير مستقرة»، مشدداً على «أن هذه الخطة ستستمر على مدار السنة وإن بوتيرة أقل تبعاً لإمكانات القوى الأمنية».
ومنح شربل قائد الجيش العماد جان قهوجي ميدالية الجدارة، خلال احتفال في الوزارة لبرهنته منذ توليه قيادة الجيش «عن خبرات قيادية بارزة وكفاءة عالية في معالجة الشؤون الوطنية والأمنية وتميز بعمله الدؤوب الذي اتسم بالدقة والموضوعية والخبرة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على تطوير المؤسسة العسكرية والمحافظة على السلم الأهلي»، بحسب ما جاء في قرار منح الميدالية.
وألقى قهوجي كلمة تطرق فيها إلى الأحداث الأخيرة في طرابلس ومخيمي نهر البارد وعين الحلوة، مشيراً إلى أننا «تعاطينا معها من موقع المدرك لأبعادها وتفاصيلها، والحريص على أرواح المواطنين، وعلى عدم جعل الأمور تنزلق الى مستويات خطيرة لا تحمد عقباها، وكان بنتيجة ذلك إعادة فرض الأمن والاستقرار بأقل الأضرار الجسدية والمادية الممكنة».
وشدد على أنه «لا عودة لعقارب الساعة الى الوراء بالنسبة الى ما حصل في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة، ولن نسمح بأن تتحول القضايا الإنسانية المحقّة للإخوة الفلسطينيين إلى سبب للإخلال بالأمن أو التعرض لكرامة الجيش وشهدائه مهما كان الثمن»، مؤكداً أن «لا مكان في عقيدتنا للإحباط والتراجع، ولا استقالة من دورنا وواجباتنا الوطنية، مهما كانت الظروف والتحديات».  

السابق
أنقرة تعدّ خريطة طريق للردّ
التالي
الحوار 2: الخير في التأجـيل