مواقف تركيا الإنسانية أعطتها رصيد مهم في قلب الشعوب العربية الإسلامية ولا سيما الشعب السوري الذي يدين للشعب التركي كرم الضيافة وحسن الجوار. ومع مرور الأيام تعقدت أكثر فأكثر أزمة سورية ولم يتوقع كلا من الفريقين الموالي لمحور الأسد والمعارض له بأن تطول إلى الحد الذي تحولت فيه أزمة اللجوء إلى كارثة إنسانية وإلى حرب بالوكالة. كما وإن فتح تركيا لحدودها أمام اللاجئين السوريين حوّلها إلى نقطة عبور للإرهابيين حتى بدأنا نلاحظ أيضاً تواجد عدد كبير من منتحلي الجنسية السورية.
إن نشوء دويلات صغيرة متوزعة على كامل الخارطة السورية كـ«الدولة الإسلامية» أَوجد تعقيدات جمّة، وهو ما دفع بالشعب السوري لأن يشعر بأنّ لا حلّ للحرب السورية في السنوات القادمة وبأنّ الأزمات التي ستُوَلدها هذه الحرب تحتاج إلى عقود كي تتفكك.
وفي ظل تنامي الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتحولها إلى مكان ليس سليماً للحياة بالإضافة إلى توافد الآلاف اللاجئين يومياً باتجاه البلدان الاسكندنافية وألمانيا، دفع الشعوب الأوربية إلى الخوف المرتبط بأسباب تاريخية وأسباب إقتصاديه، وهذا الخوف لا يقتصر على الشعوب الأوروبية فقط بل على حكوماتهم كذلك. كما ولا يمكن غض النظر عن حالة الهلع التي أصابت ميركل، وهو ما دفعها إلى تحديد زيارة إلى تركيا لمناقشة أزمة اللجوء والإتفاق مع الحكومة التركية على آلية لوقف عبور اللاجئين إلى أوروبا مقابل دفع ثلاثة مليارات كمساعدات إلى الدولة التركية والسماح للمواطنين الأتراك عبور الإتحاد الأوربي بدون أي عراقيل، مقابل تلويح الرئيس رجب طيب أردوغان بحصته من قبرص التركية. فهل أصبحت قضية اللاجئين الإنسانية ورقة من الأوراق السياسية لأردوغان؟
إقرأ أيضاً: «موازنة تقشف» في ايران لم تصل آثارها للحرس الثوري