عن صحف الصباح التي تكذب دائماً

مما لا شك فيه أن الصحف الصادرة صباحاً هي أسوأ ما في الأمر، فهم يكذبون علينا، وهذا النوع من الكذب لم يعد لطيفاً كما كان متعارفاً عليه، وسيزداد الأمر سوءاً يوماً بعد يوم. سبق لثلاثة صحف لبنانية ان إنحازوا إلى القاتل لا إلى الضحية في القصير السورية، حتى انهم لم يصغوا إلى قصص النازحين قسراً من المدينة بإتجاه القرى اللبنانية.

يمكن للصحافة أن تكون مدمرة، خصوصاً حين تتكلم بمصطلحات «النصر» و«المؤازرة» و«محاربة الشر» و«قوى الخير». كما يبدو وكأننا تعمدنا الكتابة هكذا، وسنكتب في السنوات القادمة بهذا الاسلوب المملوء بالأخطاء والتحريف للواقع.

منذ بداية القرن العشرين واللغة تتبدل، نظراً للكم الهائل من الحروب المتشكلة عبر أعوامه. وكما العادة، لَقبَ المحرك غوغل المكان الذي قُتِلت فيه الناشطة الأميركية ريتشل كوري بـ«رفح – مصر». بينما موقع ويكيبيديا، كان أكثر واقعية بتسمية المكان بـ«رفح – قطاع عزة». وعبر عقود من الزمن، عجزت الصحافة عن فهم مأساة الشرق الاوسط، لأن ما نشاهده ليس تماماً ما نقرأه.

ويوم قام أفراد تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ حد الرجم في ريف حماة بحق إمرأة متزوجة؛ قالوا أنها زانية، فلم يستحسن النبأ مزاج محرري الصحف، وتقهقر بعيداً عن عناوين الإفتتاحيات المكتوبة بخط أسود عريض ولم يرد كذلك في الصفحة الثانية أو الثالثة. وللأسباب ذاتها اندفعت الصحف اللبنانية واحدة تلو الاخرى إلى إعلان الحداد في 12 حزيران 2000. كان وفاة حافظ الأسد جدير بالإمتناع عن الكتابة، وظلت أشباح «القائد الخالد» تلاحق العناوين الصادرة من بيروت. ومن المؤكد انكم لن تعثروا على صحف خالية من الأشباح أو ربما ستعثرون عليها كصدفة نادرة.

السابق
المرصد السوري: تنظيم داعش يبدأ بتفخيخ مدينة تدمر الأثرية
التالي
عون: نرفع رأسنا بتحالفنا مع حزب الله… ضد اسرائيل