من السهل اعلان الانتصار ولكن من الصعب الاعتراف بالهزيمة

الهدف غير المعلن لإيران كان مهاجمة المملكة العربية السعودية من خاصرتها الجنوبية، والوصول إلى الأماكن المقدسة…؟؟ بعد اتمام الإستعدادات الكاملة بحجة استرجاع اراضٍ يمنية محتلة من قبل المملكة…؟؟ لذلك فقد تم التحضير لهذا، عقب احتلال ميليشيا عبدالملك الحوثي المدعومة من إيران لمدينة صنعاء ومطارها بالتعاون مع قوى الجيش اليمني المؤيدة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، التعاون وبدا التنسيق بين قادة الميليشيا بالنيابة والوكالة عن الدولة اليمنية المعطلة مؤسساتها تماماً كالحكومة اللبنانية….؟؟؟ ونظام طهران الذي يحاول قضم الدول العربية وعواصمها والهيمنة على شعوبها عبر التعاون مع قوى الأقليات المرتبطة به عقائدياً وفكرياً وسياسياً.. ومادياً وتسليحاً… (فقد أعلن المتحدث باسم جماعة أنصار الله (الحوثيون)، محمد عبد السلام، مطلع شهر آذار/مارس، من العام الجاري، عن التوقيع على اتفاق شراكة اقتصادية مع إيران يشمل عدة مجالات، وفي مقدمتها النفط والتجارة والكهرباء. وأكد في تصريح، وصل “العربي الجديد” نسخة منه، أن: “التوقيع على إطار تفاهم للشراكة الاقتصادية الشاملة بين الجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية الإيرانية شمل الاحتياجات الأساسية في مجال الكهرباء والنفط والتبادل التجاري والاقتصادي وتعزيز التعاون الثنائي والاستفادة من الخبرات والإمكانيات الإيرانية في مختلف المجالات“. وأبرم الحوثيون مع إيران أيضاً اتفاقية في مجال النقل الجوي تسمح للطيران الإيراني وطيران الخطوط الجوية اليمنية بتسيير 14 رحلة إسبوعياً في كل اتجاه لكل شركة. وذكرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية (شبه رسمية)، أن هذه الرحلات الجوية ستفتح الأسواق اليمنية أمام الصادرات الإيرانية... واعتبر محللون أن هذه الاتفاقيات سابقة خطيرة في العلاقات الخارجية للبلاد بعد أن أعلن عنها من قبل المتحدث باسم الحوثيين وليس عبر القنوات الرسمية المألوفة في مثل هذه الحالات. ونبهوا إلى أن الاتفاقيات التي تبرمها الدول توقع في العلن ويعلن عنها عبر القنوات الرسمية، ولا توقعها جماعة أو يعلن عنها متحدث باسمها، معتبرين أن هذه التصرفات تقضي على ما تبقى من مؤسسات الدولة، وتقود البلاد نحو الفوضى.وبدأت جماعة الحوثي، التي استولت على السلطة في اليمن في سبتمبر/أيلول الماضي، في الانفتاح اقتصادياً على إيران ودول حليفة لها، خاصة روسيا والصين)…
إذاً اليمن كان او بدأ سلوك طريق الاندماج في منظومة الهيمنة الإيرانية، بالتعاون مع شريك في ظاهره يمني وفي عمقه يعتبر ميليشيا عسكرية أنشاتها إيران تحت اسس ومفاهيم عقائدية دينية متطرفة تكفيرية، بهدف ضرب وحدة البلاد ونسيجها ومكوناتها الشعبية والقبلية والدينية..ومنذ شهر أياول/سبتمبر وحتى بداية توجيه الضربات العسكرية الجوية من قبل دول التحالف العربي فيما اطلق عليه عملية (عاصفة الحزم) دأبت إيران ومن خلال جسرها الجوي على تعزيز ترسانة الأسلحة التي يمتلكها الحوثي وميليشياته بكافة انواع السلحة وخاصةً سلاح الصواريخ، وتم تكليف عناصر حزب الله اللبناني الذراع العسكري لإيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحيث ترى القيادة الإيرانية ان مشاركته ضرورية..بتدريب الميليشيا الحوثية إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، وبتزويده بالخبرات القتالية اللازمة المتراكمة لديه من سنوات قتاله الطويلة في جبهات متعددة وأخرها في سوريا والعراق..؟؟ وهنا لا بد من مراجعة النتائج الاولية لميرزان الأرباح والخسائر على مستو المعسكرين المتصارعين:
 ماذا حققت الضربات الجوية العربية عسكريا وسياسياً:
–          دمرت الغارات الجوية معظم مخزونات الأسلحة الضخمة التي زودت إيران بها الميليشيا الحوثية وتلك التي استولت عليها من الجيش اليمني المنهار.
–          أعادت الحياة للقوى اليمنية المعترضة والرافضة لقوى الرفض التي هيمنت على اليمن برعاية إيرانية وبتواطؤ من الرئيس السابق.
–          بدا الصراع المسلح بين قوى يمنية ترفض الهيمنة الإيرانية الفارسية على اليمن، مع تلك الساقطة في فخ التآمر على مستقبل اليمن ومصير مواطنيه وحريته الثقافية والعقائدية..!! مما يعني ان الصراع على مستقبل اليمن قد انطلق بين الوطنيين وعملاء إيران.. وبالفعل فقد منعت الحوثي من حكم اليمن برعاية إيرانية مطلقة..ووحيدة…؟؟ والمعارك تدور اليوم في معظم المدن اليمنية..؟؟ بعد ان كانت تسقط بيد الحوثي بهدوء ودون مقاومة لعدم توافر السلاح..؟؟؟ والدعم الكافي..؟؟
–          تبني مجلس الأمن الدولي لأهداف العملية العسكرية العربية ومطالب المعارضة اليمنية الرافضة للهيمنة الإيرانية.. وضع اليمن على طريق الوصاية الدولية واعاق الهيمنة الإيرانية..
–          التفاف عربي وإسلامي واسع للمطالبة برفع يد الوصاية الإيرانية عن اليمن ووقف التدخل الإيراني في شؤون اليمن ..وغيرها من الدول العربية… واشعل يقظة في المجتمعات العربية من الخطر الفارسي القادم على صهوة جواد تدخل ميليشيات محلية او خارجية مثل حزب الله اللبناني…
–          منع تزويد ميليشيا الحوثي بالسلاح والعتاد من قبل إيران وغيرها.
–          أثبتت الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية انها جاهزة عسكريا للمواجهة مع إيران والمجموعات المسلحة التابعة لها..
ماذا خسرت إيران نتيجة هذه العملية عسكرياً وسياسياً:
–          خسارة مليارات الدولارات من الدعم العسكري والاقتصادي لجماعة الحوثي والذي تم تدميره خلال الغارات الجوية والمعارك البرية مع قوات المعارضة.
–          فشل الخطة الإيرانية الهادفة لإشعال حرب عربية – عربية بادوات أيرانية في اليمن والدخول والتوغل في الاراضي السعودية تحت ذريعة صراع يمني سعودي على راضٍ متنازع عليها.. ومحاصرة المملكة من الجنوب اليمني والشمال العراقي..
–          انكشاف العجز الإيراني وعدم قدرة النظام في طهران على دعم الميليشيات المؤيدة له في اليمن والتزام طهران بوقف تسليح الحوثيين تحت ضغط العمليات العسكرية وقرار المجتمع الدولي..الصادر عن مجلس الأمن تحت رقم 2216..
–          خسرت إيران مصداقيتها امام سائر الحلفاء في باقي الدول التي تورطت فيها في صراع مسلح .. وانفضح مشروعها التآمري التوسعي في المنطقة العربية وباتت بلا حلفاء بل أصبحت عبئاً عليهم وعلى من يناصرها او يسير خلفها.
–          خسرت إيران التحالف مع علي سالم البيض، فقد قال الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض في تصريح له انه يؤيد عاصفة الحزم التي اطلقتها السعودية داعيا الى تكثيف الضربات الجوية ضد القوات الموالية للحوثيين وصالح.ودعا البيض في مداخلة على قناة العربية الحدث، ابناء الجنوب الى محاربة القوات الموالية للحوثيين وصالح.
–          أوضح يحيى غالب الشعيبين ان عدن لايف، القناة التي تبث من بيروت” لم تعد تحت سيطرة علي سالم البيض، وان شعب الجنوب وكل الجنوبين تركوها بعد مغادرة الرئيس البيض بيروت بعد سيطرة حزب الله اللبناني عليها وتسخيرها لخدمة جهات اخرى في اشارة الي جماعة الحوثي بدل شعب الجنوب“...
–          تسعى سلطنة عمان لتقديم او تسويق مبادرة تتضمن مغادرة علي عبدالله صالح لليمن وانسحاب الميليشيا الحوثية من المدن اليمنية..وضمان العودة لطاولة المفاوضات بعد موافقة إيران، على ان تضمن طهران التزام عبدالملك الحوثي ببنود المبادرة…
–          استعراض القوة الذي مارسته إيران، سواء بإطلاق تهديدات او بإرسال سفينيتين حربيتين بدايةً، او أسطول من السفن إلى خليج عدن لاحقاً، وهذه  الخطوة الأخيرة لا تتعدى التظهير الإعلامي لانعاش معنويات الحلفاء لا اكثر، لكن دون فعالية مطلقاً..
–          بعد إصدار القرار الدولي رقم 2216، اصبحت إيران وحيدةً بمواجهة المجتمع الدولي برمته، وتحت الفصل السابع، في حال قررت تجاهل بنود القرار…؟؟؟
رغم هذا الواقع الظاهر للعيان والبادي لكل مراقب ومتابع، فقد قالت إيران بحسب ما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية عن رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، قوله تعليقا على انتهاء عملية عاصفة الحزم، أن السعودية تكبدت ما وصفها بـ”الهزيمة النكراء” في اليمن، مضيفا أن المملكة “رغم أنها أعلنت تحقيق أهدافها إلا ان الحقيقة هي عكس” ذلك…!!! ..ما يدفع لاريجاني وغيره للتصريح بهذا الشكل هو ان الخسائر الإيرانية المادية الضخمة من سلاح وعتاد ومؤيدين في اليمن كما في سوريا والعراق، لا تزال أرقامها وأحجامها محجوبة عن المواطن الإيراني الذي يعاني من صعوبات اقتصادية ومعيشية بالغة التعقيد والصعوبات..؟؟ فالاعلام الموجه في ايران والمؤيد له في العالم العربي وخاصةً في لبنان، لا يستطيع ان يعترف بأية هزيمة حتى انه يحولها إعلامياً فقط إلى نصر إلهي..؟؟؟ وطالما ان النظام الإيراني وقادته خارج دائرة المحاسبة والمساءلة فإن كافة المخططات الإيرانية هي منتصرة حتماً ولا تعرف الهزيمة…؟؟؟؟ لأن مجرد الاعتراف بالهزيمة ولو لمرة واحدة معناه نهاية نظام ومشروع ديني حاقد تكفيري…؟؟ وطالما ان الانتصارات الإيرانية الإلهية هي على هذا الشكل سواء في اليمن او في غيره من الدول فلا خوف على هذه الأمة…؟؟؟؟ رغم التحديات والتضحيات الضخمة…؟؟؟ لذلك فمن الصعب على هذه الجمهورية الإلهية وجمهورها وادواتها المتطرفين ان يعترفوا بالهزيمة…؟؟؟ ويبقى إعلان الانتصار أسهل عليها بكثير طالما ان القيادات الإلهية لا زالت على قيد الحياة…؟؟؟

 

السابق
تشييع سليمان تقي الدين في بعقلين بمأتم حاشد
التالي
إعلان وفاة غزالي: نظام الأسد يأكل مجرميه