النهار: الأزمة الحكومية عالقة وجسور الوساطات مقطوعة المحكمة تطلب التمديد وتعيين خليفة بلمار قريباً

غداة انفراط عقد الحكومة، أقلّه في مرحلة تعليق جلسات مجلس الوزراء، مع اعلان رئيسها نجيب ميقاتي امس "ان لا اعتكاف ولا استقالة من حكومة الوطن وآن الاوان لكي يكون مجلس الوزراء منتجاً وفاعلاً ومتجانساً وعلى قدر المسؤولية"، بدا الغموض سيد الموقف انطلاقاً من جملة مواقف ومعطيات تؤكد ان مسألة التعيينات كانت "القشة التي قصمت ظهر الجلسة" ولم تكن سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، وقت انبرى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط للدفاع عن ميقاتي وانتقاد وزراء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بشدة.
الأكثرية تسأل
وقالت مصادر في الاكثرية لـ"النهار" ان طريقة المعالجة للوضع الحكومي المستجد لم تتبلور امس، لكن العمل لن يكون على طريقة "رأب الصدع"، أي ترميم هذا الوضع من دون حل جذري ومعرفة الاثمان التي يمكن ان يقدمها اطراف النزاع الثلاثة: رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الرئيس ميقاتي والنائب ميشال عون. وتساءلت: لماذا في هذه اللحظة بالذات يذهب الرئيس ميقاتي في هذا الاتجاه؟ هل لتفادي معضلة تمديد بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان؟ هل لتفادي نتائج ابحاث اللجنة اللبنانية – السورية بالنسبة الى الحدود، اذ تسلم الجانب اللبناني امس من الجانب السوري لوائح بأسماء مطلوبين؟ هل لتحضير زيارة باريس بطريقة معينة؟".
سليمان
وسط هذه الاسئلة رصدت "النهار" مواقف من وصفتهم مصادر الاكثرية بأطراف الأزمة.
فقال وزير البيئة ناظم الخوري، أحد وزراء الرئيس سليمان في الحكومة، لـ"النهار": "لقد سعى رئيس الجمهورية ويسعى الى اعادة احياء جلسات مجلس الوزراء واعادة تفعيل العمل الحكومي ان بالاتصال برئيس الحكومة وان بالافرقاء الآخرين المعنيين بالحكومة. وهو سعى منذ ان طرح موضوع التعيينات في مجلس الوزراء الى اقناع وزراء التيار الوطني الحر بالتوافق والاجماع على التعيينات التابعة لرئاسة الحكومة، خصوصاً ان لا ملاحظات على التعيينات في المضمون ولا على اسم الشخص المطروح. وهو اعتبر ان لا مبرر للتحفظ او الاعتراض ما دام الشخص المطروح لديه كفاية وخبرة. وهو سأل (أي الرئيس سليمان) وزراء التيار الوطني الحر: اذا كانت لديكم ملاحظات او مآخذ على الشخص المطروح يحول دون تعيينه، فأطلعونا على ذلك". وأكد ان سليمان "سعى ولا يزال من اجل تفعيل العمل الحكومي بنمط جديد".

ميقاتي
اما الرئيس ميقاتي، فقد اطلق امس مواقف من الوضع الحكومي خلال رعايته انتهاء اعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير مرفأ طرابلس. ولاحظ ان تعليق جلسات مجلس الوزراء لم ينسحب على العمل الحكومي بدليل اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس العروض المقدمة من شركات استئجار بواخر توليد الطاقة. وقد شارك في الاجتماع اعضاء اللجنة الوزراء محمد الصفدي وجبران باسيل وناظم الخوري.

عون
وتفيد معلومات "النهار" ان اي اتصالات لم تتم امس مع العماد ميشال عون في شأن ما حصل في مجلس الوزراء ولا حتى من اجل معاودة الجلسات. وعلى رغم ان الوزير باسيل شارك في اجتماع السرايا، فإن البحث لم يتطرق الى المشكلة. وصرح باسيل الذي زار بكركي مساء والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لـ"النهار": "لسنا نحن من اتخذ موقف المقاطع للجلسات الوزارية او لجلسات مجلس الوزراء، لا بل اننا طرحنا موضوع الكهرباء وعرضنا كل الامور وسار كل شيء بإيجابية. اما عن جلسات مجلس الوزراء فنحن سنحضر الجلسة حين ندعى اليها". واشار الى انه اطلع البطريرك على "حقيقة ما حصل، لانه ليس خلافاً عادياً. فقد فرض رئيس الحكومة علينا بدعة دستورية، وخيّرنا بين الانتقاص من صلاحياتنا او تعليق عمل مجلس الوزراء. ونحن مؤتمنون مضموناً على حقوق الناس الذين نمثلهم وشكلاً وعلى الحفاظ على كرامتهم".
 بري
ولم يجر رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى مساء امس اي اتصال مع ميقاتي وعون.
وسألته "النهار" ماذا سيفعل من موقعه لرأب الصدع بين الطرفين، فأجاب: "لدي كامل الثقة بالرئيسين ميقاتي وعون في حرصهما على الحكومة لاعادة اطلاقها".
لكن رئيس المجلس اشار الى ان "ابناء البيت الحكومي الواحد يختلفون ويتشاجرون فماذا ترك هؤلاء للآخرين؟ المشكلة ان ثمة قلوباً مليانة في الحكومة تدفع الى هذا الاتجاه الذي يجب تطويقه ومنع استفحاله حفاظاً على الحكومة ومصالح اللبنانيين أولاً".

"حزب الله"
وفيما يطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمتين الثلثاء المقبل في ذكرى المولد النبوي وفي 16 شباط في ذكرى "القادة الشهداء"، تكهنت مصادر مواكبة بأن التطورات الحكومية المستجدة قد تفرض نفسها بنداً في كلمته الثلثاء، خصوصاً انه في اطلالته الاخيرة تطرق الى "شبهة في العمل الحكومي" ودعا الى "التواصل" الذي أثمر العشاء الشهير بين ميقاتي وعون.

جنبلاط
وخلال اطلالته أمس في برنامج "كلام الناس"، عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال" قال النائب جنبلاط: "تكفي المزايدة من وزراء عون، وفي كل اسبوع هناك منشور (…) هناك مزايدة ويكفي هذا الامر".
وأضاف: "ميشال عون كان أحد أركان ثورة الارز، ولكن لا يحق له أن يهين الشهداء الاحياء والشهداء الاموات وهؤلاء هم من أعادوه من المنفى. قناعته ان يتحالف مع حزب الله فلا مشكلة فيها، نحن ايضا نتحالف مع حزب الله ولكن سجلنا ملاحظة واعتراضا على معالجة الموضوع السوري. ميشال عون يتحدث عن الحسم بسوريا ولكن الامور لا تسير بالحسم".
وأكد انه سيبقى متحالفا مع نجيب ميقاتي، "فاما نغرق معا وإما نفوش معا".
واعتبر ان الرئيس بري "يلعب دورا ايجابيا ممتازا"، مؤكدا ان "من حق رئيس الجمهورية أن يكون له قرار في اختيار التعيينات".
سامي الجميل
في موازاة التشنج السياسي، برز تطور امني يتعلق بمنسق اللجنة المركزية لحزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، إذ أكدت مراجع امنية لـ"النهار" انها نصحت الجميل بتفادي تلبية دعوة الى العشاء وجهت اليه أول من أمس وكان ينوي تلبيتها بسبب الوضع الامني الراهن، وتفادي المشاركة في أية مناسبة مماثلة في هذه المرحلة، وتاليا لم تحبط أية محاولة اغتيال كما تردد في وسائل الاعلام مساء أمس.
وأوضحت أن "معطياتها مبنية على قراءة أمنية دقيقة لحساسية الوضع ودقته، وان التبليغ الامني شمل النائب الجميل وليس أي شخصية أخرى".
وعلمت "النهار" ان العميد وسام الحسن اتصل بالنائب الجميل قبيل 48 ساعة وسأله عن العشاء الذي سيشارك فيه في أحد المطاعم. ورد النائب: "من أين حصلت على هذه المعلومات؟"، فأجابه الحسن: "سأخبرك وأدعوك الى أخذ الحيطة وعدم حضور هذا
العشاء".

وفي اليوم التالي التقى الجميل والحسن وتناولا في لقائهما هذا الموضوع.
وأبلغت مصادر الجميل "النهار" ان تقريرا رسميا من الاجهزة المعنية رفع الى الرئيس ميقاتي عن "تحضير محاولة اغتيال في مكان وزمان محددين". وشدد الجميل على "أن هذه الامور لا تخيفنا ولا تمنعنا من قول الحقيقة ونحن نعد الجميع بأننا سنعمل من أجل السلام والحرية أيا كانت التهديدات".
من جهة أخرى أجرى الرئيس بري اتصالا بالرئيس أمين الجميل واستوضحه حقيقة ما يدور عن نجله النائب سامي الجميل.

المحكمة
وغداة اعلان المحكمة الخاصة بلبنان الانطلاق في مسار المحاكمة الغيابية لمتهمي "حزب الله" الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وصف الناطق باسم المحكمة مارتن يوسف امس في مؤتمر صحافي في بيروت ما صدر عن المحكمة بأنه قرار "تاريخي". وقال إن المحكمة الخاصة بلبنان هي المحكمة الدولية الاولى التي يمكنها ان تجري محاكمة غيايبة منذ 50 سنة. وأضاف "ان عملية تعيين خلف للمدعي العام دانيال بلمار هي في طريقها الى التنفيذ". وأشار الى ان قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين سيحدد في آخر نيسان موعد المحاكمات.
وسئل عن التجديد للمحكمة، فأجاب: "طلبت من الامين العام (للأمم المتحدة بان كي – مون) تمديد عمل المحكمة ثلاث سنوات، ويعود الى الامين العام بعد التشاور مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن اتخاذ قرار التمديد". ولفت الى ان الطلب "تم قبل أشهر عدة خلال عام 2011".
وأعلن رئيس مكتب الدفاع لدى المحكمة فرنسوا رو تعيين محامين للمتهمين الاربعة و"سينطلقون فورا بعملهم في مهمة صعبة".

14 آذار
في غضون ذلك، قررت قيادات قوى 14 آذار بعد أيام من المشاورات في ما بينها، احياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الثلثاء 14 شباط الجاري في احدى قاعات مجمع "البيال" في بيروت، على أن يليها مهرجان شعبي كبير في 14 آذار المقبل في ساحة الشهداء.
وعلمت "النهار" ان برنامج احتفال "البيال" يتضمن كلمات لقادة التحالف ومنهم الرئيس سعد الحريري الذي سيلقي كلمة على الارجح عبر شاشة عملاقة. 

السابق
الحياة : وفاة نسيب لحود أحد أركان ثورة الأرز… وميقاتي يعلن انه لن يستقيل او يعتكف
التالي
السفير: هذه هي مواقف سليمان وبري وميقاتي وعون وحزب الله وجنبلاط من الأزمة المفتوحة