الانوار: خناقات في مجلسي الوزراء والنواب

الاحتقان الذي ساد الأجواء السياسية في الأيام الأخيرة، تفجّر أمس خناقات وسجالات حادة في مجلس الوزراء كما في مجلس النواب، وأطلقت فيها تحديات واتهامات. وانعكست هذه التشنجات على مناقشات موضوعي الكهرباء والاتصالات، بحيث تحفظ أربعة وزراء على تجديد عقدي التشغيل لشركتي الخليوي بداعي طرح التمديد في آخر لحظة ومن دون المرور بديوان المحاسبة.
فقد تحدثت مصادر حكومية عن سجال حاد سجل خلال جلسة مجلس الوزراء مساء أمس بين الوزيرين وائل أبو فاعور وجبران باسيل على خلفية الكلام الأخير للعماد ميشال عون.
فقد قال أبو فاعور: عليكم التمثل بتواضع حزب الله في الجلسات، إذ لا يحق لمن تفوح منه رائحة الصفقات والفضائح وآخرها المازوت ان يتحدث عن الفساد.
وأضاف: لقد وصلنا الى مكان نصنّف به بثلث أطهار وثلث أشرار وثلث خونة، وهذا لا يجوز. ان أي موقف يتخذ في مجلس الوزراء، يرد عليه في مجلس الوزراء.
ورد باسيل على أبو فاعور مستخدما لغة ال نحن، فتدخل رئيس الجمهورية لفض السجال متمنيا على وزير الطاقة التحدث بلغة مجلس الوزراء وليس بلغة ال نحن.
وعند انتقال النقاش الى ملف الكهرباء، وعرض باسيل لما توصل اليه في التحضير للبدء بالخطة الاصلاحية وتعيين مجلس ادارة الكهرباء، قاطعه الرئيس سليمان وسأله: ان كان يجول على السياسيين لاستطلاع رأيهم في مرشحين لمجلس ادارة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة؟ وقد رد باسيل بالايجاب.
التمديد لشركتي الخليوي
وكان مجلس الوزراء قد بدأ بمداخلة سياسية لرئيس الجمهورية، ثم جرى بحث تجديد عقدي شركتي الخليوي. وفي هذا الاطار وبعد نقاش حول طرح وزير الاتصالات في اللحظة الأخيرة، والنقاش الحاد الذي حصل حول هذا الموضوع، أقرّ مجلس الوزراء تجديد العقدين، ولكن بتحفظ من أربعة وزراء، هم وزراء جبهة النضال، والوزير نقولا نحاس. والاعتراض كان على أساس ان الوزير طرح تجديد العقدين في اللحظة الأخيرة، ومن دون المرور بديوان المحاسبة ووفق مبدأ التراضي، وهي مبادىء كان يعترض عليها وزراء التيار الحر.
خناقة البرلمان
وكانت جلسة لجنة الاشغال النيابية شهدت صباح امس، سجالا حادا بين رئيس اللجنة محمد قباني والنائب نبيل نقولا. ففي خلال مناقشة مشروع لينور لساحل المتن، قال النائب نقولا: سمعنا في المؤتمر الصحافي للاستاذ محمد قباني انه يتهمني ويريد ان يرفع علي دعوى في موضوع فواتير الكهرباء. نحن في التيار الوطني لم نتعود ان نفتري على احد، اذا لم يكن لدينا وثائق لا نتكلم، وهذه الوثائق بين يدي، هناك 16 مليون ليرة لبنانية تراكمات كهرباء على الاستاذ محمد قباني. بدأوا منذ 2001 يرسلون اليه انذارات بالدفع، وفي العام 2010 دفع من اصل المبلغ 900 الف ليرة لبنانية وبقي في ذمته لمؤسسة كهرباء لبنان 15 مليونا موجودة على هذه الورقة. اذا كان هناك اي رد على الموضوع، لتكن الوثيقة بالوثيقة والحجة بالحجة.
ورد قباني بالقول: اولا اريد القول ان نبيل نقولا مأمور ينفذ التعليمات، هو والصهر والعم اصبحوا يعتبرونني عدوا للتيار رقم واحد. السبب انني امسك الرقابة القانونية وبكل قوة، وامنع بقدر استطاعتي السرقات في قطاع الطاقة والمياه، وهي سرقات بمئات ملايين الدولارات وافضحها، اذا لم استطع ان امنعها كلها، لكن على الاقل اخفف منها وافضحها. لذلك اصبحوا يعتبرونني عدو التيار او الصهر والعم. لو انه علي أي ممسك، ولو استطاع احد ان يغبر على ملابسي، ما كنت لأفتح معركة بهذه الضراوة ضد الفساد، لو علي ممسك او أي شيء، ألم اكن اسكت على الاقل؟.
تعرضت لمحاولة نصب في التسعينات وألبست هذه الفواتير على ساعة بعقار بإسمي ولكنها مستخدمة من قبل مطعم يشغله شخص كنت لا ارغب ان اقول اسمه، واسمه موجود في الوثائق، فوجئت سنة 2000 ان هناك فواتير باسمي بقيمة 15 مليون ليرة، وقد اطلعنا عليها وكان واضحا انها فواتير نصب او محاولة نصب علي، أقمت دعوى سنة 2002 على من حاول ان يلبسني فواتير وعلى مؤسسة الكهرباء ايضا. لقد وضع الفواتير على ساعة باسمي وتآمر مع الجابي حتى لا يقطعوا الكهرباء، واستمر يأخذ خلال سنتين كهرباء ويسحبها من ساعة باسمي.
ولم ينته الموضوع في ساحة النجمة بل انتقل الى الرابية واثير في اجتماع تكتل التغيير والاصلاح. وقد قال العماد ميشال عون بعد الاجتماع: رفعت صوتي أكثر من مرة قائلا إن لبنان منهوب وغير مكسور. لدينا الآن كل الوثائق عن الذين كانوا مسؤولين عن النهب وعن كسر لبنان. لن أرد عليهم وأذكرهم بقول المتنبي إذا أتتك مذمتي..
واضاف: أنأى بنفسي عن المستوى الواطي من الكلام، والمضحك أن هناك من يقولون إنهم لا يريدون أن يوطوا بالحكي، كيف بإمكانهم أن يوطوا أكثر وهم ملتصقون بالأرض؟! لا يمكنهم أن يوطوا أكثر. إذا، كل الوِثائق معنا والأسماء معروفة، وليتفضل القبضاي الذي يريد أن يرفع رأسه يلاقينا في المحكمة. كثرة الكلام والتعرض للعائلة وللاسم وللشخص لا ينفعان، فليتفضل القبضاي في هذه الجمهورية اللبنانية الذي نتهمه سواء بأدائه العاطل أو بطولِ يدِه ويشرف إلى القضاء. هذا هو ردي الوحيد عليهم  

السابق
سلاح الثوّار: عفوي غير منظّم..لذا لا يُهزم
التالي
الشرق الاوسط: الشيخ حمد بن جاسم: نريد ضغطا اقتصاديا وليس تدخلا عسكريا من مجلس الأمن