النهار: ميقاتي للسعودية: منصور خالَفَ تعليماتي فهل يتفادى لبنان سابقة القاهرة في الرباط؟

أفلتت الحكومة امس من مأزق التداعيات لموقف وزير الخارجية عدنان منصور المعارض لشبه الاجماع العربي في القاهرة على خطة لمعالجة الازمة السورية، وذلك بتغطية مباشرة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لهذا الموقف. بينما تستعد اليوم للافلات مجدداً في مجلس النواب بعدما اختزل رئيس مجلس النواب نبيه بري صلاحيات هيئة المكتب فحرم المعارضة فرصة الاستجواب.
لكن هذا الإفلات الرسمي في الداخل لا ينطبق على الحال عربياً ودولياً. ففيما اعرب سفير بريطانيا في لبنان طوم فيلتشر بعد لقائه الرئيس ميقاتي عن "خيبة امل" بلاده من موقف لبنان الرافض لتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، علمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية ان للموقف البريطاني علاقة بما كان رئيس الوزراء قد ابداه في لندن حديثاً من حرص على حياد لبنان في الخلاف القائم على الملف السوري. وتوقعت ان تحمل "سابقة القاهرة" الحكومة على توخي الحذر في الموقف الذي سيتخذه منصور في الرباط اليوم عند مقاربة الموضوع السوري.
وأبلغتنا هذه المصادر ان ما ادلى به الرئيس ميقاتي امام السفراء في بيروت كان مغايراً لما أبلغه للامير عبد العزيز بن عبد الله نجل العاهل السعودي. فهو قال له في الاتصال الهاتفي الاخير بينهما ان تعليماته لمنصور في القاهرة كانت ان يتخذ الاخير الموقف الذي ستتخذه السعودية، لكن منصور "خالف تعليماتي".

مجلس الوزراء
وحضر الموقف في القاهرة، كما افادت اوساط وزارية، في مداخلة للوزير وائل ابو فاعور عضو الكتلة الوزارية للنائب وليد جنبلاط. فأثار مسألة عدم علم الوزراء بقرار الوزير منصور التصويت ضد مشروع الجامعة. فتدخل ميقاتي مبرراً وشارحاً ان تحرك منصور كان "منسقاً" وعندما ذهب الى القاهرة "فوجئ" بمسودة القرار ولم تكن معلنة من قبل. وعلى الاثر اتصل برئيسي الجمهورية والحكومة لافتا الى ان "ضغوطاً" ستمارس على لبنان اذا لم يعارض المشروع العربي، فتم الاتفاق عندئذ على ان يصوّت منصور ضد المشروع وهذا ما كان. واوضح ميقاتي انه شرح للسفراء العرب ان التصويت ضد قرار عزل سوريا لا يعني الموافقة على استهداف المدنيين لان الامرين منفصلان. 
واعتبر الوزير محمد فنيش ممثل "حزب الله" في الحكومة ان الموقف الذي اتخذه منصور كان "صائباً". ونفى الوزير علي حسن خليل من كتلة الرئيس بري الوزارية ان يكون منصور "تفرّد" بالقرار وقال ان الرئيسين سليمان وميقاتي "أكدا حيثية القرار وخلفية مبرراته". وقالت الاوساط الوزارية ان المناقشات في هذا الموضوع لم تستغرق طويلاً بفضل الاتصالات التي سبقت الجلسة. لكن عدداً من الوزراء أفادوا بعد الجلسة ان التبريرات للموقف في القاهرة "لم تقنعهم".
الى ذلك، لم ينجز مجلس الوزراء مناقشة بنود جدول الاعمال. ولم يمر طلب وزير الطاقة جبران باسيل "اعتماد الحزم" لتنفيذ مشروع خط التوتر العالي في المنصورية.
ثم كان لرئيس الوزراء بعد الجلسة لقاء مع سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبكين لشرح الموقف من التطورات في سوريا.

العريضي
وصرح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي يواصل مقاطعة جلسات مجلس الوزراء على خلفية عدم صرف السلفات لوزارته لـنا مساء أمس: "يقولون إنهم وقعوا السلف المالية وهي لم تأت بعد. الموظفون أصبحوا وزراء وعادوا يتحكمون بالوزارة. فبئس العمل الوزاري وبئس العمل السياسي في ادارة شؤون البلاد. اني أقدّر ظروفهم، فهم منشغلون بالشؤون الاقليمية والدولية وانجازاتهم واضحة. أما شؤون الناس في عكار والبقاع والجبال وغيرها فلا تهمهم وأتفهم ظروفهم".
وعلم ان مقاطعة العريضي للجلسات طرحت على هامش جلسة السرايا امس. وتقرر ان يعقد لقاء قريب بينه وبين ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي لمعالجة الأمر.

مجلس النواب
وأبلغتنا أوساط نيابية  ان قوى المعارضة ستذهب الى جلسة الاسئلة النيابية اليوم "بكل طاقتها" فهي قررت المشاركة بعد المشاورات التي كثفتها أخيرا.
وقالت ان "الجلسة ستكون محصورة وفق النظام الداخلي لمجلس النواب، بالاسئلة السبعة المدرجة على جدول الأعمال، أي تاليا بموضوع السؤال فقط، كما انه يحق فقط لصاحب السؤال المناقشة، وهذا الامر سيحد من النقاش، إلا أننا سنستعمل ما يتيح لنا النظام الداخلي من امكانات، والى أقصى الحدود". وأعلنت انه ستكون اليوم مطالبة بجلسة استجوابات سريعة.
وكتلة "المستقبل" النيابية التي طالبت بري بـ"احترام النظام الداخلي (…) بعيدا من اعتماد سياسة الحذف والفرض في جدول الاعمال"، قالت بلسان النائب هادي حبيش لـ"النهار" ان نواب 14 آذار سيطرحون اليوم مسألة جدول الاعمال وصلته بهيئة مكتب المجلس، والاتجاه الى "تحويل بعض الاسئلة الى استجوابات"، وذلك رهنا بأجوبة الحكومة اليوم عن الاسئلة.

"اللقاء الديموقراطي"
وفي تطور لافت، نقلت وكالة "أخبار اليوم" عن مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي امس ان رئيس الحزب جنبلاط يسعى الى اعادة إحياء "اللقاء الديموقراطي". وقالت ان هناك ترتيبات لهذه الخطوة في المختارة بداية الشهر المقبل.
وصرح النائب مروان حماده عضو اللقاء سابقا لاذاعة "صوت لبنان" بأن "القضية قضية ملاقاة بعد فترة فراق قصيرة".

الرياض
وفي نبأ من الرياض للمكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري ان ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز استقبل الحريري في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة. وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات العربية والاقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين لبنان والسعودية. 

السابق
سحب العضوية..
التالي
المبادرة العربية فصل سوري جديد