المخدرات في كل حيّ.. ولا اهتمام رسـمي ومراقبة او محاسبة !!

حذّر الاختصاصي في علم النفس العيادي والتوجيه العائلي الدكتور نبيل خوري أمس من «أن آفة تعاطي المخدرات التي تفتك بالمدارس والجامعات، بدأت تعصف تقريبا في كل حي، ونخشى أن تصبح في كل بيت لأن العوامل الضاغطة موجودة»، مبدياً أسفه لكون «حجم التصدي لظاهرة الإدمان من قبل المعنيين بالعملية التربوية لا يتلاءم مع حجم الكارثة».

وحدد خوري، في خلال ورشة عمل نظمتها «جمعية شؤون المرأة اللبنانية»، بالتعاون مع مستشفى الساحل، حول «آفة المخدرات والتحذير من مضارها وخطورتها»، العوامل التي تؤدي إلى الإدمان والانحراف و«أبرزها التفكك العائلي»، دعياً إلى التنبه إلى مظاهر الإدمان لدى الأبناء والبنات قبل فوات الأوان.

ولفت خوري، خلال عرضه لعلامات تشير إلى تعاطي المخدرات، إلى «التغيير المفاجئ في السلوك، كالعزلة أو الانطواء أو الإرباك او الهيجان النفسي أو فقدان السيطرة على التصرفات، والتقلب في المزاج، وإهمال المظهر الخارجي، والهبوط غير المبرر في الوزن وعدم الاكتراث لهوايات سابقة كانت تعتبر مفضلة، وتراجع في الاستيعاب العلمي، وتغيير بيئة الأصدقاء والزملاء وميل إلى الوحدة والحزن فالكآبة، ويمكن أن تصل إلى حد الانتحار».
ونبه خوري الأهالي إلى الأعراض التي تظهر عند احتياج المدمن جرعة مخدر ومنها «الغثيان والتقيؤ أو اختلاف في سعة حدقة العين أو التعرق الغزير، وارتعاش الأطراف وصولا إلى الصرع، فالوفاة».

وتوقف الدكتور خوري عند آفة الحبوب المخدرة التي تعبر «الأشد فتكا في المخدرات، وهي تروج وتباع في الصيدليات بمسميات عدة، كما توزع عند أبواب دور السينما والمراكز التجارية وأبواب المدارس، حتى أنها باتت تصل « ديلفيري».
وأسف إلى «أن بعض الأطباء يصفون مجموعة أدوية لها فعل المخدرات، فيصبح المريض مدمنا على الحبوب المخدرة والمهدئة، ظناً من الطبيب أنها تحد من الإدمان. ومع الوقت ينتهي المريض بجرعة إضافية».
وفي حال اكتشف الأهل إدمان احد ابنائهم، شدد خوري على ضرورة قيامهم بالتحدث معه «مباشرة في المشكلة، وان يكونوا متفهمين، وأن يقفوا الى جانبه لتخطي المحنة حتى لا يتحول الى الانكار والدفاع عن نفسه، لكون احتضان الأهل للمدمن هو العلاج من خلال التحذير من مضار الادمان التي تخفض منسوب الذاكرة والتفكير والتركيز، كما تضعف القدرة الجنسية وتجعل المدمن انسانا منبوذا في المجتمع».

صناعة محلية… مربحة

وبعدما شرح خوري انواع العلاجات المتوافرة من خلال مؤسسات متخصصة، تحدث رئيس جمعية «جاد» جوزف حواط عن أهمية التوعية المدروسة، كاشفا أن جمعية «جاد» المتطوعة لمعالجة المدمنين على المخدرات تستقبل يوميا في مراكزها الموجودة في كل المناطق اللبنانية بين 15 الى 20 شخصا مدمنا، متوقفاً عند غياب الاهتمام الرسمي في الموضوع.
وأشار الى وجود عدد من «الجمعيات والمراكز الوهمية التي تتاجر بالموضوع، وتجني الثروات من دون حسيب او رقيب».
واستغرب حواط «عدم وجود اي مستشفى حكومي او مركز تأهيل للمدمنين»، كاشفا ان جمعية «جاد» عالجت سبعمئة لبناني على حساب الأردن في ظل غياب الاهتمام الرسمي المحلي.
كما كشف عن ضبط عملية تهريب في ضهر البيدر لسبعة ملايين حبة مخدرة من النوع الخطير كانت في الطريق إلى السعودية، وضبط 22 مليون حبة مخدر كانت تهرب من لبنان، ما يشير الى وجود «مصانع ضخمة محمية لضرب مجتمعاتنا وشباب المستقبل الذين يفترض ان يصبحوا ركيزة المجتمع».
من جهتها، اقترحت رئيسة جمعية شؤون المرأة اللبنانية شهناز ملاح، اطلاق حملات على الأرض وفي الأحياء والعمل بروح المسؤولية كخلية نحل، وأن «يبدأ كل شخص منا بالحي الذي يسكنه».
وقد أدارت الندوة ايمان علامة في حضور حشد من ممثلي الجمعيات الأهلية والاجتماعية وطلاب مدارس.
وأعلن حواط ان مستشفى «الساحل» وجمعية «جاد» تتابعان عمليات التوعية مع الاهل للحد من هذه الآفة المميتة. وتم التوافق على تشكيل لجان متابعة في الاحياء والمناطق اللبنانية، وتسجيل اسماء المتطوعين للعمل الميداني على ان يكون العمل فعالا ومنتجا.  

السابق
تعديلات: المفتي بلا صلاحيات
التالي
نحاس: لا يجوز وقف مشروع الموازنة بسبب المحكمة