واشنطن محرجة بالفيتو ضد الدولة الفلسطينية ومفاوضات أخيرة قبل الخيارات الحاسمة

على رغم الالحاح الذي تتسم به التطورات السورية التي تستدرج مواقف عربية ودولية تصعيدية شبه يومية ازاء النظام لاستمراره في مقاربته الأمنية للاحتجاجات الشعبية في المناطق السورية، فإن الحاحا اكبر يتصف به الموضوع الفلسطيني في ضوء ما يثيره سعي السلطة الفلسطينية الى الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العمومية هذا الشهر في نيويورك. وتكتسب مبادرة واشنطن ايفاد دينيس روس وديفيد هيل الى المنطقة أهمية في رأي مراقبين ديبلوماسيين من زاوية ترقب ما يمكن ان يحمله الديبلوماسيان اولا من مخرج يحفظ ماء وجه الجميع وباقل الاضرار الممكنة بالنسبة الى كل منهم، الى جانب العمل على اقناع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بالعودة الى طاولة المفاوضات كحل بديل ليس قابلا للحياة في هذه المرحلة لمدة تزيد على اسابيع قليلة لاعتبارات متعددة. فالجميع يحتاجون الى مخرج بمن فيهم الفلسطينيون باعتبار انهم وصلوا الى درجة يصعب معها الرجوع الى الوراء في ظل التسويق المستمر لاهمية الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية،

وقد باتوا على قاب قوسين او ادنى من الحصول عليها في الجمعية العمومية، في حين تدعمهم الدول العربية في هذا المسعى. والادارة الاميركية المشغولة بازماتها الداخلية المتعاظمة وبانتخاباتها المقبلة تواجه مأزقا الى درجة كبيرة بامكان لجوئها الى التصويت في مجلس الامن من اجل منع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية من ضمن حدود 1976 خصوصا متى وافقت الجمعية العمومية على هذا الامر واوصت به الى مجلس الامن حيث ستضطر الولايات المتحدة الى استخدام الفيتو لوقفه. ففي هذه الحال ستكون واشنطن في غاية الاحراج وقد تتسبب بضرر كبير لمصالحها في المنطقة خصوصا في الدول العربية المنتفضة والتي لم تستنفر مجددا ضد الولايات المتحدة وفقا لما كانت عليه الحال سابقا اقله حتى الان. كما ان هذا الموقف سيتصف بالعدائية في ضوء اقرار لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة من اجل الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية، وتشكيل لجنة لمتابعة الاتصالات مع المجموعات الدولية لحشد التأييد للتوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة برئاسة قطر (من دون ان تضم اللجنة لبنان على نحو لافت، علما انه يرأس مجلس الامن لهذا الشهر وهو يستعد لقيادة حملة الدفاع عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال ومتى تم الاعتراف بها في الجمعية العمومية) . ويبدو ان دول الاتحاد الاوروبي تبدو مؤيدة للتوجه الاميركي اي التوصل الى قيام الدولة الفلسطينية وحل الدولتين من طريق المفاوضات بعد تجاذب طويل بين مختلف الافرقاء للحصول على الدعم الاوروبي في هذا الاتجاه او ذاك. وتواجه واشنطن في المقابل حتمية وقوفها الى جانب اسرائيل في رفضها لجوء السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة للحصول على اعتراف دولي وتحت وطأة تهديد هذه الاخيرة باجراءات عقابية ضد الفلسطينيين من المحتمل ان يشارك فيها الكونغرس الاميركي بوقف المساعدات للفلسطينيين، اذ ان اسرائيل تواجه مأزقا حقيقيا حول كيفية التعامل مع دولة معترف بها دوليا سيتوافد اليها تمثيل البعثات الديبلوماسية الدولية.

وفي رأي المراقبين المعنيين سيكون مهما جدا التوصل الى صيغة حل في الايام القليلة الفاصلة عن اجتماعات الجمعية العمومية في الامم المتحدة بما يمكن اعتباره مفاوضات الايام او الساعات الاخيرة، بعد مراوحة في المواقف المعلنة نتيجة ضغوط متبادلة تدور منذ اشهر لم ينجح خلالها اي طرف في اسقاط منطق الطرف الآخر او مسعاه.   

السابق
بان كي مون يرد على أسئلة الآلاف عبر الانترنت عن القضية الفلسطينية
التالي
14 آذار لن تلغي المؤتمر المسيحي الموسع لإصدار وثيقة ثوابت سياسية