بان كي مون يرد على أسئلة الآلاف عبر الانترنت عن القضية الفلسطينية

في مبادرة هي الأولى من نوعها، ظهر الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» بان كي مون، ليل أمس الأول، في الاستديو الخاص بمقره، تحاوره المذيعة جوجو تشاتغ من شبكة تلفزيون «إيه بي سي» الأميركية، وتابعه الآلاف من الأشخاص في سائر أنحاء العالم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كـ«فايسبوك» و«تويتر» وغيرهما.
وأرسل المهتمون، في أثناء الحوار، الذي تزامن مع التحضير لافتتاح الدورة السنوية السادسة والستين للجمعية العامة، أكثر من خمسمئة ألف وخمسمئة سؤال، وذلك بلغات «الأمم المتحدة» الرسمية، وهي الانكليزية، والفرنسية والعربية، والإسبانية والروسية والصينية، والبرتغالية.
وتولى مساعد الأمين العام جمع بعض الأسئلة، وقدّمها إلى بان الذي أجاب عليها خلال الحوار.
وتمثل الشرق الأوسط بسؤال عن فلسطين المحتلة، وجّهته إحدى اللاجئات الفلسطينيات المقيمات في أوروبا، فسألت «ماذا ستفعل الأمم المتحدة لحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟»، فأجاب مون معرباً عن أمله «في بدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الفور، لتتحقق رؤية الدولتين وليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وتقام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة».
واعتبر بان أن «الزخم المطلوب لبدء تلك المفاوضات، ليس بالقوة الكافية في الوقت الراهن»، مؤكداً أنه يعمل «في إطار عضوية الأمم المتحدة في اللجنة الرباعية، على هذا الصعيد، وقمت ببحث هذه المسألة مع القادة في البلدان العربية وقادة الدول الكبرى، ومع اقتراب موعد اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة فأنا واثق أن قادة العالم الذين سيأتون إلى الأمم المتحدة، سيبحثون تلك القضية بشكل أكثر جدية».
وتمّت الإجابة على أسئلة أخرى جاءت من دول الصين وكندا وانكلترا وجنوب أفريقيا والفليبين، حول قضايا تندرج في موضوع إصلاح الأمم المتحدة، وصراع الشرق الأوسط، وأزمة الفقر وأمن الغذاء. وتناولت بعض الأسئلة قضايا عامة أخرى، مثل جهود حفظ السلام ومكافحة الفساد، وأسئلة عن حياة بان الشخصية وكيفية تمضيته أوقات فراغه.
وتنوعت الأسئلة بين «ما الذي يمكن القيام به لوقف اندلاع حروب جديدة، وما الذي يمكن القيام به على الصعيد الشخصي في المعركة ضد تغير المناخ، وما معنى أن يكون المرء أميناً عاماً؟». 
وردّاً على سؤال حول إصلاح الأمم المتحدة، أجاب بان «أن جعل هذه المنظمة أكثر فعالية وكفاءة أمر يمثل التحدي الأكبر أمامنا»، كما سأل مشترك من الصين «لماذا يموت كثيرون من الجوع في أفريقيا، بينما ينتج العالم من الغذاء ما يكفي الجميع؟»، فجاوبه مون «صحيح أن لدينا مليار شخص على الأقل يتضورون جوعاً بسبب الفقر، ولكن ما يدعو إلى السخرية أن لدينا كميات من الغذاء، تكفي للجميع في أرجاء العالم، فالقضية والمشكلة تتمثل في عدم التوزيع العادل، هذا ظلم اجتماعي، ولا بد أن نعالجه ونوقفه».
وخُتم الحوار بتأكيد بان على أن «الأمم المتحدة تعمل من أجل عالم أفضل للجميع».
ولفت بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة في بيروت، إلى أن «اللقاء يأتي في إطار جهود التوعية بأعمال الأمم المتحدة، والتعاون مع الجماهير على التصدي لتحديات الألفية الثالثة»، واعتبرت الأمم المتحدة المبادرة «فرصة نادرة للجمهور، للتواصل مع الأمين العام، وتلقي إجابات مباشرة من أرفع مسؤول أممي».  

السابق
صفحات بري عن الحريري: حزب الله يريد خراب لبنان وعليه أن يدفع الثمن
التالي
واشنطن محرجة بالفيتو ضد الدولة الفلسطينية ومفاوضات أخيرة قبل الخيارات الحاسمة