سلعة الخوف !

ليس التسويق السياسي جديدا على العالم، وليست الحجج المستعملة لإقناع الناس والوسائل ذات الجدوى الانتخابية، إلا جزءا من اختصاص يعتمد على ترويج "المنتج" المنوي تسويقه؛ ولهذا العلم أصحاب اختصاص، يعمدون إلى ابتداع كل الطرق لجعل سلعتهم أكثر رواجا وقبولا ونجاحا.

والسلعة الأكثر استخداما في لبنان، لسوء الحظ، والأكثر رواجا ونجاحا، هي سلعة الخوف.

نخاف من الآخر، نخاف من الحرب، نخاف من التوطين، نخاف من السلاح… ولا أحد ينفي وجود مشكلات عدة على هذه النقاط وسواها، لكنّ الحقيقة أنّ بعض الأطراف السياسيين يستعملون هذه الشعارات للبقاء في السلطة وجذب الناس من حولهم.

لطالما استعمل الخوف شعارا لمرحلة ما بعد صدور القرار الظني… وأعطى التهويل مفاعيله، فلم يُصدم الناس عند صدوره، ولم يحرِّك أحدهم ساكنا.

ولكي يلتف أبناء الطوائف حولهم، يعمد زعماؤها إلى زرع الخوف من الآخر في نفوس أتباعهم؛ وأكبر دليل ردة فعل المسيحيين على التحالف الرباعي في العام 2005، حيث استفاد مرشحون كثر من خوف الناس.

يأتي هذا الكلام، لأن الخوف أضحى سلعة صالحة للاستعمال دائما، وليست لشريحة كبيرة من اللبنانيين قناعة حقيقية لمواجهة ذلك، واللبنانيون تعبوا من الصراعات نفسها، فنراهم حول ملف الكهرباء، الذي يحتاج حتما إلى حلّ ملحّ، يختلفون لأن الناس لا يصدقون ولم يعودوا يصدقون تضارب الشخصي مع العام، وتفوق الشخصي على العام.

حان الوقت كي يتركوا سلعة الخوف من الآخر، وحان الوقت أن يتوقف الناس عن اللجوء إلى ملوك الطوائف، وحان الوقت أن يفهم الناس أنّ كل صراعاتهم ضد مصلحتهم، وأنّ كل من يعمل فعلا لأجل الناس، يُقتل أو يُبعد أو تتمّ إزاحته.

السابق
أين سليمان… أين ميقاتي؟!
التالي
مؤتمر صحافي لنائب حسن فضل الله االيوم عند الساعة الحادية عشرة والنصف