شائعات الموت والتلاعب بأعصاب المواطنين

الشائعات
يعيش سكان ضاحية بيروت الجنوبية وبيروت الإدارية خصوصا، ولبنان عموما، على وقع الاشاعات المتنقلة والخبريات المتداولة فيما بينهم على مواقع التواصل الاجتماعي حول الاشتباه بسيارة مفخخة هنا وقنبلة مجهزة بعداد تفجير هناك. كلها معلومات يتم تداولها في حين الاجهزة الامنية تنفي صحتها. فمن المسؤول عن لجم تلك الشائعات وما هو مصدرها؟

سيارة مفخخة في حي السلم في الضاحية الجنوبية، وأخرى مفككة في طريق المطار، ديناميت مجهز للتفجير في منطقة الشياح، وحقيبة مشبوهة في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت.. كلها رسائل تصل الى هواتف اللبنانيين يوميا من دون معرفة مصدر الخبرية.

هذه الشائعات تنتشر بين اللبنانيين في مختلف المناطق من الشمال إلى الجنوب وصولا الى بيروت وضاحيتها، وازدادت بشكل كبير بعد التفجيرات الاخيرة التي طالت حارة حريك وستاركو بوسط البلد خلال الأسبوعين الأخيرين.

بات اللبناني يعيش على وقع الشائعات والخبريات المتداولة عن سيارات مفخخة، دخلت منطقة الضاحية في اللعبة خصوصا بعدما اعلن تنظيم “داعش” مسؤوليه عن التفجير الاخير وتوعد “حزب الله” وجمهوره بالمزيد من العمليات الانتحارية الفجائية.

سارعت الاجهزة الامنية الى الحدّ من هذا التوتر، وطلبت قوى الأمن الداخلي من المواطنين عدم الأخذ بالشائعات، واعتبرت “ان هدف من يقف وراء هذه الأخبار إحداث بلبلة وزرع الخوف في النفوس”.

إلاّ ان الهواجس لم تتوقف على انتشار الخبريات هنا وهناك، بل تخطتها لما هو أسوأ، إذ تم تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي و”واتس آب” نسخة مفترضة لبرقية خاصة من جهات أمنية في لبنان، تتضمن أسماء وأرقام لوحات سبع سيارات مفخخة دخلت إلى لبنان دون ان تيم تحديد وجهتها، الامر الذي ساهم في زيادة التوتر.

وقد بدأ يظهر هذا الخوف في شوارع بيروت والضاحية التي تخلو من الازدحام، ومطاعمهم و”المولات” تبدو شبه خالية. إذ بات المواطنونيقللون من خروجهم إلا في حال الضرورة القصوى. وقد نفى مصدر أمني لجنوبية مضمون اللائحة المتداولة بين المواطنين، ودعاهم الى “الاخذ فقط بما يصدر رسميا عن قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني”.

 وكان آخر تلك الشائعات، الإشتباه بسيارة كانت متوقفة قرب مسجد جمال عبد الناصر في كورنيش المزرعة أمس، وتبين بعد الكشف عليها أنها خالية من أي متفجرات. وفي طرابلس أيضا، تبين بعد بلبلة كبيرة أن لا صحة للمعلومات التي ترددت عن دخول سيارة مفخخة إلى منطقة جبل محسن أمس، بل الخبر الصحيح هو أن سيارة سرقت من محلة القبة في المدينة، وقام صاحبها بإبلاغ الأجهزة الأمنية والعسكرية بذلك.

 هذه الشائعات التي تحمل رائحة الموت تلقي بثقلها على حياة الناس بشكل كبير، خصوصا أنها باتت تترافق مع توزيع لوائح بأسماء وارقام السيارات المفخخة التي يتم البحث عنها من قبل القوى الامنية. وفقا لما يتم تداوله بين المواطنين. وهذه التحذيرات تطال جميع المناطق لا سيما تلك التي يسيطر فيها نفوذ “حزب الله”، كنوع من الضغط المباشر عليه وعلى بيئته ردّا على مشاركته في الحرب السورية الى جانب نظام الاسد.

السابق
مدرسة الدوير: بناء غير صحي
التالي
حريق في محل «هوا تشيكين» كورنيش المزرعة