انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر موكب من عشرات الشاحنات محملة بالبضائع، تخرج من مدينة ميس الجبل الحدودية مع فلسطين المحتلة، التي تشهد مع غيرها من بلدات وقرى الشريط الحدودي قصفا عشوائيا اسرائيليا تسبب بدمار هائل وتهجير السكان وسقوط المئات من الشهداء والجرحى.
ويعلو الفيديو شرح لأحد المحامين الجنوبيين يقول فيه: «ميس الجبل اليوم، الجيش يواكب اصحاب المصالح لإخراج بصائعهم من البلدة، لكن الأغنية معاكسة تماما لمضمون الفيديو ! مؤشر خطير . نسأل الله ان يتدخل بجبروته ليكسر بنو صهيون»
والجدير ذكره، انه وللمفارقة فان مقطع الفيديو مرفق بدوره بمقطع من الاغنية الوطنية الشهيرة «غابت شمس الحق» وهو: «بنرفض نحنا نموت قولوا لهم لح نبقى، أرضك والبيوت والشعب العم يشقى»! وهذا طبعا مخالف لواقع ما يحدث من تهجير قسري، سبقه دمار جزء كبير من بلدة ميس الجبل التي كانت قد ازدهرت في السنوات الماضية، وتحولت الى مدينة تحوي مصانع للمفروشات والسجاد وغاليرهات ومعارض للأدوات المنزلية، يقصدها معظم اهل الجنوب للتسوق والتبضّع.
قوات الاحتلال الاسرائيلي اذنت لسكان ميس الجبل ان يدخلوا لبيوتهم كي يُخرجوا منها ما بقي فيها من بضائع ومفروشات
وفي اتصال «جنوبية» مع مصدر مطلع في الشريط الحدودي، أكد الواقعة، وأضاف «ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اذنت لسكان ميس الجبل اليوم الخميس، عير اليونيفيل وبمواكبة الجيش، ان يدخلوا كي يُخرجوا من منازلهم ومحالهم التي نجت حتى الان وينقلوا ما بقي فيها من بضائع ومفروشات».
كما اكد المصدر ان «غدا سيكون دور اهالي بلدة يارون الذين حصلوا على إذن بدورهم من الاسرائيليين عبر قوات الامم المتحدة اليونيفل، كما كشف المصدر ان اهالي بلدتي عيثرون وبليدا تقدموا لليونيفيل بطلب مماثل».
وإزاء هذا الفيديو «الحزين»، علّق عدد من الناشطين الجنوبيين بخيبة وغضب، فقال احدهم: «هيدا الفيديو يسعد قلب العدو اذا منطلب من الجيش يأمن للناس ٢٤ ساعة لأخذ ما تيسّر من العفش حتى تلاقي الشاحنات واصلي على آخر الدني وبيعطينا الاسرائيلي فوقهم ساعة حبة مسك ما هو هيدا اللي بده اياه. محور نتساريم تاني (القرى الحدودية) وما حدا سألان للقرد»!…
وعلّق آخر «ما حدا راجع يا استاذ خربت بيوتنا ومصالحنا وما حدا سئلان»!
كما علّق ثالث «هم السابقون ونحن اللاحقون. يا ويلااه.الله يعيننا ويعين هالشعب يللي تشرد وختربت بيوتو ومصالحو».
يبدو ان اهالي بلدات وقرى الشريط الحدودي المنكوبين قد يئسوا من العودة الى بلداتهم
وهكذا يبدو ان اهالي بلدات وقرى الشريط الحدودي المنكوبين بحرب المساندة منذ عشرة شهور ، بحسب مصدر ميداني «قد يئسوا من العودة الى بلداتهم وخافوا على ما تبقى من ارزاقهم ورساميل تجاراتهم، التي اودت الحرب بقسم منها وكتب لبعض منها ان ينجو، لتلتحق تلك البضائع باصحابها النازحين، وذلك وسط حديث عن اطالة امد الحرب مدة شهور اخرى، وربما عام او اعوام، وسط تعنّت غير متوقع من قبل اصحاب القرار الذين دخلوا مدخل الحرب، دون ان يهيئوا أسباب خروجهم منها، فعرفت اسرائيل كيف تغرقهم وتغرق الناس في مستنقع حربها هذه المرة، وانتقمت من المقاومين والاهالي على حدّ سواء».