حرب «المشاغلة» تشغل البال الدولي.. وهذه «ملامح» الإتفاق من لبنان الى غزة!

لم يعد من مصلحة الاطراف الدولية و الإقليمية، إستمرار حرب "المشاغلة" بين "حزب الله" وإسرائيل" في الجنوب اللبناني، التي تحولت إلى "ميني حرب"، يٌخشى مع تطوراتها العسكرية الدرامتيكية، ان تنفلت وتشعل شرارة حرب شاملة، رغم الجهود الديبلوماسية، و"التراجعات" الإيرانية لإطفائها في المنطقة، وذلك في موازة الضغط الدولي لإنجاز إتفاق على هدنة "غير هشة" في غزة، تنسحب حكماً على لبنان.

هل لبنان على أهبة تفاهم، لتثبيت وقف اطلاق النار بين “حزب الله” واسرائيل؟ سؤال تفرضه جملة معطيات أبرزها:

1- المواقف الاسرائيلية التي بدأت تلمح الى امكانية عقد اتفاق، يتيح عودة المستوطنين في الشمال الى منازلهم.

2- الحركة الدبلوماسية الغربية التي تبدي اهتماماً، بمنع تمدد الحرب في غزّة الى حرب شاملة في المنطقة، ولا سيما لبنان، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي المرتقبة الى بيروت، تدعم وجهة البحث عن تسوية ما، تلبي المطالب الاسرائيلية واللبنانية، فيما زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين الى اسرائيل، لم توصله الى لبنان، بل عاد الى واشنطن، بما يشير الى ان توقيت الحل لم يحن بعد.

الحرب ليست خيارا مضمون النتائج

3- ثبات اطار المواجهة الجاري بين “حزب الله” واسرائيل، وحرصهما عليه، امكن ضبطه ومنع تمدده، مع تأكيد “حزب الله”، انه لن يناقش في اي اتفاق لوقف اطلاق النار، قبل انجازه في غزة، مع إلتزامه بعدم الذهاب الى مواجهة مفتوحة، لإدراكه ان الحرب ليست خيارا مضمون النتائج، في المقابل فان الجيش الاسرائيلي الذي رفع من منسوب المواجهة مع الحزب، لايزال يتفادى الحرب، وان كان يلوح بها بين الحين والآخر، على لسان معظم اعضاء حكومة الحرب.

مظلة القرار 1701

الحركة الدبلوماسية الدولية، لم يتوقف اطرافها عن طرح افكار لتسوية، مظلتها القرار ١٧٠١، وهي افكار لم يظهر “حزب الله” رفضاً صريحاً لها، بل حرص على ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة، وهي خطوة أراد منها عدم اظهار اي تعنت او سلبية، تجاه ما يُقدم من اقتراحات، رابطا البحث الجدي بها، بعد وقف اطلاق النار في غزة.

الحديث عن تفاهم هو اقرب الى ضبط ايقاع المواجهات الجارية من جهة وتحضير المشهد لما بعد غزة

ما اثار زوبعة اعلامية حول امكانية التوصل الى تفاهم ما، جرى الحديث عن بعض افكاره، كفكرة انسحاب “حزب الله” الى مدى ثمانية كليومترات، أو اقل او اكثر، وعن تطويع عشرة الاف جندي في الجيش اللبناني للانتشار على الحدود، وعن حل للنقاط الخلافية على الحدود بين لبنان واسرائيل، كل ذلك، هو اقرب الى ضبط ايقاع المواجهات الجارية من جهة، وتحضير المشهد لما بعد غزة.

لا مفر من هدنة في غزة

هدنة غزة لا مفر منها، والضغط الدولي على اشده، لتحقيق هدنة طويلة الامد، وبمعزل عن شروطها وطبيعتها، هي ستفتح الباب امام انضاج تسوية في الجانب اللبناني، وهذه التسوية هي مطلب ايراني واميركي، اكدها الانكفاء الايراني عن مواجهة واشنطن في العراق وسوريا، وهي في الاساس حاجة اميركية، عبر عنها المسؤولون الاميركيون منذ ٧ اكتوبر، برفضهم لتمدد الحرب.

لا معنى لرفض المواجهة الا الاستعداد المتبادل للبحث السياسي، ولبنان يأتي في المقدمة

طالما ان واشنطن لا تريد المواجهة المباشرة مع طهران، والعكس صحيح، فان ما يبقى هو الانتقال من “المشاغلة” العسكرية الى الاتفاق السياسي، اذ لا معنى لرفض المواجهة، الا الاستعداد المتبادل للبحث السياسي، ولبنان يأتي في المقدمة، فايران لا تريد المغامرة ب”حزب الله” اليوم، واسرائيل حذرة من حرب مع “حزب الله” في ظل رفض اميركي لهذه الحرب.

واشنطن بين “حزب الله” واسرائيل

هدنة غزة ستشكل صفارة انطلاق التفاوض، والاتفاق على صيغة لوقف اطلاق النار، انطلاقا من ان الاطراف المعنية سواء اسرائيل او “حزب الله” لا يريدان، وان بتفاوت الرغبات، فيما واشنطن تتشدد لانجاز هدنة بين “حماس” واسرائيل، بعد الانطلاق في تبني “وحدة الساحات”، وفتح ثغرة في جدار حل الدولتين المعطل، وصولا الى اعادة صوغ التوازنات في المنطقة، بما يوفر شروط النفوذ الاميركي، ويمهد الطريق لمسارات التسويات، التي لامفر منها، كما اثبتت الوقائع بمنظار واشنطن.

السابق
ترقّب اسرائيلي لردّ «حماس» وتهديد جديد للبنان: أثمان حرب الشمال ستكون أصعب!
التالي
5 شهداء لـ«أمل» خلال 4 ايام.. و«حزب الله» يثأر لهم!