بشكل غير مباشر، امتدت الحرب بين إسرائيل وحماس فعلياً إلى الشرق الأوسط الأوسع، مع تزايد احتمالات حدوث مواجهة بين القوى الإقليمية، مع تنامي التدخل المباشر لكل من إيران والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، ما رفع من منسوب المخاوف من أن الصراع بالوكالة بين البلدين قد يتحول إلى صراع مباشر، إذ شهدت المرحلة الأخيرة تزايداً في الهجمات بين الميليشيات المدعومة من إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما من جهة أخرى.
حتى الساعة تجنبت واشنطن وطهران المواجهة المباشرة بينهما
حتى الساعة، تجنبت واشنطن وطهران المواجهة المباشرة بينهما، إذ هاجمت الولايات المتحدة الجماعات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق، في حين استهدفت الجماعات المرتبطة بإيران أفراداً أمريكيين في العراق وسوريا، كما ضربت طهران جماعات مناهضة لإيران في العراق وسوريا وباكستان وردت باكستان بضربات انتقامية.
وسط ما يجري، برز على الساحة الحديث عن سحب القوات الأمريكية من العراق وسوريا، ما دفع مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” الى الرد بأنه “لا توجد خطط لتغيير حجم التواجد العسكري الأمريكي في سوريا والعراق”.
بين تسريبات “الإنسحاب” وحقيقة ما سيحصل على الأرض، يبدو أن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط بات “مهزوزاً”، إذ دفعت أحداث السابع من أكتوبر خصوصًا وتزايد التوترات في الشرق الأوسط الإدارة الأمريكيّة لإعادة النظر في أولويّاتها في المنطقة لذلك بدأت مناقشات مكثّفة بدأت لبحث توقيت وكيفيّة سحب القوّات الأمريكيّة من شمال سوريا، بحسب مجلّة “فورن بوليسي” الأمريكيّة.
بين تسريبات “الإنسحاب” وحقيقة ما سيحصل على الأرض يبدو أن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط بات “مهزوزاً
ووفق موقع “المونيتور”، طرحت وزارة الدفاع الأميركية خطّة على قوّات سوريا الديمقراطيّة للدخول في شراكة مع النظام السوريّ لمحاربة تنظيم داعش كجزء من مراجعة سياسة واشنطن تجاه دمشق والتي لا تزال قيد النقاش في وزارة الخارجيّة.
في المقابل من المتوقّع أن تبدأ واشنطن وبغداد قريبًا محادثات حول مستقبل الوجود العسكري في العراق وسط دعوات من الحكومة العراقيّة للولايات المتّحدة لسحب قوّاتها بحسب ما نقلت الـ”سي أن أن”، فيما أفادت “رويترز” بأنه سلّم السفير الأمريكي لدى العراق في 25 كانون الثاني الحالي رسالة إلى وزير خارجية العراق متعلقة بانهاء التحالف عمليّاته العسكريّة واقامة علاقات ثنائيّة، علمًا أن الإنسحاب الأميركي لن يكون وشيكًا.
من جهته، نفى مسؤول رفيع في مجلس الأمن القومي الأمريكي رغبة إدارة الرئيس جو بايدن من الانسحاب من سوريا، كما اعتبر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكيّة التقارير التي تتحدث عن انسحاب القوّات الأمريكيّة من سوريا خاطئة، بحسب ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي”، أما في العراق، فأفاد مسؤول أميركي لـ” رويترز” بأنّ واشنطن وبغداد يقتربان من الاتفاق على بدء حوار اللجنة العسكريّة العليا الذي سيحدّد طبيعة العلاقة الثنائية الأمنيّة واجراء تقييم مشترك للظروف المطلوبة لمستقبل المعركة ضد داعش.
من المتوقّع أن تبدأ واشنطن وبغداد قريبًا محادثات حول مستقبل الوجود العسكري في العراق
وتنشر الولايات المتّحدة في العراق ما يقارب 2500 جندي يعملون لتقديم المشاورة منذ كانون الأول 2021، مقابل انتشار 900 جندي بمحافظات الحسكة ودير الزور والرقة في سوريا ، بحسب الأرقام التي نشرتها “رويترز وفورين بوليسي”.
وذكرت الـ “سي أن أن” بأن التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط يشمل العراق وسوريا والبحر الأحمر قبالة السواحل اليمنيّة تتداخل في بعضها مع التواجد الإيراني، بالإضافة إلى وجود قواعد عسكريّة في قطر والبحرين والإمارات والكويت .
