«حزب الله» يدفع نحو «نزوح النزوح» من الجنوب.. ماذا عن «المخيم الحدودي» و «UNHCR»؟!

مناصرين وجمهور حزب الله

مع احتدام المعارك في الجنوب، ونزوح اهالي القرى الحدودية من الناقورة وحتى شبعا، مرورا بالقطاع الاوسط في بنت جبيل، تخطى عدد اللبنانيين النازحين الجنوبيين الى الداخل اللبناني ال 100 ألف مواطن، وتوزعوا في المدن الرئيسية صور وصيدا وبيروت وجبيل وقرى المتن وكسروان وجبل لبنان.

وتتجه الأنظار نحو نزوح النازحين السوريين، الذين يفضلون البقاء في لبنان، رغم كل الاشتباكات الدائرة في الجنوب، او كل المشاكل الاقتصادية وما يعانونه من تضييق، ان كان على مستوى اوراقهم او تأمين معيشتهم، إذ بلغ عدد السوريين القاطنين في القرى الحدودية نحو 200 ألف سوري، مسجل منهم حوالي 60 الفا.

طلب من جميع السوريين في القرى المحاذية للشريط الحدودية مغادرة المنطقة فورا لاعتبارات امنية

الا ان “حزب الله” اتخذ قرارا “مغايراً” حسب مصادر متابعة ل ” جنوبية”، إذ طلب من جميع السوريين في القرى المحاذية للشريط الحدودية، مغادرة المنطقة فورا لاعتبارات امنية، متذرعاً بقيام عدد من السوريين بأخذ صور في المنطقة قد تكون لدواع فضولية او غيرها”.

ورجحت ان :يكون الحزب قد اتخذ قرارا بافراغ المنطقة من الوجود السوري تماما، على أن يبقي من يريده منهم لاعتبارات عملانية او لوجستية، تتعلق بعمالة البناء او لأسباب عسكرية أو أمنية”.

ورجحت ان يكون الحزب قد اتخذ قرارا بافراغ المنطقة من الوجود السوري تماما على أن يبقي من يريده منهم لاعتبارات عملانية او لوجستية

وفي المقابل، رفضت المؤسسات الرسمية اللبنانية التعاطي مباشرة مع هؤلاء، بسبب ضعف امكانياتها والاكتفاء بالطلب منهم تسوية اوضاعهم في الامن العام، فيما تقف مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان (UNHCR) “حائرة” في مستجدات ملف جديد لجهة صعوبة تأمين بيوت لهم، مع عدم قبول عدد من اللبنانيين استيعابهم في مناطقهم لأنهم لا يدفعون بدل الايجار الذي يطلبه المالكون، والذي ارتفع اضعافا عما كان عليه قبل الازمة.

ولفتت مصادر في مفوضية اللاجئين ل “جنوبية” الى “ان النزوح السوري ليس مشابهاً لنزوح أهالي الجنوب. فاللبنانيون قد يكون بمقدورهم استئجار المنازل، ونزوحهم موقتا، وسيعودون إلى مناطقهم عند استقرار الوضع، فيما أحوال النازحين السوريين قد لا تسمح بالتوجّه نحو خيار الاستئجار، فضلاً عن أنهم قد لا يرغبون في العودة إلى مساكنهم القديمة، إن توفّرت فرص عمل أفضل من تلك الموجودة في الجنوب”.

وفي موازاة ذلك، أكد مصدر رسمي ل “جنوبية” ان “واقع النزوح السوري من الجنوب اللبناني، مدار بحث ونقاش مستفيض مع المنظمات الأممية المختصّة، بهم لان الواقع اللبناني لا يتحمل”.

وكشف ان” موضوع اقامة مخيم لهم على الحدود اللبنانية السورية، مسألة تحتاج الى كثير من الدرس الدقيق لجهة التكلفة، لان الارضية على الحدود غير مهيئة ولا يوجد فيها اي مقومات للحياة، لا مياه ولا كهرباء ولا صرف صحي”.
واردف”: فضلا عن التفكير مليا في امكانية تأمين الحماية للمخيم الجديد، في حال قبلت الامم المتحدة بإقامته او الاشراف عليه، ومن سيؤمن لهم كل الخدمات المطلوبة والرعاية الامنية الصحية، بحيث يتخوف الكثير من المسؤولين في لبنان من تحول هذا المخيم الى بؤر امنية ارهابية، يصعب السيطرة عليه لأنه خارج الحدود، وبالتالي يصبح منطلقا لعمليات امنية تستغلها قوى مخابراتية”.

واقع النزوح السوري من الجنوب اللبناني مدار بحث ونقاش مستفيض مع المنظمات الأممية المختصّة بهم لان الواقع اللبناني لا يتحمل

ولفت الى “ان النزوح السوري سوف يُشكّل تحدياً للسلطات اللبنانية والمنظمات الدولية على حدٍ سواء، خصوصاً أن الموارد متواضعة مقارنةً بالاحتياجات، في ظل غياب الدعم الدولي للبنان، فإن نزوح أهالي الجنوب والسوريين قد يكون مأساة جديدة تُضاف إلى مآسي الحرب الدائرة”.

السابق
دعوة إسرائيلية لضرب حزب الله وإبعاده إلى ما وراء الليطاني!
التالي
بعدسة جنوبية.. إقامة صلاة الجمعة في ملعب صيدا البلدي نصرة لغزّة