ديما صادق.. ومعركة إستعادة الإعلام اللبناني الحر

ديما صادق
الحكم الجائر الذي صدر بحق الاعلامية ديما صادق في الحبس سنة مع وقف التنفيذ، وبدعوى من أحد رموز المنظومة الحاكمة جبران باسيل، أساء هذا الحكم للجهة المحرّضة وراء الدعوى، واظهر حقيقتها المعادية للحريات العامة، خصوصا حرية القول والتعبير، التي هي عنوان الصحافة اللبنانية العريقة ورمزها.

كانت وما تزال الميزة الرئيسية والركيزة الأساسية للإعلام والصحافة في لبنان هي الحرية الإعلامية، دون إنكار وجود الإعلام المسيس والموجه، والذي يفعل فعله في وقائع الأحداث، والذي له دوره البارز في تغيير موازين القوى عند المنعطفات الجوهرية ..

بالمقابل قد يحلو للبعض تسمية النمط الموجه والمسيس من الاعلام بالإعلام المأجور، كما يوصف كتبته بـ”الكسبة “، وذلك في مواجهة الإعلام الحر، الذي يتحمل صانعوه المشقات والمتاعب وأنواع الإرهاب الفكري وغير الفكري، ليستمروا في تأدية رسالتهم التوجيهية للمجتمع والفرد، بعيداً عن الضغوطات والممارسات العدوانية التي يواجههم بها من يرغبون في استعباد الأقلام وإخضاعها لسلطتهم الحزبية وغير الحزبية ..

سيرة مناضلة

وديما صادق هي من نمط ” الإعلام الحر “، تحملت طيلة مسيرتها الإعلامية شتى أنواع الاضطهاد والترهيب، لدفعها من قبل جهات حزبية معروفة ومكشوفة، لتتوقف عن اطلاق المواقف الوطنية في برامجها، وكشف الحقائق التي لا يرغب الكثيرون بكشفها أمام الرأي العام ..

ديما صادق هي من نمط ” الإعلام الحر “، تحملت طيلة مسيرتها الإعلامية شتى أنواع الاضطهاد والترهيب

يوم كانت ديما صادق أيقونة قناة ال OTV الإخبارية عبر نشرات الأخبار المباشرة، وبرامج التحليل السياسي كانت تعاني من اعتراض من حاولوا تضييق حريتها، لكي لا تفكر بل ليفكر الآخرون بالنيابة عنها ..

ولعل استبعادها من القيام بدورها الرسالي في ال ،OTV كان ورقة باعها التيار العوني لحزب الله بعد التفاهم، الذي تم بين الفريقين في كنيسة مار مخايل. هذا التفاهم الذي أتى بعهد جهنم القوي لرئاسة الجمهورية، كثمرة عظمى من ثمرات هذا التفاهم الذي يُحسد لبنان واللبنانيون عليه ..

لقد خرجت ديما صادق من طوق إعلام العونية السياسة، لتحلق حرة بفكرها وتحاليلها السياسية الواقعية الصريحة، التي لا مواربة فيها، والتي كانت وما تزال تروق لكثيرين في الداخل والخارج، وهي كانت وما تزال وجهاً مثقفاً واعيا يزيد القنوات اللبنانية الفضائية، جمالاً وتألقاً ونضارة وروحاً وقلباً وبكل ما للكلمة من معنى ..

هذا الحكم يعتبر بحقها إهانة لروح الصحافة اللبنانية الحرّة، حيث اختفت الأصوات المناصرة للحريات والمعارضة للحكم من قبل نقابة الصحافة.

ولو تمهل القضاء في سماع دفاعاتها المتكررة لطروحاتها، والتحقيق أكثر في مصادر معلوماتها، لما كان ما كان من صدور الأحكام القضائية الجائرة بحقها، بدعوى قضائية من أحد اقطاب احزاب السلطة رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل، هذا الحكم بحقها يعتبر إهانة لروح الصحافة اللبنانية الحرّة، حيث اختفت مع الأسف الأصوات المناصرة للحريات والمعارضة للحكم القضائي.

ونحن كإعلام حر نتضامن مع رمز الصحافة الحرة والإعلام السيد المستقل الذي لا تلعب به الأهواء، نتضامن مع الأستاذة ديما صادق رمز الإعلام الحر في لبنان ..

السابق
كم بلغ دولار السوق السوداء صباح اليوم؟
التالي
لبنان تحت تأثير كتل هوائيةحارة.. تبلغ ذروتها في هذا الموعد