الانهيارات تطغى على احتفالات ذكرى حرب تموز!

مناصرين وجمهور حزب الله
كان وما زال حزب الله يُصر على توصيف ما جرى في حرب تموز 2006 بالنصر الإلهي، بالرغم من تداعيات الحرب وخسائرها المادية والمعنوية والبشرية ..

كلفت الحرب التي اندلعت في 12 تموز 2006، بين حزب الله ولبنان من جهة والعدو الاسرائيلي من جهة المقابلة، خسائر بشرية لبنانية قاربت الألفي شهيد ومن الجرحى ما يزيد عن عشرة آلآف جريح، وجل هؤلاء من المدنيين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ المستقلين، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مسببات الحرب، منهم من صفوف مقاتلي حزب الله وحركة أمل وبعض القوى الحزبية اللبنانية الأخرى، التي شاركت في الحرب، وإن كانت مشاركات هذه الأخيرة كانت محدودة، فالعامود الفقري للمواجهات الميدانية العسكرية، كان حزب الله وحركة أمل ..

تدمير وبناء

هذا عدا عن تعطيل أكثر من مئتي مصنع من المصانع اللبنانية، ما زال أكثرها خارج الخدمة حتى الآن، يضاف إلى ذلك إتلاف المزروعات، والدفع لعدم القدرة على استغلال الكثير من الأراضي الزراعية، بسبب انتشار القنابل العنقودية، فقد اعترفت إسرائيل برمي ما يقرب من أربعة ملايين قنبلة عنقودية على مساحة الوطن ..وأما بالنسبة لتدمير المباني السكنية، فقد استخدمت إسرائيل القنابل الفراغية، لتأتي على أكثر من مئة وخمسين ألف وحدة سكنية في مختلف الأراضي اللبنانية، ما زال حزب الله يفتخر ببناء الكثير منها، في الوقت الذي كانت كلفة البناء لمباني شركة وعد في ضاحية بيروت الجنوبية، قد صرفت على دفعتين للمالكين من الهبة السعودية، وقام المالكون بتسليمها لشركة وعد تباعاً.

حزب الله استفاد من إعادة البناء فكلفة البناء كانت أقل بكثير مما حصل عليه الحزب من المالكين، عبر التعويضات المالية من المساعدات العربية.

ويقول الخبراء، إن حزب الله استفاد من إعادة البناء فكلفة البناء كانت أقل بكثير مما حصل عليه الحزب من المالكين، عبر التعويضات المالية من المساعدات العربية.

فالحزب لم يكن بحاجة لشراء الأرض للبناء عليها، ولا إلى الترخيص للبناء ولا لدفع الجمارك للمعدات ومواد البناء المستوردة، ناهيك عن التبرعات والهبات، التي تمكن حزب الله من جمعها من القارات الست، تحت مسميات مختلفة بحجة إعادة إعمار ما هدمته الحرب ..

لا احتفالات هذا العام

فكل هذه المآسي يتجدد الحديث عنها مع تجدد ذكرى حرب تموز 2006، كما يتذكر الجميع الأزمة السكنية الخانقة، التي شهدتها كل المناطق بعد توقف الحرب، هذه الأزمة التي استمرت لسنوات، وتضاعفت تداعياتها بدخول النازحين السوريين، بعد الحرب الدائرة في سوريا بين داعش وأخواتها والنظام وحلفائه ..

رغم محاولات حزب الله إحياء الذكرى هذه السنة فانها لا تجد حماساً عند الناس

ورغم محاولات حزب الله إحياء الذكرى هذه السنة، بما يعطي البيئة الحاضنة دفعاً معنوياً جديداً، تُرخى الأزمات والانهيار بظلالهما على الواقع اللبناني، فلا تجد حماساً عند الناس لعقد الاحتفالات وإظهار الفرح بما يعتبره حزب الله نصراً إلهياً، وذلك بفعل الانهيارات الاقتصادية والسياسية التي حصلت في البلد، فالكل يتأفف من الوضعين المعيشي والصحي، والكل يتلهى بتأمين لقمة العيش والدواء، والطامة الكبرى يتحسسها الناس عند الاضطرار للدخول إلى المستشفيات لتلقي العلاج بسبب تقاعس مؤسسات الضمان الصحي وافلاسها، فقد ذهبت الحاجات والأزمات وواقع الانهيار بوهج الاحتفالات بذكرى حرب تموز ..

فهل سيتغير هذا الواقع المرير، في وقت قريب أم ستستمر المعاناة متحكمة بمستقبل اللبنانيين؟

السابق
اللاجئون بين الموقف الأوروبي والضغط اللبناني
التالي
«حزب الله» بعد 17 عاما من حرب تموز.. الترسيم مقابل السلاح!