أميركا وإيران «المنهكتان» تلجآن إلى «تفاهمات نووية»..غير مكتوبة!

مختبر الإندماج النووي
رغم تضارب المعلومات، بين تأكيد ايراني لاستمرار مفاوضات سرية وعلنية مع الادارة الاميركية، حول الملف النووي ومصالح البلدين في المنطقة، وبين نفي واشنطن لهذه المفاوضات، فان الاعلام العالمي ولأول مرة ينحاز الى المصادر الايرانية، ويؤكد وجود مفاوضات حالية بين البلدين.

توافقت مصادر اوردتها الصحف العالمية الغربية منذ مطلع الاسبوع الحالي، على نشر معلومات مفادها ان الإدارة الأميركية الحالية تحاول الوصول إلى تفاهمات غير مكتوبة مع إيران، تساعد على استقرار الوضع، بدلاً من اتفاق نووي شامل طويل الأمد.

غير ان متحدثا باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، نفى تلك المعلومات وقال، إن “الشائعات حول اتفاق نووي – مؤقت أو غير ذلك- كاذبة ومضللة”، وفق ما نقله موقع “اكسيوس”.

تأكيد ايراني

يأتي النفي الأميركي، بعدما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، تواصل المحادثات غير المباشرة بين البلدين.

ورداً على سؤال حول تقارير إعلامية، تتحدث عن تقدم في المفاوضات بين طهران وواشنطن، قال كنعاني إن المحادثات الجارية في مسقط “ليست سرية”.

وقال البرلماني الإيراني مجتبى توانغر، السبت الماضي، إن بلاده تجري مفاوضات سرية مباشرة مع الولايات المتحدة في نيويورك، حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أن “الإدارة الأميركية تسعى إلى جر إيران إلى مفاوضات مباشرة رسمية”، مضيفا أن واشنطن “تسعى إلى الحصول على تنازلات نووية من إيران مقابل الإفراج عن أرصدة مجمدة، لكن هذا يتعارض مع القانون والمصالح الإيرانية”.

 أعلن في طهران عن الإفراج عن 3 مليارات دولار من مستحقات إيران المجمدة في العراق بفعل العقوبات الأميركية

وتصديقا لما اعلنه البرلماني الايراني، فقد أعلن في طهران في باليوم نفسه السبت، الإفراج عن 3 مليارات دولار من مستحقات إيران المجمدة في العراق، بفعل العقوبات الأميركية.كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين سابقين في كوريا الجنوبية، أن المناقشات مستمرة بين طهران وواشنطن بشأن الإفراج عن 7 مليارات دولار، من الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية، مقابل الإفراج عن أميركيين محتجزين في إيران.

ووفق مصادر الصحيفة، فإن مسؤولين بالبيت الأبيض زاروا سلطنة عمان 3 مرات على الأقل، لإجراء مزيد من الاتصالات غير المباشرة مع إيران.

اتفاقات بالجملة

ونقلت صحيفة نييورك تايمز، ان اميركا تفاوض ايران سرّا، بعيدا عن أعين الروس والصينيين للحدّ من تدخلات الدولتين الكبرتين من جهة، وللحدّ من برنامج طهران النووي وإطلاق سراح الأميركيين المسجونين من جهة ثانية، وذلك يأتي في إطار الجهود الأميركية لتخفيف التوترات وتقليل مخاطر المواجهة العسكرية مع طهران.

وذكرت الصحيفة في تقرير، الخميس، أن الهدف الأميركي، يتمثل في التوصل إلى اتفاق غير رسمي وغير مكتوب، يسميه بعض المسؤولين الإيرانيين “وقف إطلاق النار السياسي”.

وستوافق إيران بموجب اتفاق جديد، وصفه مسؤولان إسرائيليان للصحيفة بأنه “وشيك”، بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي البالغ 60 في المئة. وذكرت الصحيفة أن هذه النسبة أقل من درجة نقاء 90 في المئة اللازمة لصنع سلاح نووي، وهو مستوى حذرت الولايات المتحدة من أنه سيؤدي إلى رد فعل قاسي.

ستوافق إيران بموجب اتفاق جديد على عدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي البالغ 60 في المئة

وقال مسؤولون إيرانيون للصحيفة، إن إيران ستوقف أيضا هجماتها التي تستهدف المتعاقدين الأميركيين في سوريا والعراق من قبل وكلائها في المنطقة، وستوسع تعاونها مع المفتشين النوويين الدوليين، وستمتنع عن بيع الصواريخ الباليستية لروسيا.

إقرأ أيضاً: «مفاتيح» لقاء ماكرون وبن سلمان عند لودريان..والإنتخابات المبكرة «ملهاة» حزب الله الجديدة!

ويستنتج محللون، ان ايران تندفع بقوة للتفاوض سرّا مع اميركا لسببين رئيسين:

 السبب الأول هو تضعضع المحور الشرقي، وذلك بسبب الضعف الذي يبديه الروس في الحرب الاوكرانية، وانعكاسه ضعفا في محور الممانعة بشكل كبير، خصوصا مع الهجوم المضاد الذي يشنه الاوكرانيون في الشرق ما ينذر بتسلّمهم المبادرة عسكريا، والسبب الثاني هو تحوّل الصين باتجاه المملكة السعودية، مع عقد الاخيرة لاتفاقات اقتصادية استثمارية تصل إلى 10 مليارات دولار، على أكثر من 30 اتفاق في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والزراعة والعقارات وسلاسل التوريد والسياحة والرعاية الصحية وغيرها.

وبهذا فان الاتفاق النووي الكبير، الذي لم يعد يلائم اميركا المنهكة بالانقسام الداخلي، ولا ايران غير المطمئنة لتقلبات الادارة الاميركية، مع التهديد بعودة ترامب وحزبه الجمهوري المعادي للاتفاق الى السلطة، فقد استعيض عن هذا الاتفاق حسب خبراء، باتفاقات جزئية حول ملفات المنطقة بعضها قد يكون مؤقتا، وذلك الى حين اجراء الانتخابات الاميركية العام المقبل ومعرفة الرئيس المقبل ومشروعه الجديد.

السابق
«أرانب» برّي و«أوهام» بو صعب!
التالي
بينهم «نسر عرسال» وتركي..المؤبد لـ«متخصصين» بتفخيخ السيارات لتفجيرها في لبنان!