رسالة من لقمان (47): الانهيار الحقيقي أبعد من العملة الوطنية؟!

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

هل تدنت قيمة العملة الشرائية أم أن الذي تدنى وانحط هو شيء آخر؟! في الحقيقة أنه عندما تدنت الإنسانية، تدنت قيمة العملة الوطنية.. لو بقيت قيمة الإنسان في لبنان لبقيت العملة على حالها…

لكن، عندما انعدمت الأخلاق سيطر اللصوص، عندما انعدم الحس البشري الصافي فقدت العملة أهميتها.

هو نقص في الشرفاء وأصحاب المناقبية في إدارات الدولة ومؤسساتها، ما ولد طبقةً من اللصوص، طبقةً سميكةً، طبقةً فاجرةً داعرةً.

الطبقة الحاكمة أسوأ من كل ما يمكن أن يتصور، فيهم مجرم الحرب الذي قتل وأجرم فيهم الميليشياوي الذي هجّر ودمر فيهم الذي يرتدي زياً مقدساً وهو من أكذب من عليها

الطبقة الحاكمة أسوأ من كل ما يمكن أن يتصور، فيهم مجرم الحرب، الذي قتل وأجرم، فيهم الميليشياوي الذي هجّر ودمر، فيهم الذي يرتدي زياً مقدساً وهو من أكذب من عليها، فيهم رجل الأعمال الذي جمع ثروته من عرق ودم وتعب الطبقة الكادحة، فيهم خريج السجون الذي كان يجب أن يعدم، فيهم التاجر، الذي يتاجر ليس بالمال فقط، بل بالقضايا السياسية والإنسانية… وكلهم يظهرون بمظهر الحمل الوديع، الحريص على الشعب!!

هذه الطبقة تسرق الثروات من الشعب والدولة… ثم توزع الفتات على هذا الشعب المغفل.. وبالنهاية يظهرون وكأنهم يتصدقون على الشعب من مالهم الخاص!

ما انتفت الأخلاق من مجتمع انحط الوطن بأسره بإنسانه وعملته وكل وجوده

“قيمة العملة الوطنية” هي انعكاس للقيم الاخلاقية والاجتماعية والثقافية، فمتى ما انتفت الأخلاق من مجتمع انحط الوطن بأسره، بإنسانه وعملته وكل وجوده..

والعملة ليست بشيء طالما لم تترافق مع صعود قيمي ينتج قيمةً للمجتمع قبل المال.

السابق
القضاء الفرنسي يدعي على مروان خير الدين.. بهذه الجرائم!
التالي
فرنسا تؤكد تمسكها بـ«امن اسرائيل».. و«استقرار لبنان»