في تخاذل اهل السلطة و«التمثيل» في جثة الشعب.. ماذا بعد؟!

يرى المراقب لسياسات السلطة اللبنانية الحالية المتبقية بعد شغور الرئاسة الأولى، بوضوح أن توقف هذه السلطة عن تأدية واجباتها في السهر على مصالح اللبنانيين في الداخل والخارج، من خلال ممارسات وزراء حكومة تصريف الأعمال الحالية التي هي السلطة التنفيذية المنوط بها حل الأزمات ومواجهة المشكلات وإيجاد صيغ للخروج من المعضلات التي تحيط بالبلد والشعب.

السلطة في لبنان تمارس على أرض الواقع خلاف كل ما نص عليه الدستور من لزوم قيامها بالوظائف المشار إليها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأزمة اللبنانية تستحضر التدويل بخطى ثابتة، وأن لبنان على مرمى حجر من إعلانه دولة فاشلة بالموازين الدولية ..

تقوم وزارة الطاقة بدغدغة مشاعر اللبنانيين بوعود كاذبة بعد أن بات ما يقرب من نصف الشعب اللبناني يلجأ إلى الطاقة البديلة من خلال اعتماد الطاقة الشمسية

الكهرباء مقطوعة والمرضى يموتون

فمن باب المثال لا الحصر، وزارة الطاقة اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال الحالية تفكر في إيجاد حلول جزئية، لم تتعدَّ المؤتمرات الصحفية حتى الساعة ، فقد زادت تعرفة الكهرباء على المواطن، في وقت ما زلت الكهرباء مقطوعة بشكل شبه كامل عن أكثر المناطق اللبنانية، وهذا من أعاجيب الإجراءات التي لم تحصل في أي دولة من دول العالم، حتى في دول الفقر والمجاعة في مجاهيل إفريقيا!

ثم تقوم وزارة الطاقة بدغدغة مشاعر اللبنانيين بوعود كاذبة، بعد أن بات ما يقارب نصف الشعب اللبناني يلجأ إلى الطاقة البديلة، من خلال اعتماد الطاقة الشمسية والهوائية والضوئية وما شاكل، من طرق الطاقة البديلة مما كبَّده ويكبِّدُه ما لا طاقة له به من نفقات، ويظهر أن وزارة الطاقة اللبنانية مستمرة بهذه السياسة، حتى يستغني كل الشعب اللبناني عن خدماتها في وقت قريب، وهذا مظهر من مظاهر فشل الدولة في السلطة اللبنانية الحالية العتيدة ..

وأما ممارسات وزارة الصحة فحدث ولا حرج، فهي تفكر في تأمين أدوية الأمراض السرطانية، بعدما مات قرابة ربع مرضى السرطان في لبنان حتى الساعة، وشارف الباقون على الهلاك في وقت قريب، إما بسبب العجز عن تأمين جرعات المرض المناسبة، أو عدم القدرة على شراء الجرعات الملائمة، أو التأخير في أخذ الجرعات في الوقت المحدد طبياً ..

وأما أدوية الأمراض المزمنة، فحدث ما شئت الحديث عنها، فقد هجرتها وزارة الصحة اللبنانية الحالية وتركتها ألعوبة بيد السوق السوداء، بحيث أصبح أصحاب الأمراض المزمنة عاجزون عن تأمين الدواء المناسب بالسعر والوقت المناسب، مما أدى ويؤدي لموت الآلآف من اللبنانيين بهذه الطريقة الفاشلة التي تتعاطى بها وزارة الصحة مع المرضى اللبنانيين ..

هذا عداك عن طريقة علاج المستشفيات الحكومية، وكثير من المستشفيات الخاصة للمرضى، بحيث أصبح كل من يدخل إلى هذه المستشفيات مشروع ميت مع وقف التنفيذ، يضاف أن المستشفيات الخاصة بات هاجسها الأول الفائدة المادية التي يمكن أن تحصل عليها من نزلائها وزبائنها، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

الواقع الفاسد يستحضر التدخل الدولي بقوة لانقاذ لبنان وشعبه من كارثة معيشية وأمنية محققة

الاقتصاد ينهار والحماية غائبة

وأما وزارة الاقتصاد فهي منبطحة أمام شجع التجار وارتفاع الأسعار، و لا تقوم بأي إجراء لمواجهة استفحال تحكم مافيات الدواء والغذاء بالسوق الاستهلاكية، فضلاً عن قيامها بأي دور لمواجهة التهرب الجمركي، وعمليات التهريب المستمرة على قدم وساق عبر مختلف المنافذ اللبنانية.

وأما مشكلة المشكلات ومعضلة المعضلات، فحجز المصارف التجارية الثروة اللبنانية بغير وجه حق قانوني وديني وعرفي وعقلائي، وهذه الثروة تتلخص بأموال المودعين المظلومين، ويحصل ذلك دون قيام وزارتي المال والعدل، بأي إجراء لرد الحقوق إلى أهلها منذ ثلاث سنوات على التوالي.

وكذلك فان الأجهزة الأمنية المعنية لم تقم بأي دور لحفظ الأمن العام المالي والنقدي والاقتصادي الغذائي والدوائي، عبر إيقاف منصات تسعير صرف الدولار المشبوهة والتي يتخذ بعضها من تركيا ومن بغداد مقراً لها، والتي تتلاعب بسعر الصرف يومياً، وتدمر العملة الوطنية والاقتصاد الوطني بشكل يومي لحساب مستفيدين كثر في السلطة القائمة تعاظمت ثرواتهم بلعبة الدولار منذ ثلاث سنوات، ويقولون لك : أين مكامن الفشل في الدولة اللبنانية؟

هذا الواقع الفاسد الذي يستحضر للأسف التدخل الدولي بقوة لانقاذ لبنان وشعبه من كارثة معيشية وأمنية محققة، في ظل غياب الخطة البديلة التي يقترحها هؤلاء المتشبثون بالسلطة للتسلط على الناس ونهب المال العام، وهم لم يقبلوا بأدنى اصلاحات مالية أو ادارية اشترطها صندوق النقد الدولي كي يبدأ بعمله الانقاذي!

السابق
بين الهجوم على «اليونيفيل» والتهجم على الإعلام.. «حزب الله» يستثمر في «الفراغ القاتل»!
التالي
إعلاميو، محور إيران يتجاهلون الحديث عن جريمة قتل الجندي الإيرلندي وانتفاضة الشعب الإيراني