«حزب الله» من «العم القوي» الى «الصهر المستقوي»!

باسيل حزب الله
عند كل استحقاق مصيري، يحدد أفق سياسته المرحلية ليوهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الجمهور، بتمايزه عن حزب الله طمعاً في تحصيل مكاسب سياسية، تخدم مصالح الطرفين في المدى المنظور والبعيد

قبيل الانتخابات النيابية يطلق جبران باسيل كلمات، توحي بافتراقه في الأيديولوجية السياسية عن حليفه حزب الله، فيصرح بأنه ليس لديه مشكلة أيديولوجية مع إسرائيل، طمعاً منه في كسب الأصوات المناهضة للحزب، في لوائحه الانتخابية في مختلف الدوائر، ولعلمه بأن التكليف الشرعي عند حزب ولاية الفقيه، كفيل بحصده أصوات قواعد حزب الله الشعبية لصالح مرشحي التيار، وهو حسب الظاهر يتفق في كل مرة مع قيادة الحزب من تحت الطاولة لتأدية دور من الأدوار، وهذا كله بحسب القراءة الأولية لمسار حركته السياسية ..

يعمل جبران باسيل على التخلص من العقوبات الأمريكية الاقتصادية والسياسية، التي حصدها نتيجة مواقفه المؤيدة لسياسات الحزب داخلياً وخارجيا في ملفات سياسية ومالية عديدة.

بملاحظة النتائج، فبعد انتهاء الانتخابات، يعاود باسيل التموضع حيث يناسبه من الاستفادة من قوة حزب الله على الأرض، ليفرض خياراته على الشارع المسيحي من موقع القوة المسنودة بقوة الحزب ميدانياً ..

التخلص من العقوبات الاميركية

واليوم أمام الاستحقاق الرئاسي يعمل جبران باسيل، على التخلص من العقوبات الأمريكية الاقتصادية والسياسية، التي حصدها نتيجة مواقفه المؤيدة لسياسات الحزب داخلياً وخارجيا، في ملفات سياسية ومالية عديدة، وهذه المساعي للتخلص من العقوبات يظهر أنها بوساطة قطرية هذه المرة، حيث بدأت مصادره بتسريب خبر قرب دنو رفع هذه العقوبات.

لذلك بدأ باسيل بتكثيف تصريحاته الإيجابية من جديد، والتي تظهر تمايزه سياسياً عن سياسات الحزب، وآخرها التصريحات والتصريحات المضادة بينه وبينه الحزب، والتي طفحت على وجه الإعلام المرئي والمسموع، ووصلت ذروتها عندما مسّ من خلالها بمصداقية أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله رغم محاولات التبرير الخجولة من رئيس التيار، بل وصل الحد في محاولات التمايز، إلى المس باتفاق مار مخايل والقول بأنه على المحك، في محاولة بائسة لإيهام الرأي العام بأن التيار ماضٍ في الابتعاد عن حزب الله في المرحلة المقبلة..

ما يجري هو سيناريو إيهام الرأي العام المحلي والدولي بتحرر التيار الحرّ من قيود الموافقة على نهج الحزب في سياساته المحلية والإقليمية

ويظهر أن كل ذلك يأتي في إطار عملية استكمال سيناريو، إيهام الرأي العام المحلي والدولي بتحرر التيار، من قيود الموافقة على نهج الحزب في سياساته المحلية والإقليمية، والذي يبدو أن كل ما يجري متفق عليه، في محاولات من الحزب من جديد لإيصال حليف قوي له إلى سدة رئاسة الجمهورية ..

فهل سيعيد التاريخ نفسه، ليصل باسيل إلى مرحلة يكون فيها النسخة الثانية من العونية السياسية، كما كان عمه، الذي هو عراب القرار 1559 من الأمم المتحدة، والذي يعتبر القرار الأقوى في المطالبة بنزع سلاح حزب الله؟ حيث قام الجنرال ميشال عون بعملية التفافية بعد ذلك على القرار الأممي بالدفاع المستميت عن حزب الله وسلاحه، مما أكسبه ببصمات حزب الله موقع الرئاسة الأولى..

فهل ستتكرر هذه التجربة مرة أخرى بغطاء من حزب الله مع الصهر “المستقوي” بعد العم القوي؟

السابق
بعدسة جنوبية.. ميقاتي وعون في الناقورة واجتماع مع لازارو: من تثبُت إدانته سينال جزاءه!
التالي
الصين تقطع «طريق الشرق» على إيران!