رسالة من لقمان (20): لأي حاجة انتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة؟!

لقمان سليم
[أستغرب يا مولانا كيف أنَّ الشعب اللبناني يتفاعل مع أكاذيب السلطة اللبنانيَّة الفاسدة التي توحي له بأن انتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة له أهمية وفائدة!] هكذا افتتح لقمان سليم مكالمته الجديدة، وتابع قائلاً: [ألم يعي اللبنانيون واللبنانيات بعد بأنه لم نحصل على أمر إيجابي من موقع رئاسة الجمهوريَّة أقلَّها منذ الطائف ولحينه؟!

بل أكثر من ذلك، يُراد لموقع الرئاسة أن يغطي “القتل” والسرقة والفساد، ناهيك عن مشاركة منْ يحتل هذا الموقع بالفساد، لكن هناك قوى سياسيَّة تريد غطاءً رسمياً، بل وغطاء مسيحياً.. لذا يأتون برئيس للجمهوريَّة.

وتالياً لأي شيء انتخاب رئيس جديد؟! ما حاجتنا به؟! إنَّ ما نحتاجه هو بناء دولة ذات نظام عادل، ولا حاجة لنا بهيكلية النظام العفن كما كان يُطلق عليها الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قدس سره)].

وختم لقمان: [ليت القوى السياسيَّة المسيحيَّة في لبنان تقلع عن حفلة الأكاذيب التي تتكرر مع كلّ استحقاق رئاسي؛ فإنّه لن يكون هناك رئيس للجمهوريَّة من زعماء الكتل السياسيَّة المسيحيَّة في لبنان..

ليت القوى السياسيَّة المسيحيَّة تقلع عن حفلة الأكاذيب التي تتكرر مع كلّ استحقاق رئاسي فإنّه لن يكون هناك رئيس للجمهوريَّة من زعمائها

وإنَّ ما يساهم بتدمير الجهود السياسيَّة الإصلاحيَّة هو استماتة بعض الطامحين للرئاسة، الذين يحرفون مسار العمليّة السياسيّة.. ظناً منهم بأنهم قد يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم الرئاسة!

إقرأ أيضاً: 10 أيام على «الإنفجار المالي الكبير»..والحكومة «تُسمسر» على اللبنانيين بـ«المونديال»!

والمؤسف بأنَّ رهاننا عادةً على وطنية القوى المسيحيَّة أكثر من الرهان على سواهم، باستثناء الفترات التي تشهد انتخابات الرئاسة في لبنان؛ فإنَّ هذه القوى تصبح كسواها، بل أضل سبيلاً].

“الفراغ السلبي” يكون في المورد الذي يكون فيه لذلك الموقع دور وأهمية وحينما لا يستغل في الفساد والإجرام وارتكاب الموبقات

وهكذا، فقد اعتبر الراحل / الحاضر بأنّ أهميَّة موقع الرئاسة ناشئ من مدى تحقيق الحق والعدل، كما جاء عن أمير المؤمنين علي عليه السلام حينما اعتبر أن توليه موقع الخلافة أقل من قيمة “النعل” إلا إذا كان في مورد يساهم فيه في إحقاق الحق، أوإزهاق الباطل.

وأنَّ “الفراغ السلبي” يكون في المورد الذي يكون فيه لذلك الموقع دور وأهمية، وحينما لا يستغل في الفساد والإجرام وارتكاب الموبقات الإنسانيَّة والوطنيَّة والأخلاقيَّة.. لكن في مقامنا “الفراغ إيجابي” إن صحّ التعبير.

السابق
34 قاضيا متدرجا يقسمون اليمين.. عبود: لا قضاء مستقلا من دون تفعيل عمل المحاكم
التالي
جدول جديد.. كيف أصبحت أسعار المحروقات؟