بعد تهديده بنزع «عمامته ورأسه» من قبل مسؤول «حزب الله» وامتناع المخفر عن شكواه.. الشيخ يزبك لـ«جنوبية»: تبقى الكلمة أقوى من سلاحهم!

الشيخ عباس يزبك
لا تزال بوصلة التهديد بالسلاح تنحرف لدى "حزب الله"، الذي يستقوي به ويصوبه تحديداً نحو كل رأي يتعارض مع سياسته التي تخدم مصالحه، و علناً غير آبه بالدولة وقانونها، التي تخضع له أصلا، وآخر نماذجها تترجم الشكوى التي حاول الشيخ عباس يزبك تقديمها ضد مسؤول اللجنة الأمنية في حزب الله، بعد اقتحامه ومرافقه المدرسة التي يُدرّس فيها على خلفية مواقفه المعارضة للحزب، إذ تملّص مخفر بعلبك والنيابة العامة من قبولها، بعد اتصالات أفضت الى رفضها في "الدويلة" الخاضعة والخانعة لأوامر الحزب.

“ستبقى الكلمة أقوى من سلاحهم وسيوفهم ومحاولاتهم لتخويفنا وسنواجه بها تهديداتهم”، بهذا الإصرار أكد الشيخ عباس يزبك لـ”جنوبية” المضي في المعركة ضد ممارسات لا يهابها ويضعها بعهدة ما تبقى من دولة “.
وروى تفاصيل الحادثة التي حصلت داخل مجمع عبده مرتضى، وهو المجمع الأساسي للمدارس في بعلبك، حيث يمارس التدريس فيه كأستاذ فلسفة، وقد وتم إعلامه بأن هناك شخص ينتظره في غرفة الأساتذة”.
وقال:”دخلت الى غرفة الأساتذة ووجدت شخصين، أحدهم قام باقفال الباب فوراً، وقال لي هل تعلم من أنا، فنظرت اليه وتذكرته، وقلت له هل انت فلان فأجابني نعم وتعلم أنت ماذا نفعل، وباشر بتهديدي، وهو مصطفى شمص المعروف بأبو رضا شمص وهو مسؤول اللجنة الأمنية في حزب الله سابقاً، ابن خالة الوكيل الشرعي وزلمته”.

نتمنى أن يكون هناك دولة تحفظ حق المواطنين وحرية التعبير ولكن للأسف هذه دولة حزب الله وهو يهيمن عليها


وأشار الى أنه” قبل ثلاث سنوات وفي بداية الثورة، دخل إلى المدرسة وقام بتهديد الإدارة، إن قمت بالحديث عن الحزب ونصرالله والخامنئي في المدرسة، باعتبار أنه لدي مواقف خارج الصرح المدرسي ضد حزب الله ولا أخفيها ولا أخجل بها وأدرك نتائجها”.
وأوضح أنه أصبح يتمادى بالتهديد قائلاً:” لو كان هناك عمامة فوق رأسك، منشيل رأسك والعمامة التي فوق رأسك”، فرددت عليه:” كلامك مردود عليك ويبدو أنك لا تجيد الكلام مع الناس، فإحفظ كلامك واعلم انك داخل إلى صرح مدرسي واعلم أننا لسنا من النوع الذي يتم تهديده ويخاف، أنت جئت إلى مدرسة وتعلم أنني في أغلب الأوقات أتنقل بمفردي وأعيش بين الناس وتستطيع المجيء إلى بيتي، فطالما لديك كل هذه القوة، لماذا أتيت وانتهكت حرمة مدرسة؟”
وتابع:” وأضفت له ان المدرسة تماماً كالجامع لا تنتهك حرمتها، وهي مؤسسة دولة لا يجوز لك التفوه بمثل هذا الكلام بها وهذا اعتداء، فأجابني :” جئت عن قصد إلى هنا”، فرددت عليه:” كلامك مردود عليك، لن انحدر إلى مستواك وتهديداتك، ولا اخاف منك أو من غيرك واحترم نفسك”.

ايماننا بوطننا وبالحق والحقيقة يجعلنا نكمل المواجهة وكل التهديدات مردودة على اصحابها ونضعها برسم ما تبقى من أجهزة دولة وقانون ومؤسسات


وأشار يزبك الى “أنه عندما همّ بالخروج، أخرج المرافق مسدسه وأقفل الباب ووقف بوجهه، وحين قام الأساتذة بالضرب على الباب لفتحه، فتح الباب ووضع مسدسه بوجههم”.
وبعد خروجه، توجّه يزبك الى الأجهزة الامنية والنيابة العامة لتقديم دعوى، فذهب الى مخفر بعلبك حيث روى ما حصل، فقال:” في البداية بادروا بسماعي، وعند علمهم بأن الشكوى ضد حزب الله ومسؤولين فيه، تم التوقف عن فتح محضر، فقام رتيب التحقيق بمراجعة آمر الفصيلة وبدأت الاتصالات، وبعدها اعلمني بأنني لا استطيع القيام بالشكوى وعليك مراجعة النيابة العامة التي طلبت مني تقديم الشكوى في المخفر”.
أضاف:” في الماضي قمت بقصد النيابة العامة في زحلة وأحرجت النائب العام في وقتها شخصياً لقبول الدعوى ضد الحزب على خلفية تهديداته، ولم يتم النظر فيها، وفي الغد سأكرر ما قمت به وسأتوجه إلى النيابة العامة في زحلة وسأتقدم بشكوى، وأنا على يقين بأنها ستأخذ ذات المصير”.
وشدد يزبك على أنه “بالشخصي كرامتنا غالية، وسنستمر بموقفنا وهكذا التهديد لن يمر”، لافتاً الى أنه “نتمنى أن يكون هناك دولة تحفظ حق المواطنين وحرية التعبير، ولكن للأسف هذه دولة حزب الله وهو يهيمن عليها”.
وأوضح بأنه “يضع ما حصل في عهدة ما تبقى من مؤسسات للدولة، وعلى رأسها القضاء والقوى الأمنية وكذلك برسم الرأي العام”، وقال:”هذه مؤسسة رسمية تم الدخول إليها بالسلاح وتم تهديد أحد كوادرها، وهو شيخ واستاذ فلسفة، وتم شهر السلاح بوحهه وهو يقوم بواجباته داخل صفه”.
وختم يزبك بالقول:”ايماننا بوطننا والحق والحقيقة هو الذي يجعلنا نكمل المواجهة، وكل التهديدات مردودة على اصحابها، ونضعها برسم ما تبقى من أجهزة دولة وقانون ومؤسسات، إذا كان هناك أحد معني فيها ومسؤول عنها”.

السابق
وسط «توترات» مع «حزب الله».. إسرائيل تعلن عن مناورات عسكرية على الحدود!
التالي
علي مزرعاني.. يوثق حراك النبطية «بالنص والصورة»!