الترسيم وعودة النازحين وجهان لـ «صفقة» واحدة.. وهذا ما اقترفه «حزب الله» وجناه إبراهيم!

البوابة الحدودية من الاراضي المحتلة
بعد سنوات من الأخذ والرد عاش خلالها اللبنانيون على أعصابهم، خرجت ورقة إتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل إلى العلن، وسط تهليلات أهل السطلة وبدعم ودفع معنوي غير مسبوق من "حزب الله". واللافت أن كُلّ من لبنان وإسرائيل، يُقدمان نفسيهما على أنهما ضحيّة هذا الترسيم وأن كُل دولة قضمت ما تيسّر لها من حقوق الأخرى بحجة "أكل العنب وإستخراج النفط" كما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.



كما بدا لافتاً، أنه بعد مرور ساعات على تسلّم الرئيس ميشال عون صيغة الترسيم النهائية، عاد ليُعلن عن بدء عودة النازحين السوريين إلى بلادهم الأسبوع المُقبل، ممّا يدل على وجود جهة تسعى إلى منح عون “جائزة ترضية” عن السنوات الست التي أمضاها على كُرسي الرئاسة، من دون أن يُسجّل أي إنجاز نوعي، يتباهى فيه أمام ما تبقّى من جمهور ومؤيدين.

“قُطبة مخفية” في كُل هذه الملفّات التي بدأت كما هو ظاهر، أقله حتّى اليوم، تتفكّك عُقدها الواحدة تلو الأخرى


من هنا ثمّة من كشفت معلومات لـ”جنوبية” عن “قُطبة مخفية” في كُل هذه الملفّات التي بدأت كما هو ظاهر، أقله حتّى اليوم، تتفكّك عُقدها الواحدة تلو الأخرى، وهذا ما ظهر أيضاً بكلام للمدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم أوضح فيه أن “دفعة النازحين المقبلة ستضم 1600 شخص وننتظر الأجوبة بشأنهم من سوريا للبتّ بموعد إعادتهم.”
في العام 2006، بدأ الحديث بين الحكومتين اللبنانية والقبرصية حول إتفاقية تتعلّق بالحدود البحرية، لكن سرعان ما تعطّل الحديث على خلفيّة إنسحاب وزير الطاقة يومها محمد فنيش من الحكومة، لأسباب لها علاقة بإنشاء المحكمة الدولية الخاصّة لبنان، وفي ذلك الحين سمحت إسرائيل لنفسها بالدخول على خطّ النزاع مع لبنان بعدما وجدت بعض الثغرات المُتعلقة بخطوط الترسيم أبرزها الخط (23).
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مواكبة لعملية الترسيم منذ إنطلاقتها لـ”جنوبية” أن “اللواء عبّاس إبراهيم، لعب دوراً كبيراً في إيصال الأمور إلى ما وصلت عليه اليوم من إتفاق نال رضى الطرفين اللبناني والإسرائيلي.”

إبراهيم حصل من خلال التنسيق المٌباشر مع الحزب والدولة السورية، على مجموعة “جوائز” معنوية، تسمح له التربّع على “عرش” هذا الملف


وأشارت المصادر إلى أن “اللواء إبراهيم قاد عمليات التفاوض في اكثر المراحل دقّة، بالتنسيق بين “حزب الله” والرئيس ميشال عون وكخيار للأميركيين الذين يُكلفونه أيضاً، التواصل مع الحكومة السورية لمتابعة ملف أسراهم في سوريا، والأبرز أن إبراهيم حصل على مجموعة إمتيازات ضمن هذه الملفات، حفظ من خلالها مجموعة مكاسب أبرزها الشقّ المتعلق بالملف النفطي في العراق، وذلك بموافقة من جميع هذه الأطراف. كما سيكون لإبراهيم دور في ملفي التأليف الحكومي وإنتخاب رئيس للجمهورية.”
وأضافت المصادر”، إن اللواء إبراهيم الذي نال ثقة الأميركيين و”حزب الله” والدولة السورية منذ تسلّمه ملف التفاوض مع الجماعات المُسلحة في سوريا، يقود اليوم ملف عودة النازحين السوريين من لبنان، وقد حصل من خلال التنسيق المٌباشر مع الحزب والدولة السورية، على مجموعة “جوائز” معنوية، تسمح له التربّع على “عرش” هذا الملف طالما أنه يُديره بالشكل الصحيح والذي يتماشى مع الضغط السوري بما يتعلّق بقانون “قيصر”.”

في حقيقة الأمر، فإن الإيراني هو الذي فاوض الأميركيين والإسرائيليين، وبالتالي فرض ما هو في مصلحته وليس مصلحة لبنان


أمّا بما يتعلّق بـ”حزب الله” والمساعي التي قام بها للوصول إلى الإتفاق البحري المُعلن، فأكدت المصادر أن “الحزب” فتح أوّلاً باب التطبيع مع إسرائيلي على مصراعيه، فبعد فترة عام أو إثنين ستكون هناك لقاءات ثنائية بين المُشرفين اللبنانيين والإسرائيليين على عمليات شفط الغاز للتنسيق في الأرقام والإحتياجات وإلى ما هناك من ضروريات العمل وخصوصاً بما يتعلّق بأنابيب الشفط الإسرائيلية من حقل “قانا” التي سمح لبنان حالياً لإسرائيل بـ”نهبها”.
ولفتت المصادر إلى أنه “في حقيقة الأمر، فإن الإيراني هو الذي فاوض الأميركيين والإسرائيليين، وبالتالي فرض ما هو في مصلحته وليس مصلحة لبنان، وقد بين ذلك الإتفاق الأميركي ـ الإسرائيلي ـ الإيراني الذي أدّى إلى أن توقف شركة “توتال” عملها في “بلوك 4″ وكيف تم إلغاء عملية الترسيم من خطّ الناقورة الذي ومبد خسارة 5300 كلم وكيف أخذنت مقبرص 2500 كلم وسوريا 750 كلم”.

إقرأ أيضاً : خاص «جنوبية» : مراجع سياسية «تلتزم» حماية وتسهيل أعمال سماسرة وشركات نفطية في ساحل صور!

السابق
الفنانة التشكيلية إيرين غانم مساحة اللون في «بؤرة» القلق!
التالي
متى سيتم دفع «المساعدة الاجتماعية» للعسكريين والمدنيين؟