برسم المراجع الشيعية.. هل كلّف الله نصرالله؟!

السيد حسن نصرالله

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (سورة الحجرات).

من يحدد من هو الأتقى؟ ومن يحدد من هو الأكرم عند الله؟ هل هو الله أم حزب الله؟ وهل وضع الله تكليفاً شرعياً يبعد فيه عن التقوى من يرفض سلاح حزب الله؟! إن مشكلة حزب الله أنه ليس حزباً ينفذ مشيئة الله! بل هو يرتكب الأخطاء ويحمِّل الله مسؤولية معاصيه! تماماً، كما فعل السيد حسن نصر الله عندما استعمل جمله الصادمة في تحديد من هو إنسان ومن هو “مش إنسان”! فمن يتفق مع حزب الله وسلاح حزب الله وإيران هو إنسان. ومن لا يتفق معهم هو “مش إنسان”! ولكن في الحقيقه، ما هي الأسباب الحقيقيه لهذا الانفعال ولهذا الانزعاج عند السيد حسن نصرالله، حتى وصلت به الأمور الى هذا النوع من التصاريح؟!

اقرأ أيضا: المنظومة تنقذ «صومعتها» بتدمير صوامع اهراءات المرفأ!

إيمانياً، قد يكون الأسهل القول “أنا الله مكلفني”، فقط إذا اعتبرنا أن الله قد كلّف كل إنسان بمهمة ما خدمة للانسانية. أما أن يكلف الله بعض الناس لقتل أناس آخرين، فهذا كلام ترفضه معظم العقائد الإيمانية. ولا تطبقه سوى الجهات المتطرفة منها. ولكن الخطير في ما يعترف به السيد حسن نصرالله هو وضع نفسه بمصاف الأنبياء، حيث كل أعماله هي بتكليف إلهي. أي هي بمثابة القرآن الكريم.

قد يكون الأسهل القول “أنا الله مكلفني” فقط إذا اعتبرنا أن الله قد كلّف كل إنسان بمهمة ما خدمة للانسانية

وبالتالي، يجب القبول بها حرفياً! وإذا كان يمكن النقاش بتفسير الآيات القرآنية. فقررات حزب الله “النازلة من عند الله” لا يمكن مناقشتها. وبالتالي، 7 أيار، والاغتيالات، ودعوة اللبنانيين الى الموت بشرف، وعدم وجود أي أفق للّبنانيين، وتغطية الأصدقاء والحلفاء الفاسدين، ومساهمة الحزب في الإدارة الكارثية للبلاد وفي إفلاسها وفي سرقة أموال المودعين… كلها تدخل في خانة “تكليف الله” للسيد حسن!

لا يحق لأحد لا للسيد حسن نصرالله ولا لغيره بتصنيف من هو إنسان ومن هو ليس إنسان!

إن التعاليم السماوية في المسيحية، كما في الإسلام، تنطلق من منطلق المساواة أمام الله وأمام البشر. على أن تحدد أعمالهم وتصرفاتهم موقعهم الإيماني. وإذا كانت هذه التعاليم تعطي رجال الدين بعض الصلاحيات، إلا أنه ليس هناك واحدة منها تسمح لأي كان أن يُصنف البشر. ولا يحق لأحد، لا للسيد حسن نصرالله، ولا لغيره، بتصنيف من هو إنسان ومن هو ليس إنسان!

إن السيد حسن نصر الله هو رجل دين، بالإضافة الى كونه قائداً سياسياً وعسكرياً. فهل تعتبر المراجع الشيعية كلامه مقبولاً، من الجهة الإيمانية على الأقل؟!

السابق
بيضون عن النكبة اللبنانيّة.. خطّةِ بونزي وأشهر نَصّابي أميركا الشماليّة!
التالي
مستشفى الرسول الأعظم يحتجز امرأة مسنة لعدم تسديد الفاتورة!