أنقذوا «الليطاني» من براثن الموت.. والجهل!

نهر الليطاني

ما حصل في ال٢٥ سنة الأخيرة لنهر الليطاني ولبحيرة القرعون، كارثة لا زالت تتفاقم سنويا حاصدة أرواحا بريئة من المواطنين، ومدمرة لكل الكائنات الحية في المنطقة، من حيوان ونبات وتلويث للتربة والصخور.
يأتينا من الإعلام هذا الكلام الصادر عن جمعية تتصدر العمل البيئي بلبنان بدون أية خبرة أو بحث علمي لتطالب بـ:
“تعزيز دور مصلحة الليطاني للحفاظ على نظافة بيئة الحوض وإنقاذ ما تبقى منه”.

اقرا ايضا: لا ثورة جديدة لـ«الواتساب».. وفاتورة الاتصالات «بتكسر الضهر»!

نقول لهم وللمواطن اللبناني، هذا الكلام العلمي المُدعم بمراجع وأبحاث علمية محلية من عدة خبراء بعدة حقول ..”الليطاني مات”.

فمياهه قاتلة بنتيجة السموم من الدرجة الثالثة، التي تفرزها مستعمرات السيانوبكتيريا، التي قتلت كل الكائنات المائية التي كانت تعيش معها في القرعون، من أصداف حلزونات قشريات، لم يتعايش معها إلا نوع واحد من سمك الكارب، الذي لا يؤكل لأن لحمه مليء بالسموم الخطرة.

الليطاني مات

هذا الوضع المأساوي لبحيرة القرعون، تطور من ٢٥ سنة بشكل دراماتيكي، بعد إكتشاف البروفيسور كمال سليم العالم الهيدرو بيولوجي اللبناني لوجود السيانو بكتيريا للمرة الأولى من ٢٥ عاماً، ودق ناقوس الخطر من يومها وكتب وتكلم وحاضر عن مخاطر تلويث مياه الليطاني، وتطور سموم السيانوبكتيريا وترسبات مستعمراتها السامة في قعر بحيرة القرعون، والتي وصلت الى سماكة ١٢ متر تقريبا وهي مواد خطرة جدا تقبع في قعر البحيرة.

هذه الجريمة البيئية بحق أهم شريان مائي حيوي لسهل البقاع، حصلت تطورت وتفاقمت نتائجها من إستفحال حالات السرطان بين سكان القرى المجاورة، تلويث التربة النباتات والمياه السطحية والجوفية تحت أنظار مصلحة الليطاني، الساكتة عن جرائم التلويث من كل نوع للنهر، مصلحة يشيد بها وبأعمالها بعض البيئيين الذين يمالقون الحكام، وزارات ومصلحة ومنظمات بيئية سكتت عن التلويث والملوثين لأكثر من خمسين سنة، تتحمل المسؤولية الكاملة على وصول هذا النهر والبحيرة الى هذه الحالة المزرية، حيث تنفق سنويا أطنان الأسماك كما رأينا في الأعوام الماضية.

هذه الجريمة البيئية بحق أهم شريان مائي حيوي لسهل البقاع حصلت تطورت وتفاقمت نتائجها من إستفحال حالات السرطان بين سكان القرى المجاورة

لم يعد ممكنا إنقاذ الليطاني والقرعون بعد وصول التسمم في مياهه، الى مراحل متطورة لا يمكن معالجته، و لا يمكن إعادة النهر والبحيرة الى ما كانتا عليه من قبل مهما عملنا ومهما تكلفنا من أموال باهظة.

تنظيف الليطاني من النبع الى البحر، هو مشروع سيء وفاسد مثله مثل مشاريع الطمر الصحي للنفايات، و معامل معالجة الصرف الصحية و بواخر الكهرباء والسدود، هي حصة من الحصص الموزعة بين حكام البلد.

الحل الذي أقدمت عليه الدول المتحضرة، هو وقف التلويث وتدمير السدود وتنظيفها مرة واحدة وأخيرة ونقل المواد السامة الخطرة منها ووضعها بمناطق عازلة بعيدا عن التربة والمياه.

تنظيف الليطاني من النبع الى البحر هو مشروع سيء وفاسد مثله مثل مشاريع الطمر الصحي للنفايات

غير ذلك فإن تأجيل حل جريمة الليطاني والقرعون، سيعود على لبنان بمزيد من الخراب للبيئة والأمراض للسكان وتدمير للبنى الزراعية البقاعية.

نقول هذا نقلا عن خبراء وعلماء زملاء، كتبوا عن الوضع الخطر لتلويث الليطاني وتفاقم وضع سد القرعون، لوقف الكلام البيئي الذي يجامل مصلحة الليطاني، المسؤولة عما حصل ويحصل، ولوقف مشروع ال٧٨٠ مليون دولار المرصود لتنظيف الليطاني، والذي سيتبخر كالعادة وستزداد الأمور سوءاً.

السابق
لا ثورة جديدة لـ«الواتساب».. وفاتورة الاتصالات «بتكسر الضهر»!
التالي
عتب ولوم بين عون وميقاتي.. و3 خيارات لتسهيل تشكيل الحكومة