نصرالله.. يعلم جيداً هذه المرة!

السيد حسن نصرالله

يفقد سلاح “حزب الله” هالته، يوماً بعد اليوم، التي إكتسبها عام ٢٠٠٠ تاريخ تحرير الجنوب. كان آخر ظهور “جدّي” بوجه إسرائيل قبل ١٦ عاما في تموز ٢٠٠٦، حيث خاض حينها مغامرة “لو كنت أعلم…” التي أعادت لبنان الى الوراء وأدت الى تدمير هائل، وقتل وتشريد وإنقسام داخلي عامودي حول شرعية هذا السلاح وقرار الحرب والسلم، ليفقد هذا السلاح صوابه ويتحوّل نحو الداخل، حيث كانت أولى جولاته في السابع من أيار عام ٢٠٠٧ الذي جعله الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله “يوما مجيدا”، بعد أن اجتاح به بيروت في حرب إلغاء الدولة لصالح الدويلة الإيرانية، ليظهر مجددا في سوريا واليمن والعراق نيابة عن إيران.

اقرا ايضا: نصرالله «يُدوزن» صواريخه في كاريش على «إيقاع فيينا»..والعهد «يناور» حكومياً!

أخذ سلاح “حزب الله” إجازة طويلة الأمد، لأنه بات “يعلم جيداً هذه المرة” انه لم يعد ذلك السلاح الذي كان يخيف إسرائيل أو يثق به اللبنانيون، وقد تحوّل الى “بعبع” داخلي يستخدم في السياسة والاقتصاد، في الانتخابات لترويع الناخبين والمرشحين والغزوات لتطيير القضاة …أما تجاه العدو فأضاع السلاح” وهرته” رغم الاعتداءات اليومية المتكررة، وتحوّل “حزب الله” على الحدود من “أسد” تهابه اسرائيل الى فزاعة تُخيف اللبنانيين.

أخذ سلاح “حزب الله” إجازة طويلة الأمد لأنه بات “يعلم جيداً هذه المرة” انه لم يعد ذلك السلاح الذي كان يخيف إسرائيل أو يثق به اللبنانيون

في خطابه بالأمس، إنتظر المؤمنون بسلاح الحزب، سقفا عاليا في اللهجة ورؤية ومدة زمنية واضحة، ليتفاجأوا بأن أمين عام الحزب “يُنقب”عن عبارات لا تتجاوز حدود موقفي رئيسي الجمهورية والحكومة تجاه اسرائيل، ليقفز عن كل ما يعانيه اللبنانيون من أزمات على اليابسة، وصبّ جام إهتمامه على البحر، متناسيا أنه أحد المساهمين بافقار الشعب، بدءا باضعاف الدولة والتلاعب بالدولار والتهريب عبر الحدود، مستغلا “كاريش” لتبرئة نفسه من مسؤولياته في أنهيار الدولة والهروب نحو الأمام، منهيا خطابه بأنه قد لا يحتاج الى حرب.
واكدت مصادر متابعة للملف النفطي ل”جنوبية”، في هذا السياق، الى “انه لا داوعي للحرب فعلا لان التسوية وقعت”، متسائلا “ما الذي يمنع حزب الله من تحرير كاريش إذا كان قادرا على ذلك كما يدّعي قادة الحزب”؟

إنتظر المؤمنون بسلاح الحزب، سقفا عاليا في اللهجة ورؤية ومدة زمنية واضحة، ليتفاجأوا بأن أمين عام الحزب “يُنقب”عن عبارات لا تتجاوز حدود موقفي رئيسي الجمهورية والحكومة تجاه اسرائيل


ورأت أن “الحزب يعلم أن التنازل حاصل ولا حل الا بتعديل المرسوم ٦٤٣٣، الذي يرفض رئيس الجمهورية ميشال عون تعديله وتقديمه للامم المتحدة، وهذا غطاء سميك لحزب الله للاستمرار في استعراضاته في محاولة لتعويم نفسه وسلاحه، الذي يسيطر به على الدولة ويعتاش منه، ويشكل خطر على وجود لبنان وثروته البحرية”.

السابق
تنبيه من روكز بشأن الخط ٢٩: ممنوع التفريط به!
التالي
« بيروت رسالة حنين».. احتفال ثقافي لليونز وتراثنا بيروت برعاية المرتضى