أضواء كريم مروّة على روّاد الإصلاح الديني.. العرب في العصر الحديث

كريم مروة

أصدر المفكر كريم مروّة كتاباً جديداً تحت عنوان: “أضواء على روّاد الإصلاح الديني في العصر العربي الحديث”.
قدّم لهذا الكتاب النّقيب رشيد درباس. وهذا الكتاب هو من منشورات “الدار العربية للعلوم ناشرون” في طبعة أولى 2022 بيروت (لبنان) والشارقة (الإمارات) يتم توزيعه في “دار إقراء/ في المملكة العربية السعودية.
والروّاد الإصلاحيون الذين يلقي هذا الكتاب الأضواء عليهم بلغ عددهم ثمانية وثلاثين رائداً إصلاحياً في المجال الديني، ويتناول هذا الكتاب سيرهم الذاتية مرفقة بسيرهم وإنجازاتهم الفكرية، ومنهم: رفاعة الطهطاوي؛ جمال الدين الأفغاني؛ الإمام محمد عبده؛ العلامة السيد محسن الأمين؛ العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين؛ الشيخ الأزهري مصطفى عبد الرازق؛ الشيخ عبد الحميد بن باديس؛ الشيخ عبد الله العلايلي؛ الشيخ صبحي الصالح؛ الإمام موسى الصدر؛ محمد أركون؛ السيد محمد حسين فضل الله؛ والإمام محمد مهدي شمس الدين؛ نصر حامد أبو زيد؛ السيد محمد حسن الأمين؛ والسيد هاني فحص.

اقرا ايضا: كريم مروة يكتب تاريخه الشخصي..هذه محطات حياتي!


ومتن الكتاب مسبوق بـ”المدخل” بقلم المؤلِّف يليه نص “التقديم” الذي منه نقتطف: “… إنغمس “كريم” (في تناوله شخصيات هذا الكتاب) في السيرة والفكر والأدوار التي كانت لتلك الشخصيات في الدين والسياسة والثقافة والفن والنضال الوطني”.
ويقول مروّة في المدخل”يتضمن هذا الكتاب قراءة متواضعة لمواقف وآراء مجموعة من رواد الإصلاح الديني في مطلع القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين. وقد رأيت أن أستحضر أسماء هؤلاء الرواد وأستحضر مواقفهم وآراءهم في الدين نقيضاً لما ساد وما زال يسود في عالمنا العربي وفي العالم الإسلامي من فهم للدين يتعارض مع قيمه الإنسانية، لا سيما من قبل بعض المؤسسات الدينية هنا وهناك وهنالك ومن قبل الأنظمة الإستبدادية، وبالأخص من قبل الحركات السلفية المجرمة كالقاعدة وداعش وسواهما. وقد أدى هذا الاستخدام السيء للدين إلى أمرين خطيرين. يتمثل الأمر الأول بجعل الدين الإسلامي خصوصاً عاملاً متناقضاً مع التقدم والحضارة وحرية الإنسان من خلال جعل البدع والخرافات تسيطر على جماهير المؤمنين وتضعهم في خدمة أنظمة الاستبداد. ويتمثّل الأمر الثاني فيما شهدناه وما نزال نشهده منذ الحكم العثماني وصولاً إلى زمن الاستقلال بعد انهيار السلطنة من مظاهر التخلّف في شتى مجالات الحياة وسيادة الصراعات بطابعها المتخلّف وجعل بلداننا على وجه الخصوص تعاني، كما تشير إلى ذلك الوقائع من انهيار كامل لمؤسسات الدولة وجعل شعوبنا أسيرة الفقر والجوع والإذلال.
لهذه الأسباب رأيت أن أستحضر أسماء هؤلاء الرواد بعد أن غابت أو تكاد تغيب إنجازاتهم في الإصلاح الديني. ورأيت أنّ من الضروري العودة إلى ذلك التاريخ المجيد لا سيما في عالمنا العربي من أجل إظهار وتبيين ما قام به هؤلاء الرواد، وجعل حركة الإصلاح الديني جزءاً من حركة عامة تطال مختلف جوانب الحياة واستنهاض القوى القومية واليسارية لتجديد ذواتها وأفكارها والمساهمة في عملية تحرير بلداننا مما هي فيه في أسوأ حالاتها.

السابق
خاص «جنوبية»: إغتيالات على وقع الإنقسامات.. ماذا يجري داخل «الحرس الثوري الإيراني»؟!
التالي
في أسرع ملف امام المجلس العدلي.. ختم التحقيق بـ«تفجير التليل» وإحالته الى «التمييزية»!