خاص «جنوبية»: إغتيالات على وقع الإنقسامات.. ماذا يجري داخل «الحرس الثوري الإيراني»؟!

الحرس الثوري الايراني

منذ أكثر من عامين، وإيران الدولة تتعرّض لنكسات مُتتالية، سواء بما يتعلّق بالمؤسسات العسكرية والأمنيّة أو تلك التكنولوجية، التي تتبع للحرس الثوري الإيراني، القوّة الأكبر والأعظم في البلاد، والذي من خلاله تُدار سياسية إيران الداخلية والخارجية.

اقرا ايضا: «كاريش» يُسقط السلاح غير الشرعي.. و«توازن الرعب»!


واللافت في هذه النكسات، أنها بدأت تطال في الفترة الأخيرة هذه الهيكلية والقوّة “العُظمى” التي يُصرف عليها مليارات الدولارات سنويّاً من مال الشعب الإيراني، تحت مُسميّات شرعيّة ودينية وقوميّة، بينما يعجز هذا الشعب عن تأمين قوت يومه بسبب الفقر الذي تُخلّفه سياسات دعم “الحرس الثوري” وتطويره، ليكون جيشاً قادراً على مُنافسة أقوى جيوش المنطقة.

لا يكاد يمر يوم أو إسبوع على أبعد تقدير إلّا ويُسمع فيه عن عمليات إغتيالات تطال جنرالات كبار في “الحرس الثوري الإيراني” أو إستهداف منشآت نووية أو حتّى سُفن حربية تابعة لـ”الحرس”


لا يكاد يمر يوم أو إسبوع على أبعد تقدير، إلّا ويُسمع فيه عن عمليات إغتيالات تطال جنرالات كبار في “الحرس الثوري الإيراني” أو إستهداف منشآت نووية أو حتّى سُفن حربية تابعة ل”الحرس”، لدرجة أن تعامل الشعب الإيراني مع هكذا حالات، أصبح أمرا عاديا وطبيعيا يُشبه في بعض جوانبه خبر مقتل فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي.
في نيسان عام 2021 أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني في بيان، عن وفاة العميد محمد حجازي، نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري والقائد السابق لقوة الباسيج، بسبب أزمة قلبية، قبل أن يُعلن محمد مهدي همت، نجل محمد إبراهيم همت القائد الإيراني السابق بالحرس، أن “رحيل حجازي لم يكن بنوبة قلبية على الإطلاق وأن حالة الوفاة مشكوك فيها”. ثم أعقب الحادثة هذه، هجوماً إسرائيلياً إكترونياً استهدف منشأة “نطنز” النووية الإيرانية، متبوعاً بتكتّم إيراني حول أسباب الهجوم، على الرغم من اعتراف إذاعة إسرائيلية بوقوف المخابرات الإسرائيلية وراء هذا العمل.


ثم تلت بعدها إغتيالات، إستُهدف فيها العالم رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع محسن فخري زادة، ثمّ جاء بعدها مقتل العقيد في الحرس الثوري علي إسماعيل زاده، وذلك بعد نحو أسبوع من مقتل ضابط آخر رفيع المستوى في نفس الوحدة، وهو العقيد صياد خدائي، في إطلاق نار على سيارته أمام منزله. والمُلفت في طريقة مقتل إسماعيل زاده، إعلان الحرس الثوري الإيراني أن سبب الوفاة ناجمة عن سقوطه من على سطح المبنى الذي يسكنه بضاحية طهران.

مصادر سياسية بارزة واسعة الإطلاع لـ”جنوبية”: وجود إنقسامات حادّة بين جنرالات كبار داخل “الحرس الثوري الإيراني” تتعلّق بمُستقبل إيران


وفي هذا سياق ، كشفت مصادر سياسية بارزة واسعة الإطلاع ل”جنوبية”، عن “وجود إنقسامات حادّة بين جنرالات كبار داخل “الحرس الثوري الإيراني” تتعلّق بمُستقبل إيران، فمن جهة ثمّة من يرى بأن الإنفتاح على الدول الأوروبية وأميركا أمر لا بد منه، وضرورة لفكّ العزلة عن إيران وبالتالي كفّ يد التدخلات الدينية بمؤسسات الدولة لا سيّما “الحرس الثوري”، بينما يرى فريق أخر أن هذا الإنفتاح من شأنه أن يُقوّض قوّة إيران، ويُسقط هيبة “الحرس” أمام الشعب الإيراني، وعندها سيتحوّل إلى مؤسسة تخضع لتجاذب السياسيين بين إصلاحيين ووسطيين”.

ربطت المصادر عينها بين ما يحدث في إيران بما يتعلّق بمقتل ضبّاط وعلماء إيرانيين وبين الإنقسامات التي بدأت تفعل فعلها بحيث بدأ يتم إسكات البعض عن طريق قتلهم بطرق مُلتبسة


وربطت المصادر عينها، بين ما يحدث في إيران بما يتعلّق بمقتل ضبّاط وعلماء إيرانيين، وبين الإنقسامات، التي بدأت تفعل فعلها، بحيث بدأ يتم إسكات البعض عن طريق قتلهم بطرق مُلتبسة وتدعو إلى الإستغراب”.
وتساءلت “إذ كيف لدولة تدعي كُل هذه القوّة وتبجّحها العسكري والأمني بالإضافة إلى الإستفزازات التي يقوم بها جنرالاتها، أن يُقتل لها مجموعة من الضبّاط على يد من تصفهم بالعصابات او جهات مُعارضة”.

هناك معلومات من داخل إيران تُشير إلى تغلغل “الموساد” الإسرائيلي داخل “الحرس الثوري الإيراني”


وأكدت المصادر أن “هناك معلومات من داخل إيران تُشير إلى تغلغل “الموساد” الإسرائيلي داخل “الحرس الثوري الإيراني”، وقد جرى إكتشاف بعض الضبّاط من بينهم ضُبّاط أُعلن عن مقتلهم بطرق عديدة، كما أن هناك بعض الضبّاط، تمكّنوا من مُغادرة إيران مع عائلاتهم قبيل إكتشاف أمر تعاملهم مع “الموساد”. وخلصت الى انه “هناك حقيقة واحدة أن التصفيات داخل الحرس الثوري ستتواصل، وسيسمع قريباً بمقتل كبار الجنرالات، إمّا قتلاً أمام منازلهم أو مكاتبهم، أو إختفاءهم بطرق غريبة أو حتّى إقالتهم من مناصبهم ثمّ مُحاكمتهم بتهم متعددة”.

السابق
منخفض جوي قادم: أمطار وانخفاض بدرجات الحرارة.. بدءا في هذا التاريخ!
التالي
أضواء كريم مروّة على روّاد الإصلاح الديني.. العرب في العصر الحديث