في ذكرى احتلال القدس الشرقية : هل يمنع «الشيعة» هدم الأقصى؟!

اقتحام المسجد الاقصى
ينشغل منذ أيام المجتمع الدولي والمنطقة بمراقبة حدث مسيرة الأعلام الصهيونية في فلسطين المحتلة، والتي قررت مجموعات من المستوطنين الصهاينة إطلاقها إلى المسجد الأقصى بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967، علماً أن هذه المسيرة تحظى برعاية الحكومة الإسرائيلية.

 الجيش الاسرائيلي والشرطة والقوى الأمنية ووسائل الدفاع الإسرائيلية، كلها مستنفرة وعلى جهوزيتها لمواجهة أي تطورات قد تواكب هذا الحدث وفي العام الماضي، وفي نفس المناسبة انفجر الوضع الأمني مصاحباً بعملية سيف القدس التي خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على انتهاك حرمة بيت المقدس والمسجد الأقصى من قبل المستوطنين والقوات الصهيونية النظامية، وتخشى إسرائيل من تكرر المواجهات على نطاق أوسع هذه المرة بسبب تزايد عدد المستوطنين المشاركين في مسيرة الأعلام الصهيونية هذا العام، وقد بدا ذلك واضحاً في نشرها الدرع الصاروخية تحسباً لإطلاق صواريخ من الداخل والخارج هذه المرة بحسب التوقعات الأمنية الصهيونية ..  

انقسام الشيعة والسنة 

   وتتعالى أصوات قوى المقاومة ومحورها من سنة وشيعة لمواجهة أي حدث قد يطرأ على وقع هذه التطورات، وتستعد الفصائل المسلحة في فلسطين وخارجها للرد على انتهاكات الصهاينة المحتملة للمسجد الأقصى وبيت المقدس هذا العام ..  

هناك صراعا مفتوحا في المنطقة بين محور شيعي تقوده ايران، وبين محور سني تقوده المملكة السعودية 

     وفي هذا الإطار كثرت تصريحات القوى الشيعية في محور المقاومة في لبنان وإيران والعراق واليمن، وهي تتوعد وتتهدد إسرائيل بعواقب وخيمة وانفجار المنطقة لو أقدمت إسرائيل على أي حماقة، وانتهكت حرمة المسجد الأقصى من جديد بالإحراق والهدم الجزئي أو الكلي كما يخطط دعاة بناء هيكل سليمان المزعوم ..  

      فهل ستتمكن قوى المقاومة الشيعية من منع إحراق بيت المقدس والمسجد الأقصى وهدمهما وهي تراقب تطورات الأحداث من بعيد، أم لا بد من أن تتحرك قوى المقاومة في الداخل الفلسطيني بقوة لمنع حصول هذه الكارثة، وأن تتحرك لمؤازرتها الشعوب الإسلامية من أهل السنة والجماعة، بل ان هناك  صراعا مفتوحا في المنطقة بين محور شيعي ممانع، تقوده ايران يحاول اختراق الدول العربية وتطويعها بذريعة قتال اسرائيل، وبين محور سني تقوده المملكة السعودية يتبنى مبادرة الملك عبدالله للسلام، على اساس عودة اسرائيل الى حدود عام 1967، ويسعى لتحجيم الدور الايراني في المنطقة بمعاونة المجتمع الدولي. 

مأزق الشيعة 

مع العلم ان الشيعة في لبنان والعراق حتى ايران، لم يتمكنوا من اتقاذ دولهم من ازماتها الاقتصادية والانقسامات والفساد الذي يعشعش في مؤسساتها الحكومية المهترئة. 

الشيعي اللبناني الذي يرى ان مستقبله ومستقبل ابنائه ضائع في وطن نهبه زعماءه لن يكون مستعدا للقتال

لذلك وقبل ان يهبّ الشيعة لانقاذ فلسطين، وجب ان ينقذوا انفسهم من مآزقهم التي وضعوا شعوبهم فيها، فالشيعي اللبناني الذي يرى ان مستقبله ومستقبل ابنائه ضائع في وطن نهبه زعماءه لن يكون مستعدا للقتال في سبيل قضية خارج وطنه، وكذلك الشيعي العراقي الذي لا يستطيع ان يأمن على حقوقه في وطنه الذي تتقاسمه المليشيات، في حين ان ايران همها ان يبقى نظامها الذي يتزعمه الولي الفقيه سالما بغض النظر عن اي شيء اخر. 

     هذا وقد تعرض بيت المقدس والمسجد الأقصى لعشرات الاعتداءات، بين إحراق وهدم لبعض الأجزاء والعبث بالمقنيات وتغيير الآثار والتصرف في الممتلكات، وحصل ويحصل ذلك منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى اليوم ولم يتمكن المسلمون من أهل الشيعة والسنة من منع بسبب جسامة مشاكلهم الداخلية. 

 فهل سيتمكنون هذه المرة من تغيير مجريات الأحداث ؟  

السابق
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: المشهد السياسي لما بعد الإنتخابات النيابية
التالي
بالوثيقة: تعميم لجمعية المصارف يتعلّق بـ«الشيكات»!