هذا ما يريده نصرالله من خطاباته «المتطرفة»!

السيد حسن نصرالله

حوّل سلاح “حزب الله” لبنان الى ورقة تفاوض إيرانية، لها وظيفة اقليمية للمصالح الايرانية ضد الأشقاء العرب، وفي الداخل اللبناني. وهو يصعد اللهجة ضد العدو الاسرائيلي الذي قام بالتطبيع معه، عبر مفاوضات الثنائي مع الأميركيين في ترسيم الحدود، والتي، تتنازل عن السيادة، ولم تؤدِ الى تبني لبنان للخط 29 بعد.

اقرأ أيضاً: عندما «يرتمي» نصرالله في «أحضان» الصدر!

ولا ضير من خدمة المشروع الإيراني الذي استفاد من السلاح الاسرائيلي والصواريخ الاسرائيلية في صفقة “إيران غايت”، التي هندسها الكولونيل أوليفر نورث واستعملها الايرانيون في حربهم مع العراق عام 1985!

في الداخل اللبناني، كل معارك حزب الله هي 7 أيار ضد اللبنانيين باتهامهم إنهم يسعون لحرب تموز ضده. كل الناس هم عملاء صهاينة إذا رفضوا الخضوع لإملاءاتهم المفروضة بقوة السلاح. كل من يريد من حزب الله أن يدخل في بناء الدولة ومنطق الدولة هو عميل لاسرائيل أما جمهور الحزب، فقسم مقتنع وقسم ينام على “سجاد”!

يعلم السيد حسن نصرالله، كما يعلم الجميع أنه هو من يشن 7 أيار سياسية ضد اللبنانيين، وأن لا أحد يشن حرب تموز سياسية ضده! وقد دفع سلاح حزب الله الكثيرين بطلب الطلاق منه. فهم لا يريدون العيش بظل السلاح الذي يقتلهم كل دقيقة بإدارته الكارثية للفساد وللبلاد! وأصبح حلم الكثيرين الهجرة أو حتى الغرق في مراكب الموت.

إن خوف حزب الله من الموجة التغييرية الرافضة له ولحلفائه، كما الرافضة لخصومه، جعلته يذهب الى خطابه الطبيعي في التطرف والتخويف من الآخر في لبنان لخنق كل أصوات “المقاومة” ضده. فكل آخر لا يبايعه السلاح هو عدو حكماً. أما فاسدو الحزب وحلفاؤه، والمفترض بحسب نصرالله أن “الفاسد هو عميل”، فلا مشكلة معه، طالما يخضع لوثنية وصنمية السلاح.

إن رفع منسوب التطرف في الخطابات السياسية للسيد حسن نصرالله وأعوانه في الحزب, هدفها ترويض اللبنانيين وإخضاعهم جميعاً، إنطلاقاً من جمهوره! تماماً كما فعل مع جمهور الرئيس ميشال عون وتياره البرتقالي، أو كما فعل مع فريق كبير من جمهور 14 آذار الذي شاركه في التسوية.

وفي نهاية المطاف، يريد السيد حسن نصر الله المحافظة على الستاتيكو بإبقاء لبنان الرسمي خاضعاً له. وذلك، في ظل تشتت معارضيه ولوائح التغيير. في حين أن هذا التشتت لم يمنع اللبنانيين في الاغتراب من إرسال رسالة صريحة تريد التغيير، على أن تكبر الرسالة في الداخل، وإن كان حزب الله قادر على السيطرة عليها بسلاحه، بسبب تواطوء المجتمع الدولي مع الطبقة السياسية الفاسدة الحاكمة بقيادة حزب الله. ولكن هدف التغييرين يجب أن يكون “المقاومة” لكل محاولات حزب الله بخنق أصواتهم، على أمل إقناع المجتمع الدولي يوماً بتبني مطالبه بحق اللبنانيين بالحياة خارج جهنم!

السابق
لليوم التالي.. نصرالله «يجيّش» انتخابيا ويخوّف من خطر اسرائيلي!
التالي
«العين»على طبيب العيون المرشح الياس جرادة في دائرة الجنوب الثالثة!