عندما «يرتمي» نصرالله في «أحضان» الصدر!

السيد حسن نصرالله
في العام ١٩٨٢ جاء "حزب الله" الى لبنان حاملا سلاح الحرس الثوري الإيراني، وكانت أولى مهامه إنهاء أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" التي أسسها السيد موسى الصدر بوجه العدو الإسرائيلي. بالبارود والنار والمال إستطاع "حزب الله" تنحية "أمل"جانبا، ليكون المنصة المتقدمة لجمهورية "الثورة" في لبنان بعد تذويب "المقاومات" الوطنية وإلباسها لبوسه الخاص، بقميصه مقفل الأزرار ولحاه المهمولة.

بعد مرور ٤٠ عاما عجاف، بمراحلها المتعددة من “تحرير” الألفية الثانية الى تموز ٢٠٠٦ والسابع من أيار والتدخلات في سوريا والعراق واليمن، يخرج أمس الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله، طالبا من “الشيعة” أصواتهم ثمن “سلاحه”، في صناديق “الإقتراع متجاهلا وضعهم المعيشي والانهيار الإقتصادي وودائع الناس، رغم إعترافه أن “مراكز دراسات أجرت استطلاعات للرأي وكان همّ الأغلبية هو الوضع المعيشي وليس سلاح المقاومة”، وكأن به “محازبيه” و”مناصريه” الى عدم خلع لباسهم الإيراني وعدم رمي سلاحهم أو حلق لحاهم.

وترى مصادر خاصة متابعة ل “جنوبية” أن “نصر الله أراد أن يقول ل “الشيعة” أن حزبه ليس جمعية خيرية ليقدّم خدمات مجانية، فإذا أردتم نفوذه وقوته وحمايته، عليهم أن يكونوا معه في حربه السياسية، لذا عليهم ضرورة “الخروج في 15 من أيار لممارسة المقاومة السياسية للحفاظ على المقاومة العسكرية”، على حد تعبيره.

نصر الله أراد أن يقول ل “الشيعة” أن حزبه ليس جمعية خيرية فإذا أردتم نفوذه وقوته وحمايته، عليكم أن تكونوا معه في حربه السياسية

وتصف المصادر خطاب نصر الله ب “الإنتخابي البحت”، وهو موجّه للداخل وليس لإسرائيل، التي تقدّم له خدمة ثمينة على أبواب الإنتخابات ومنحته” pass” بعد أن شعرت أن لياقته تراجعت وفقد قوة الإقناع وحجّة الإحتفاظ بسلاحه”.

إذا، تلقّف نصر الله كرة “المناورات” على الملعب الفلسطيني، بحسب المصادر، و لعب بمهارة أمام “جمهوره” المنهك، وكالعادة مارس محاباة جمهور “أمل” في يوم الصعاب، مستحضرا غائبها وحاضرها، محاولا إغراقها في رماله المتحرّكة وتأليب العالم على مناصريها بعد أن شاهد “رايتها” ترفرف علنا على مدرّجات الإغتراب في ظل غياب قسري “للرايات الصفراء”.

وتلفت الى ان نصر الله “اقتطع مقتطفات من خطابات موسى الصدر الحربية، معترفا أنه “لم ‏يجرؤ على قول ما كان يقول الصدر رغم أنّ الظروف الإقليمية اليوم أفضل بكثير”.

وغيّب نصر الله رؤية “الإمام” الوطنية والإصلاحية والإنمائية وخطاب العقل والحكمة في زمن السلم وإنفتاحه على كل اللبنانيين والعمق العربي، تناسى أن الإمام لم يرفع إصبعه بوجه خصوم السياسة، لم يخوّن ولم يهدد، ولم يتدخل في شؤون الدول”.

إقرأ أيضاً: بعدسة « جنوبية»: متقاعدو الامن الداخلي «ينتفضون» ضد المولوي أمام «الداخلية»!

وتضيف المصادر أن “استعانة نصر الله بخطابات الامام الصدر الغائب عنه خارج الاستحقاقات المصيرية، رسالة للشارع الشيعي ومؤشّر الى إفلاس حزب الله وعجزه في إقناع جمهوره في رفع نسبة التصويت، إضافة الى التسرّب الكبير من بيئته بعد غياب الإنماء عن خطاب قياداته.

خطاب نصر الله إنتخابي بحت وهو موجّه للداخل وليس لإسرائيل التي تقدّم له خدمة ثمينة على أبواب الإنتخابات بعد أن فقد حجّة الإحتفاظ بسلاحه

وتتابع “شتان بين من يخاطب اللبنانيين ب “فشرتوا” وبين من يقول للبنانيين “تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم،وعندما أشار نصرالله الى أن “من يريد المحافظة على لبنان وحمايته، واستخراج الغاز فليصوّت للمقاومة وحلفائها”، فهو أراد توجيه رسالة الى اللبنانيين مفادها “أنا أو لا أحد” ومن بعدي الطوفان والخراب، وأن لا أمل ولا حل إذا حاولتم التصويت ضدنا”.

من خلف شاشته ولأغراض إنتخابية حمّل نصر الله “كرة نار” العالم ودفع بها الى الملعب اللبناني وجنوبه، نسي حرب الأخوة أو الإلغاء وإستحضر فلسطين وإسرائيل وقوات الردع والثورات العربية واكرانيا، صنع الأعداء ووجد في “إسرائيل” العدو الحاضر وحاجة لبقائه وتحقيق أهدافه الإنتخابية وهويته الضائعة، ويخيّر “شيعته” بين السلاح والسلاح!

السابق
بعدسة « جنوبية»: متقاعدو الامن الداخلي «ينتفضون» ضد المولوي أمام «الداخلية»!
التالي
اختراق جدار «الثنائي الشيعي» وإيقاظ «المارد السنّي»