عندما شيّعنا أنفسنا في شقراء

تشييع السيد محمد حسن الامين

في الطريق من بيروت الى شقرا رحنا نطوي المسافات على مقياس اعمارنا التي انصرفت منذ تلاقينا ذات ضحى على طريق العاصفةانا المدرس في مهنية بنت جبيل وهو محمد حسين شمس الدين الاستاذ في مدرسة شقرا الرسمية وشيخ المراحل اللاحقة كان نجم السيد محمد حسن الامين يضيء سماء الجنوب ويضيء الدرب الى فلسطين وكان محمد حسين قد سبقني اليهو ذهبت برفقته لرؤية السيد للمرة الاولى وانا بالكاد قد تخطيت العشريناذكر جيدا تسارع دقات القلب مع تسارع الخطوات في الطريق النازلة صوب بيته الحجري القديم بين شجيرات الكينا بدا كالساحر ذلك النهار… في عينيه فيض نبوة … وفي طلته بقية من إمام.

اقرأ أيضاً: وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: العلامة الأمين.. ذاكرة لا تنسى وماض لن يمضِ

وعلى غير ما ألفناه من احاديث رجال الدين لم يأخذنا السيد الى صورة الله المتربص بعباده ليذيقهم عذاب القبر وصولا الى جهنم وبئس المصيربدا السيد سموحا ودودا لطيفا محبا مضيافا قريبا الى القلب ومنحازا للحياة ومن شقرا البدايات الى صيدا مقاومة الاحتلال الى سكنه في دير كيفا الى بيروت الحضور القوي للسيد المفكر والمثقف الحاضن لقضايا الحرية والتحرير في لبنان والعالمين العربي والاسلامي كنا مثل زهرة دوار الشمس نميل حيث يميل حتى اذا حلّ ربيع بيروت في الرابع عشر من اذار 2005خضنا معه مشروع اللقاء الشيعي الذي تواطأت عليه و اجهضته زعامات الطوائفودفع السيد ثمنا باهظا جراء جرأته وعناده واصراره السيد المفكر المثقف الشاعر الاديب الخطيب رائد التنوير والحداثة اعلن انحيازه بوضوح للعقل مؤكدا ما رواه السلف – أن الله عز وجل لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال تعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أكرم علي منك، بك أثيب وبك أعاقب، وبك آخذ وبك أعطي.

رحم الله السيد الامينكأن الحسن البصري كان يعنيه بقوله ” موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدّها شيء ما طرد الليل والنهار”لن تكون الحياة كما هي بعد رحيلك يا سيد كأننا على طريقة المؤمن ممتحن واي امتحان اقسى من ان نكمل ما تبقى لنا مع اعمار في ظل غيابك وغياب السيد هاني فحص وسمير فرنجية لروحك وروحيهما السلام.

السابق
انفراجات في أزمة الزيت الأوكراني.. ماذا عن القمح؟
التالي
جريمة مدوية تهزّ القاع.. اطلق النار على والد زوجته