عاتبني الديك ناصحاً

غسان صليبي

ما أن خرجت
الى حديقتي الصغيرة
في الصباح الباكر،
حتى بادرني الديك معاتبا
من الحديقة المجاورة.

“افتقدتك
يا ابن آدم،
فأنت لم تعد تكتب
لا عني ولا عن غيري
من المتسلطين.”

“اراك مهموما هذه الايام،
متطلبا من نفسك
أكثر مما تحتمل،
انظر اليّ
انا اتقبل نفسي
كما خلقتني يارب.”

“تقولون عني زير دجاج
متسلط ومتشاوف،
لكني اتقبل نفسي
ولا أبالي
لأنني لا استطيع
أن أغيّر من طبيعتي
والا مرضت ولن تعودوا
تسمعون صياحي
كل صباح.”

“لا أطلب منك
أن تتمثل بي،
فستمرض أيضا
لأنها ليست طبيعتك،
كن ما انت
بأفكارك ومشاعرك وتصرفاتك،
وانت معتاد على الاختلاف
عن القطيع البشري،
وكانت لك خيارات متعبة
تسببت لك بالألم والخيبات
في الكثير من الاحيان
لكنها كانت متصالحة مع حقيقتك.”

وإذ تحوّل الديك فجأة
الى معالج نفسي،
نصحني من عليائه:
“لن أقول لك ما يجب فعله
فأنا لا أعرف ما يناسبك،
لكن تذكّر انك كنت دائما
تحرص على التصالح مع ذاتك
بما هي حقيقة
أفكارك ومشاعرك وتصرفاتك،
وانت تُحبط او تكتئب
في كل مرة
تعجز أن تكون ذاتك،
فتمسك بحقيقتك
لكن دون ان تقسو عليها
معاتبا اياها
عن نقص من هنا
وعلّة من هناك،
بل كن حنونا معها
متقبلا تعبها
لا بل عجزها النسبي
في زمن العجز المطلق.”

إقرأ ايضاً: «صرخة» للمعارضة من معراب لمنع تمدد الحرب جنوباً..ومساع مصرية لهدنة في غزة!

السابق
«صرخة» للمعارضة من معراب لمنع تمدد الحرب جنوباً..ومساع مصرية لهدنة في غزة!
التالي
بعد توقيفه لـ3 أيام في نظارة الأمن العام..المهندس عبدالله جرجس حداد يوضح!