خاص «جنوبية»: «معسكران انتخابيان».. والعودة الخليجية «تنفض الغبار» عن مراجع سياسية ومالية!

الانتخابات النيابية

برز متغير جديد مع تسارع الاحداث السياسية في لبنان، و اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل.
وفيما يتوقع ان تؤسس نتائج الإنتخابات لمشهد سياسي جديد، تستنفر القوى اللبنانية في كل اتجاهاتها، من أجل تثبيت حضورها والسعي الى تحسين قوتها، وتسخر لذلك كل ادواتها وعلاقاتها المحلية والاقليمية والدولية، سعيا نحو السيطرة على سلطة القرار نتيجة الانتخابات المقررة.

اقرأ أيضاً: نصرالله «يتبرأ» من تأجيل الإنتخابات..والسعودية تَستنهض «قُدامى 14 آذار»!


وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية متابعة ل “جنوبية”، ان “حزب الله”، “فرض قوته للقاء بين حلفائه المسيحيين الأساسيين، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعد محاولات عدة باءت بالفشل، بسبب تمترس كل طرف خلف رأيه، على الرغم من انهما في محور واحد”.
واذ ذكرت ان “آخر خلاف كان عدم التفاهم انتخابياً، على لائحة واحدة في دائرة الشمال الثالثة، بسبب الحسابات المسيحية والمناطقية المرتبطة باستحقاق رئاسة الجمهورية”، رأت ان “تسارع الأحداث الداخلية والخارجية، حتّم على الحزب إعادة تنشيط عمله لجمع حليفيه”.
ولفتت الى انه في الجهة المقابلة، ومع وصول سفيري السعودية والكويت الى لبنان والحديث عن وضع برنامج دعم واضح على صعد مختلفة إنسانية واقتصادية وسياسية، “تنشط الماكينات الانتخابية التي تتبع “التقويم” الخليجي، ومعها العديد من رجال الاعمال والمسؤولين، وأغلبهم من كان في ماكينات تيار المستقبل في العقود الثلاثة الماضية، وذلك لدعم كل اللوائح المناهضة لسياسة حزب الله وحلفائه في لبنان”.

مصادر سياسية متابعة ل “جنوبية”: “حزب الله” فرض قوته للقاء بين حلفائه المسيحيين الأساسيين بعد محاولات عدة باءت بالفشل


وذكرت “ان التركيز ينصب على اعطاء اولوية لوصول المشروع السياسي، وليس وصول افراد متفرقين الى الندوة البرلمانية، كي لا يبقى “حزب الله” وحلفاؤه يستأثرون بالقرار البرلماني تصويتا”.
وكشفت انه إنطلاقاً من هذا الأمر، “تم الايعاز بخفض نبرة الاتهامات المتبادلة، ووقف الحديث عن الوراثة السياسية، والسعي الى دعم لوائح في كل المناطق التي تحتاج الى اصوات قليلة لتفوز وعدم تفويت الفرصة عليها، لان الهدف وصول عددية تساعد في كبح اندفاعة الحزب وحلفائه في كل المناطق”.
ولفتت الى ان “كل هذه التحركات من شأنها أن تنعكس على الوقائع السياسية اللبنانية قبل الانتخابات النيابية وما بعدها، وهذا ما سيظهر من خلال الحركة، التي سيقوم بها سفراء دول الخليج والتي نفضت الغبار عن مراجع سياسية و (مالية مجموعة رجال اعمال) تسبح في فلكها سياسيا، كانت انسحبت من الحياة السياسية وتفرغت لاعمالها في الداخل والخارج، بسبب الاجواء التي الانقسامية التي سادت وتجميد الخليج لدوره في لبنان حينها، وها هي المراجع الانتخابية بدأت تتصل بقوى حية على الارض لاعادة استنهاضها، لان المعركة مصيرية بكل ما للكلمة من معنى”.

كل هذه التحركات من شأنها أن تنعكس على الوقائع السياسية اللبنانية قبل الانتخابات النيابية وما بعدها وهذا ما سيظهر من خلال الحركة التي سيقوم بها سفراء دول الخليج


وأردفت”: هذا فضلا عن تجميع كل القوى، ومدها بالدعم اللوجستي والاداري والتقني لزوم المعركة الديمقراطية، مع الاشراف الدولي المراقب الذي من شأنه ان يحسن اداء المعركة، ولا يخرجها عن اطارها بالحد الأدنى”.
وأوضحت “ان استنفارا كبيرا اعلنته مرجعيات دينية وسياسية، وهيئات وروابط وجمعيات ومنتديات، تحديدا في بيروت والشمال، بضرورة الانخراط السريع بالمعركة الانتخابية، وتجييش كل القوى المناطقية الحية ومفاتيحها ودعمها لوجستيا، لتستطيع ادارة المعركة بإتقان لتحسين النتائج”.
وكشفت ان “ان قوى المعارضة لمشروع حزب الله وحلفائه ليست بقليلة عددا وقدرة، لكن اصابها التراجع والاحباط نتيجة التباينات فيما بينها، وثمة محاولات جدية لاعادة بث الروح فيها”، متوقعة في حال نجاحها، وان تكون “المارد الذي يخرج من القمقم نحو التغيير الجدي لاستعادة القرار من منطق الدويلة نحو الدولة الحرة الديمقراطية المستقلة، وقطع الطريق امام الساعيبن لتغيير وجه لبنان الحضاري بإتجاه مشاريع بعيدة عن ثقافته وتاريخه وعروبته”.

قوى المعارضة لمشروع حزب الله وحلفائه ليست بقليلة عددا وقدرة لكن اصابها التراجع والاحباط نتيجة التباينات فيما بينها وثمة محاولات جدية لاعادة بث الروح فيها


ورأت ان “المشهد السياسي اللبناني المقبل، يشي بإعادة الانقسام السياسي العمودي بين فريقين، الأول يتحالف مع إيران ومشاريعها ويقوده “حزب الله”، والثاني يسعى للعودة للحضن العربي مع دول الخليج واولها السعودية، ويتبلور في القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع وحلفائها والرئيس فؤاد السنيورة والقوى السيادية الاخرى كالحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الزعيم وليد جنبلاط”.
ووجدت ان اللبنانيين ينخرطون في الانتخابات النيابية بناء على هذا الانقسام، وسط محاولات واضحة لتجميع كل طرف قواه الحزبية والسياسية تحضيراً لمرحلة ما بعد الانتخابات، والتداعيات التي ستنجم عنها، إضافة إلى التحضير لمرحلة الانتخابات الرئاسية المقبلة وكيفية إدارة التوازنات”.
وينسحب هذا الانقسام، بحسب المصادر، على رؤية المراجع الدينية اللبنانية، بدءا من مواقف واضحة للبطريرك الماروني بشارة الراعي، التي تشير إلى ضرورة إصلاح العلاقة مع العرب والخروج من لعبة المحاور التي تكرسها إيران، وفي أعقاب تحديد موعد لزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان والتأكيد على وحدته ونهائية كيانه، متماهيا مع دار الفتوى بمرجعية المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وموقفه الواضح والمتشدد تجاه الساعين لتدمير لبنان”
وتأتي هذه الخطوات كذلك، بحسب المصادر عينها، في ضوء عودة سفراء دول الخليج إلى بيروت والمتغيرات التي تحصل على الساحة الإقليمية، ان كان في اليمن مع الإعلان عن “مجلس القيادة الرئاسي”، وما يجري في العراق وحراك سوريا الجديد من خلال إعادة هيكلة ائتلاف السوري المعارض”.

السابق
جدول جديد.. كيف أصبحت أسعار المحروقات؟
التالي
من أين نأتي بقناعاتنا؟