ليلى عساف تقرأ لـ«جنوبية» في سيرة السيد الأمين: خسرت الأمة كبيراً من بلادي

الشاعرة ليلى عساف
رغم انكبابه على معالجة وكتابة قضايا الفكر والدين والاجتهاد الفقهي، لم يتوان الراحل السيد محمد حسن الأمين عن كتابة الشعر وإعطاء الكثير من وقته للشعر والشعراء. وفي سياق اهتماته الشعرية، تروي الشاعرة اللبنانية ليلى عساف ما يجيش في ذاكرتها من سيرة الشاعر السيد الأمين.

وتقول عساف :”منذ شيّع لبنان العلامة السيد محمد حسن الأمين الذي فارق الحياة  عن عمر ناهز الـ75 عاماً ، وهو عمر النضوج الكبير للعقل والروح ، والزمن والانسان والشعر والثقافة والفكر يحلقون في صمت لا جواب فيه ، سوى صدى اللوعة على رحيل كبير من بلادي “.

وأضافت :”برحيل العلامة السيد محمد حسن الأمين يغيب عقل متنور كرّس حياته للعلم والفكر والمعرفة ولوحدة المسلمين واللبنانيين.السيد الأمين كان أميناً للعلم ، انه فقيد العلم والعلماء وهو المفكر الإسلامي والأديب الذي قضى معظم حياته في خدمة الدين والمجتمع وتبليغ الأحكام الشرعية ودعم القضايا المحقة للشعوب المستضعفة؛ كما أسهم الراحل الكبير في تعزيز الحوار والانفتاح بين التيارات الفكرية والثقافية المتنوعة خدمة للوطن وشعوب الأمة. انه القامة الوارفة على جمال الانسان والحياة”.

أغنى المكتبة الإسلامية والفكرية بأبحاثه ومؤلفاته التي اشتملت حقول المعرفة والعقيدة والأدب والفكر

وتؤكد عساف : “كان الراحل الكبير  رجل علم وفكر وداعية حوار وانفتاح عرفنا فيه مزايا العالم العامل لنصرة قضايا الوطن وشعبه وكرس اهتمامه والتزامه لقضايا الأمة وشجونها، وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي سكنت عقله وقلبه . لقد أغنى المكتبة الإسلامية والفكرية بأبحاثه ومؤلفاته التي اشتملت حقول المعرفة والعقيدة والأدب والفكر. برحيل سماحته تخسر المراكز الدينية ومنتديات الفكر والحوار والثقافة عالماً جليلاً وأستاذاً باحثاً ومفكراً فذاً”.

إذا ركنت الى مجلسه ستسمع منه الكلام الهاديء الموزون والمعبّر والحاشد بإيقاعات اللغة والقريب والمتشابه مع الأزوان والبحور الشعرية والتفعيلة

وتشير عساف الى أن الراحل: “قضى حياته بين الفكر القضاء والقضايا الدينية والوطنية والوحدوية تاركاً بصمات وقضايا نقاشية طالما وجدت بيئتها ودواعي إثارتها بالفكر الديني والإنساني”. بوفاته يترك السيد  بصمة التنوع بالفكر والقضايا ، كما ويسدل “جبل عامل” الستار عن شخصية نقاشية كانت وما زالت تؤكد معنى التنوع بالإرث الديني والفكري الذي شكله علماء جبل عامل على امتداد التاريخ وقدموه كمصدر للثراء الفكري العالمي بطريقة قل مثيلها”.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين..رحيل «العلّامة العَلَم»

وتثني الشاعرة عساف على خصوصية الراحل، بما يجسّد ويمثل من خصوصية شعرية لازمته كل حياته: “كل كلامه وحديثه يشبه الشعر. فإذا ركنت الى مجلسه ، ستسمع منه الكلام الهاديء الموزون والمعبّر والحاشد بإيقاعات اللغة والقريب والمتشابه مع الأزوان والبحور الشعرية والتفعيلة ، وسواها من إيقاعات المعنى واللغة.لقد خسرت الأمة شاعراً كبيراً”.

السابق
السيد محمد حسن الأمين..رحيل «العلّامة العَلَم»
التالي
سليمان بختي لـ«جنوبية»: السيد الأمين أعطى بلا هوادة