كيف ينتقل الاطفال من عالم الى آخر بهذه السرعة اللامعقولة؟

غسان صليبي

في مشهد صباحي
في مجمع فؤاد شهاب الرياضي،
رأيت أطفال مدارس
ينتقلون من عالم الى آخر
بسرعة فائقة لامعقولة
وهم يستعدون لحضور مباراة رياضية.

في البداية
عجقة اطفال،
“صريخ وعييط” وحركة دائمة
على المدرّجات.

لا أفهم كيف يسمعون
بعضهم بعضا،
وافكر انهم يشبهون العصافير
عندما تزقزق معاً وبكثافة
على الشجر.

لا أفهم
لكني أتجاوز المشكلة
وجوابي الوحيد أن ما يجمع
عجقة الاطفال وعجقة العصافير
هو الفرح ولا حاجة
للمزيد من الفهم.

بعد ذلك يبدأ الجد
ب”النشيد الوطني اللبناني”
الذي حفظه الاطفال،
فأتساءل اي معنى لهذا النشيد
في وعي الاطفال،
وهل بات لزوم ما يلزم
ام هم لا يزالون يصدقون؟

ثم تأتي الصلاة
لمريم العذراء بشكل ترتيلة،
والمضمون مفعم
بالطلبات والتمنيات الجميلة،
وعلى الارجح ان الصلاة
تبدو للأطفال
اقل غرائبية من النشيد الوطني
لتجذرها بالتربية العائلية،
لكنها أيضا تأخذهم
الى عالم أسئلته
أكثر من أسئلة الوطن
ولو لم يتجرأوا بعد
على طرحها.

في النهاية تأتي المباراة،
العالم الأكثر واقعية،
باعتماده على التنافس والابطال
والربح والخسارة،
وهذا ما سيبقى على السنة الاطفال
بعد انتهاء الاحتفال
والجولة السريعة على العوالم.

يتساءل المرء
كيف ستتعايش
هذه العوالم
في وعي اجيالنا الصاعدة،
وهل سيختلف
مواطن اليوم عن مواطن الغد،
هذا اذا بقي لنا وطن؟

السابق
غليان بعد اعلان اسرائيل سيطرتها على معبر رفح.. و«الحزب» يُعلن التعبئة العامة!
التالي
محاولة هروب هوليوودية لقاتل زينب معتوق.. اليكم مصيره!