
عند سماعه ثرثرات البعض: [ماذا كان يريد لقمان من تصريحاته المتشنّجة؟!] و[لماذا لم يكن يأخذ احتياطات أمنيَّة؟] و[كيف يصعد إلى عمق منطقة الجنوب مكان نفوذ أخصامه؟].. عندها قال لي لقمان:[يا مولانا غريب أمر هؤلاء! لماذا يقاربون المسألة من هذا الجانب؟ أنا لبناني، يحق لي التجوّل في كلّ بقاع لبنان، لا يحق لأحد منعي، وأمّا الاحتياطات الأمنيَّة فهذه ليست من شأننا، الضعفاء سلاحهم “البندقية” وأضرابها، أمّا نحن حسبنا سلاح “العلم والثقافة”؛ كلّ يحمل السلاح الذي يلائم شخصيَّته.
اقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (٤): نساؤنا كنز
يا مولانا: لا يخيفني النووي، ناهيك عن ما دونه.
قل لأولئك: لم يقتلني السلاح، ولا المسدس والبندقية، بل الذي أنهى الجسد الأرضي هو “الجهل” المتغلغل في العقول، هو التخلف، والأصح هو عدم الدين أيضاً.

القاتل – العميل
القاتل الذي امتدّ سلاحه على جسدي – من دون عقلي وروحي – هو ذلك العميل المأجور للخارج، الذي يدّعي الوطنية ولا يعرفها، ويدّعي الدين ولم يدخل لقلبه، ويدّعي العلم ومستواه معروف، ويدّعي الصدق ولم يمارسه في حياته..
مولانا: لم يقتلوني برصاصاتهم، بل قتلوا أنفسهم، ولن يتمكنوا من أن يسكتوا صوتنا، ولن يتمكنوا من أن يقتلوا الحقيقة؛ ولو بمائتي ألف صاروخ!!
مقدرتهم محصورة بإسالة الدماء البريئة للعزّل، وستظهر مدى عمالتهم ليس للدول التي يعتبرونها “صديقة” فحسب؛ بل ستظهر عمالتهم لدول “العدو” حسبما يعبّرون.
