بوتين «المتهوِّر» لا يريد نصرا على أوكرانيا «المحروقة»!

الغزو الروسي لأوكرانيا لا جدوى وبلا جدوى، والسؤال الكبير، الى أين يا بوتين؟
لماذ لم تحسم روسيا — بوتين المعركة برغم مرور أكثر من عشرة أيام، على بدء الحرب أو الغزو الروسي لأوكرانيا؟
قد يبدو للعارفين أن روسيا عاجزة حتى اللحظة عن حسم المعركة في البلاد الأوكرانية، نتيجة لنجاح الجيش الاوكراني في وقف زحف الجيش الروسي؟

اقرأ أيضاً: شيشان في أوكرانيا.. هل من أسئلة لدى كنيسة روسيا؟


أغلب الظن وأغلب هذه التقديرات فيها الكثير من الصحيح والكثير الكثير من الاستنتاج القريب الى الحقيقة.
رغم أن الجيش الروسي يمتلك القدرة على “سحق” الجيش الأوكراني، واحتلال أوكرانيا خلال أيام قليلة، لا تتجاوز عدد اصابع اليدين، وهذا ما تحدثت عنه CIA دون تردد أو تهكّم. فلماذا لم يحسم بوتين المعركة ولم يقلب الموازين العسكرية لصالحه؟
الجواب ببساطة، وحسب ما يفيد أغلب المؤيدين للغزو، أن “بوتين
يخوض عملية جراحية ولا يُريد إرتكاب مجازر وإبادة جماعية في أوكرانيا.”
وربما، وأغلب الظن أيضا أن بوتين المتهِّور لا يريد نصراً فوق أرض محروقة تحرقه أكثر مما احترق وأكثر مما عُزِل، بل يُريد أوكرانيا أرضاً وشعباً وحكماً تحت وصايته، ولا يسعى لخلق حالة عداء مع الجارة، فغالبية الأوكرانيين مسيحيين أرثوذكس سلاف من أصول روسية، وقتلهم سيُثير ويفوِّر عليه الشعب الروسي، ويقلب الأمة الروسية على جنرالها الجامح بطموحاته غير المبرمجة وفق “أصول” دولة عظمى، الطموحات العرجاء المكسورة.
لا قتل ولا مجازر بحق الشعب الاوكراني حتى اللحظة، وهذا ما يساعد المُحتل في التخفيف من الكراهية له.وكذلك يعطي للغرب نوعا من بدء عملية “التفاوض الايجابي” مع بوتين.
هل ستحسم روسيا المعركة خلال شهر وتنجز وتحقق الغزو وأهدافه؟ والسؤال الأهم والأساس : هل ستستطيع القوات الروسية فرض سيطرتها على حدود “النيتو” الشرقية،
وبعدها تبدأ المرحلة الثانية من الحرب إذا لم يستجب الغرب للمطالب الروسية بانسحاب دول اوروبا الشرقية من حلف “النيتو” (بولندا وسلوفاكيا وتشيكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا واستونيا ولاتفيا ولتوانيا)؟
وهل عند هذه الخطوط الحمراء وهذا التماس الجديد ستبدأ الأحداث الكُبرى للحرب العالمية الثالثة؟

السابق
العشائر «تنتفض» على «حزب الله»: كفرنا بسياساتكم ولن نستقبل مرشحيكم!
التالي
«بورصة» انتخابات الدائرة الأولى في الجنوب.. «حزب الله» يخسر «أسهم» أسامة سعد!