الموت يعود الى مداخل المستشفيات.. هارون يُحذّر عبر «جنوبية» من وضع «مأساوي»!

تتوالى فصول الإنهيار في لبنان تباعاً، وآخرها ما يطال القطاع الصحي الذي بات على شفير "الموت" بعد تهديد المستشفيات بوقف إستقبال مرضى الضمان، في أزمة بين الطرفين تتطلب معالجة "سريعة" لمنع "كارثة" تطال الناس في أرواحهم.

وسط مطالبات بضرورة إعطاء الضمان جزءاً من أمواله المتراكمة في ذمة الدولة، لمنع موت الناس على أبواب المستشفيات، يبقى السؤال هل ستتوقف المستشفيات عن استقبال مرضى الضمان؟، وللوقوف على أسباب المشكلة، أوضح نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”جنوبية” أن “ما يحصل ليس خلافاً بين المستشفيات والضمان، ولكن واقع الأمر أن الضمان سنوياً، ومنذ 11 عاماً يدفع سلفات للمستشفيات وفق عملية حسابية، تقوم على تحديد نفقات المستشفى على 12 شهراً وتقسيمها على دفعات شهرية، وهذا يتطلب تجديداً لهذا القرار نهاية كل عام وهو يصدر عن مجلس ادارة الضمان”.

ولفت الى “أنه هذا العام، ومنذ 3 أشهر تتم ملاحقة الموضوع مع مدير عام الضمان الذي رفع كتاباً الى مجلس ادارة الصندوق لتجديد السلفات، ولكن حتى الساعة لم تتم المواقفة على السلفات، ما يحرم المستشفيات من سيولة هي بأمس الحاجة لها”.

المشكلة بتجديد العمل بالسلفات ولا قدرة للمستشفيات على تحمل مصاريف علاج المرضى

ودعا هارون “مجلس الإدارة الى تجديد العمل بالسلفات، وإلا فلن يكون للمستشفيات قدرة على تحمل مصاريف علاج بعض المرضى الذين لا تحتمل حالتهم أي تأجيل، كمرضى غسيل الكلى والأمراض المستعصية الذين تدفع المستشفيات ثمن الأدوية والمستلزمات الطبية نقداً لتوفيرها لهم”، مشيراً الى “أنه في حال لا يوجد دخل للمستشفيات لتأمين السيولة اللازمة، فلا يمكنها توفير العلاجات”.

وعن توقف المستشفيات عن استقبال مرضى الضمان، كشف هارون بأنه”حصل على وعد بأنه خلال هذا الأسبوع، مجلس ادارة الضمان سيتّخذ قراراً بتجديد السلفات، ولكن في حال العكس، فالأكيد أنه سيكون هناك مشكلة في استقبال المرضى، إذ لن يكون لدى المستشفيات القدرة على القيام بذلك ، ليس لأنها تريد القيام بهكذا أمر بل لأنه لا تملك المقومات “.

“الترقيع” هو سيد الموقف ولا حلول جذرية في الوقت الحاضر

وعن ما ينتظر القطاع في ظل الظروف الراهنة، شدد هارون على أن “العمل يتم على قاعدة كل يوم بيومه، فـ”الترقيع” هو سيد الموقف في التعاطي لتمرير هذه المرحلة الصعبة”، لافتاً الى أنه”لا حلول جذرية في الوقت الحاضر، لأن ذلك مرتبط بالحل السياسي ، والجميع يعلم أنه ، وأقله حتى عام، لا معالجة للمشاكل السياسية والإقتصادية التي يتخبط بها البلد”.

وشدد على أنه “بناء على ذلك تحاول المستشفيات الصمود، ولكن كما قلت فإنها لا يمكنها الاستمرار والكثير منها سيقفل خلال هذا العام، فالضغوط كثيرة من ارتفاع سعر الصرف ورفع الدعم عن المستلزمات الطبية، وزيادة أجور الموظفين، والتأخر بتسديد المستحقات من وزارة الصحة عن العام 2021،وكلها تراكمات جعلت من المستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة”.

كل مقومات الصمود مفقودة وكثيرون يموتون في منازلهم

واعتبر أن “كل مقومات الصمود التي كانت تمتلكها بدأت تفقدها الواحدة تلوالأخرى، وحتى تحميل المريض فروقات الإستشفاء بات شبه مستحيل، فالمرضى لا قدرة لديهم على الدفع”، لافتاً الى “ان الوضع مأساوي، فهناك مرضى يصلون الى المستشفى بعد معاناة لأيام قبل الوصول اليها، وهناك الكثيرين يموتون في منازلهم لأنهم لا يستطيعون الدخول الى المستشفى أو شراء دواء أو زيارة طبيب”.

وجزم هارون بأنه “لا امكانيات لدى الدولة اللبنانية لتأمين الطبابة للمواطنين، والمطلوب دعم خارجي، وهو مرهون بشروط لكي يتوفر كتحقيق اصلاحات وغيره”، مشدداً على “أن الوضع صعب وسيزداد صعوبة هذا العام”.

وأشار الى أن “مشكلة المازوت وغلاء أسعاره فاقم الأزمة بعد أن ارتفع سعر الألف ليتر من المازوت من 600 دولار الى 950 دولار ، إذ أنه يتم تشغيل مولدات المستشفيات 22 ساعة خلال النهار بحكم التقنين، وهذا زاد من الكلفة على المريض يومياً بحدود 40 دولار، وهذا ينعكس أيضاً على المستشفيات والجهات الضامنة، فالأطراف الثلاثة لا قدرة لهم على تحمّل أعباء ذلك “.

واعتبر ان “امكانيات الدولة ومصرف لبنان لا تمكّنهما من دعم المحروقات لتخفيف العبء عن كاهل المستشفيات”.

السابق
بعدسة «جنوبية».. اهالي ضحايا المرفأ يُصعّدون: أشلاء أهلنا لا تزال تحت الإهراءات!
التالي
الإنتخابات «تطير» على أجنحة «الميغاسنتر»!