اللبنانيون دفعوا 50 مليار دولار على «كهرباء بلا كهرباء».. ماذا يريد ميقاتي بعد؟!

نجيب ميقاتي

على اللبنانيين أن يتحضروا الى ما يشبه سفر برلك جديد! فالمشكلة أن رئيس الحكومة لم يفهم المشكلة بالأساس، “ولا وحدة ظبطت مع الرئيس ميقاتي”، وهو لم يكن يتوقع للمستقبل، بل كان يتوقع، وفشل في “توقعات” ما جرى في الماضي. فالفشل في التشخيص مؤشر الى استحالة تقديم العلاج الناجع.

من قال للرئيس نجيب ميقاتي إن الناس تريد الكهرباء “ببلاش”؟! فقد دفع اللبنانيون 50 مليار دولار على شركة الكهرباء، أي أكبر فاتورة كهرباء في التاريخ بالنسبة لحجم البلاد…”وبالآخر ما في كهربا”! اليوم فاتورة الاشتراك، تقوم بتركيع اللبنانيين بسبب فساد الطبقة السياسية. “كيف يعني ببلاش”؟!

في الاتصالات، “وين البلاش”؟! يبدو أن الرئيس ميقاتي لم ينتبه، أن اللبناني دفع أغلى فاتورة خليوي في العالم، مقابل أسوأ خدمة للخطوط، مع “تقطيش” كامل للمخابرات الخليوية، على مدى عقود من الزمن! هذا من دون التذكير بدينه الشخصي تجاه المواطنين، وهو 500 دولار عن فتح خط الخليوي، لم يستعدها اللبنانيون. بعد، كما دفع اللبنانيون مئات ملايين الدولارات، ذهب قسم كبير منها لعشرات الموظفين “المدحوشين دحش” في شركتي ألفا وتاتش (بعض العروض في فرنسا وصلت في العامين الماضيين ليورو واحد كاشتراك شهري في الخليوي). ولم ينتبه الرئيس ميقاتي أن اللبناني يشتري “الأيام” للخط الخليوي، وهي فضيحة بحد ذاتها.

لم ينتبه الرئيس ميقاتي أن اللبناني يشتري “الأيام” للخط الخليوي، وهي فضيحة بحد ذاتها

واللبناني يدفع “الثانية الاضافية” دقيقة كاملة، واللبناني يدفع فاتورة الخليوي بالدولار، ويتم تحويلها الى “اللبناني”! وكذلك نفذت شركات الخليوي “الأفخاخ” وسرقات في مصروف اللبنانيين في الانترنت عندما تخطوا الاشتراك الشهري! ولم تنخفض فاتورة الخليوي إلا بعد ارتفاع سعر الدولار (وهي من نوادر منافع هذا الارتفاع)!

من الطبيعي ألا تستطيع الناس أن تسحب أموالها من المصارف لتدفع فواتيرها؟!

من قال للرئيس ميقاتي “إنو ما في مصاري”؟! المصاري موجودة، ولكن في حسابات السياسيين والمصرفيين وقسم كبير من التجار والمتعهدين خارج لبنان! والبعض يقدر الأموال المهربة الى الخارج في السنوات الخمس الماضية بحوالى 40 مليار دولار، اذا ما صدقت التقديرات!
من قال للرئيس ميقاتي، إنه من الطبيعي ألا تستطيع الناس أن تسحب أموالها من المصارف لتدفع فواتيرها؟! فالمصارف مفلسة، وهي تتفنن، كما ذكرنا مراراً وتكراراً، بسرقة أموال المودعين، بقيادة حاكم مصرف لبنان، الذي أهداها منذ بضع سنوات حوالى 5.5 الى 6   مليار دولار في “هندسته” المالية الأخيرة “ونِعم الهندسة”! موجودات المصارف وعقاراته هي أملاك للمودعين. ألا يتحمل اللبنانيون فوق طاقتهم؟! 

من أين يأتي اللبناني بالقدرة على التحمل بعد “يا رئيس ميقاتي”؟ من أين يأتي بالصبر، ومن أين يأتي بالهدوء؟ فلا أيوب في زمنه، ولا صبر أيوب في أي زمن قادر أن يتحمل حجم المآسي التي لا تنتهي!

في الواقع، دفع اللبنانيون كثيراً جداً من حياتهم ومن أرزاقهم وخسروا أبناءهم بالهجرة حيناً وبتفجير بيروت حيناً آخر، وخسروا (ما لم يتحركوا لاستعادتها) ودائعهم في المصارف. وخسروا مستقبلهم وآمالهم وأحلامهم وسيادة وطنهم، ووصلوا الى جهنم بسبب الطبقة السياسية التي ينتمي إليها الرئيس ميقاتي! هذه هي المشكلة! هذا هو التشخيص الصحيح! والحل هو برحيلها! هذه هي النصيحة… “ببلاش!”

السابق
وردة لا هواء يحرّكها ولا سماء لها
التالي
«الثنائي» يرفع عصا «التعطيل» ولا يضرب بها!