عبد الله لـ«جنوبية»: كلام الراعي لن يلقى آذانا صاغية!

بلال عبدالله
لا يبدو أن كلام الراعي الذي أطلقه في عيد مار مارون، أنه سيلاقي آذانا صاغية عند أهل السلطة، بل سيكون محاولة أخرى من محاولاته، للمساهمة في إنقاذ بلاد الارز وسيسجلها التاريخ في كتبه. أما على أرض الواقع فبلاد الارز سجلها أهل الحل والربط في خانة أحد محاور المنطقة.

لم يكن كلام  البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في قداس عيد مار مارون في الجميزة يوم أمس، هو الاول من نوعه لجهة رسائله السياسية التي وجهها إلى أهل السلطة، إذ أنه سعى منذ بدء الازمة السياسية والاقتصادية إلى إطلاق أكثر من مبادرة، قد تساعد بلاد الارز على الخروج من النفق المظلم، الذي تتخبط فيه من خلال إقتراح حياد لبنان، وإنعقاد مؤتمر دولي لحل أزمته، وأيضا تدخل الامم المتحدة للمساعدة في حل الازمة والحد من عذابات اللبنانيين.

مسار البطريرك هو جزء من طقوس الكنيسة المارونية تجاه الحياة السياسية في لبنان، إذ غالبا ما كانت  تطلق إرشاداتها إلى أهل السلطة لتخليص البلاد من المحن الوطنية التي تمر بها.

إذا كلام البطريريك الراعي هو محاولة جديدة لإيجاد الحل ولن تكون الاخيرة، إذ أنه طالب بإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها، ودعا إلى كشف الحقيقة هو تفجير مرفأ بيروت، وتسريع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي حول خطة التعافي الاقتصادي وإستكمال تطبيق إتفاق الطائف، ومعالجة الثغرات الناتجة عنه والسعي إلى تطبيق القرارات الدولية، من أجل تحقيق سيادة لبنان والاستعانة بالامم المتحدة، لعقد مؤتمر يضمن سلامة لبنان في حال إستمر عجز الدولة عن تطبيق القرارات الدولية وإعتماد سياسة الحياد الايجابي. لكن السؤال الذي يطرح هو عن كيفية ترجمة  وصرف كلام البطريرك الراعي عند أهل الحل والربط في لبنان، في ظل المتغيرات الاقليمية الحاصلة، فهل هذا ممكن في الوقت الحالي؟

يجيب عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله “جنوبية” بالقول: “ليست المرة الاولى التي يطلق فيها البطريرك الراعي شعارات وطنية، إذ طرح سابقا موضوع حياد لبنان والمؤتمر الدولي وبعدها طلب تدخل الامم المتحدة لإنقاذ لبنان”، لافتا إلى أن “هذا يعني أن للبطريريكية المارونية رأي في ما يجري وعلينا إحترامه وينم عن محبته للبنان وحرصه على إستمراريته والحفاظ على وظيفته التاريخية لأن ما يواجه لبنان حاليا هو أزمة كيانية”.

كلام البطريرك هو شعارات ممتازة يحاول عبرها تأمين مظلة وطنية للحفاظ على الحد الادنى من سيادة لبنان

ويسأل “هل يمكن تنفيذ هذه النقاط التي طرحها؟ الجواب أن كل ما طرحه البطريرك الراعي ليس آنيا بل هي ملفات مرتبطة بالوضع الاقليمي والدولي وهذه التمنيات والارشادات جزء منها قابل للنقاش وجزء آخر للتأييد”، مشيرا إلى أن “هناك ملفات تحدث عنها يجري العمل فيها وأولها الموازنة ولكن عمليا هي مجرد أرقام ولا تتضمن خطة التعافي، ولا نعرف على أي أسس يتم التفاوض مع صندوق النقد الدولي ولا نعرف ما هي الشروط الموضوعة على لبنان، وهذا يعني أن الموازنة لن تُقر إلا بعد الانتخابات النيابية المقبلة”.

ويرى أن هناك “ملفات أساسية تحدث عنها البطريرك مثل تنفيذ القرارات الدولية ومنها 1559، والسؤال من سينفذها الحكومة اللبنانية؟ هذا أمر مستبعد ولذلك أعتقد أن كلام غبطة البطريرك هو شعارات ممتازة يحاول عبرها تأمين مظلة وطنية للحفاظ على الحد الادنى من سيادة لبنان والنأي بنفسه عن مشاكل المنطقة وأن تكون له علاقات طبيعية مع عمقه العربي”، مشددا على أن “كلامه يحتاج إلى سلطة سياسية تنفذها والجميع يعلم أن السلطة السياسية مصادرة في مكان آخر منذ العام 2016، حين أعلنت آنذاك إرتباطها بمحور في المنطقة ولم تحافظ على حياد لبنان وتجلى ذلك من خلال المواقف وزير الخارجية”.

 ويختم:”هو خطاب ممتاز ومنضبط ونحن نرحب فيه، ولكن جزء منه يحتاج إلى نقاش بينما الخطة الآنية والملحة، هي معالجة مشاكل لبنان الاساسية والحياتية والمصرفية وهي أهم من تنفيذ القرارات الدولية، والجميع يعلم أن القرارات الدولية تطبق غب الطلب”.

السابق
ما بعد بعد نزع «اللغم» المتفجر بوجه الخليج.. وهذا ما يريده «حزب الله»!
التالي
بري «مستاء» وينذر: توقيع مراسيم التعيينات العسكرية لن يتم!