مآسي الحكومة لن تنتهي: فتش عن الموازنة..والتلاعب بالدولار يُسّرع الإنهيار!

مصرف لبنان
لن تكون عودة "الثنائي" الى الحكومة والمشروطة كما افاد بيان "الثنائي" امس الاول بإقرار الموازنة، نهاية مآسي الحكومة والتي لن تنتهي طالما استمرت السلطة نفسها وبأدوات الشغل نفسها وبالعقلية نفسها.

وتكشف مصادر سياسية لـ”جنوبية”، ان طريق الموازنة مفخخة بالالغام ،وهي تبدأ من تثبيت سعر صرف الدولار وعلى اي اساس ستسعر الايرادات والمدفوعات. وماذا عن الاجور؟ وضريبة الدخل، والدولار الجمركي، والقروض والاتصالات الخ؟

خطورة تأرجح سعر صرف الدولار

اما على مستوى انخفاض سعر صرف الدولار منذ الثلاثاء حتى امس الاحد من 33 الف ليرة الى 25 الف ليرة، فيُمكن أن يُبرّر الإنخفاض في سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان وتدخّل مصرف لبنان من خلال التعميم 161 والذي كان له وقع كبير على السوق السوداء حيث تهاوى السعر إلى ما دون سعر منصة صيرفة.

ولكن ووفق خبير مالي لـ”جنوبية”: من يضمن تثبيت سعر صرف الدولار على 25 الف ليرة كما تردد؟ وهل لدى مصرف لبنان والحكومة الملاءة المالية للتدخل وفرض تسعيرة الدولار على سعر منصة صيرفة فقط؟

طريق الموازنة مفخخة بالالغام وهي تبدأ من تثبيت سعر صرف الدولار وعلى اي اساس ستسعر الايرادات والمدفوعات؟

اما التحدي الاكبر لسعر الدولار الذي إنخفض بشكل دراماتيكي انه  لم يؤثر على أسعار السلع والبضائع التي يحتكرها التجّار، ففاتورة السوبرماركت لم تنخفض على الرغم من هبوط الدولار أكثر من ثمانية ألاف ليرة لبنانية، وتتخطّى في أحسن الأحوال الحد الأدنى للأجور لسلّة متواضعة جدًا. وعند السؤال عن سبب عدم إنخفاض أسعار السوبرماركات، يقول المعنيون أنهم إشتروا مخزونهم على سعر دولار مُرتفع. وهنا تبرز عملية الإحتكار من خلال بقاء هذا المخزون (بإدعائاتهم) عدة أسابيع في حين أن إرتفاع الدولار في السوق السوداء يُترجم إرتفاعًا في أسعار السلع بشكل تلقائي وهو إن دلّ على شيء يدلّ على أن التجّار يُمارسون أبشع أنواع الإحتكار وهم الذين يتهرّبون من دفع الضرائب عبر التلاعب بسعر صرف الدولار عند الشراء في الكتابات المحاسبية الرسمية!

بيروت بلا أنترنت

وعلى وقع هذا الترقب، انشغل البيارتة ومعهم اللبنانيون بانقطاع الكهرباء والانترنت، وحرمان المرافق العامة من المازوت، فتوقف العمل في سنترال المزرعة بسبب عدم توقيع محاسب في وزارة الاتصالات على مبلغ 350 مليار ليرة لخدمة السنترالات، وأدى هذا الوضع الى موقف من مدير عام هيئة «أوجيرو» عماد كريدية احتجاجاً على انقطاع الخدمات عن 26000 مشترك.

وأكد انه «لن اقبل بأن ابقى في منصبي ما لم تتأمن الامكانيات للعمل ولن نتحمل مسؤولية تقاعس موجود في مكان آخر وإذا مش قادر جيب الانترنت اترك منصبي افضل».

وتابع: «أحد ابناء بيروت تبرع ونشكر قائد الجيش جوزاف عون على اعلانه الاستعداد لتأمين الفيول، استطعنا تأمين الفيول لمنطقة الجديدة بالدين».

إقرأ أيضاً: إبتزاز إنتخابي للجنوبيين بالإنترنت والبنزين والإتصالات..والفلتان الأمني يتمدد بقاعاً!

وعن كيفية تأمين المازوت لسنترال المزرعة بعد مرور هذه الايام الثلاثة منعاً لانقطاعه مجددا؟ اشار كريدية الى ان «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تواصل معنا، واعطى تعليماته لتأمين المبالغ المطلوبة والمتوجبة لهيئة (أوجيرو) من قبل وزارة الاتصالات بناء على القانون الذي اقر في مجلس النواب بزيادة الاعتمادات ابتداء من صباح اليوم الاثنين، واذا ما تم هذا الامر يمكن القول بأننا تنفسنا قليلاً».

خبير مالي لـ”جنوبية”: من يضمن تثبيت سعر صرف الدولار على 25 الف ليرة كما تردد؟

وبحسب كريدية «تم تأمين 12 طناً من المازوت لمنطقة الاشرفية التي كانت تعمل على البطاريات، منعاً لانقطاع الخدمة في المنطقة»، لكن السنترال ما لبث ان انقطع.

ولاحقاً اعلنت اوجيرو عن توقف الخدمات ضمن سنترال الحمراء.

وفي وزارة الإعلام، كشف المدير العام حسان فلحة مساء امس ان الوزارة باتت بلا كهرباء، بعد نفاد المازوت من مولدات شركة تاتش التي تغذي وزارة الإعلام بالكهرباء.

وانعكس الانقطاع على عمل مكاتب الوزارة الادارية بل على سائر المديريات، اضافة الى أن مبنى الوزارة يضم نقطة مكاتب لجهاز أمن السفارات، وهي الآن من دون كهرباء.

تشويش اسرائيلي

ومع التفاؤل بإمكان استجرار الطاقة عبر الغاز المصري، دخلت اسرائيل على خط التشويش فسارعت وزارة الطاقة والمياه الى نفي قاطع لما تم ذكره على قناة 12 الاسرائيلية، بعنوان واشنطن توافق على اتفاقية لتوريد غاز إسرائيلي الى لبنان». نفت نفياً قاطعاً صحة الزعم الإسرائيلي.

وأكدت أن «اتفاقية تزويد الغاز التي يعمل عليها بين الحكومة اللبنانية والحكومة المصرية الشقيقة تنص بشكل واضح وصريح، على أن يكون الغاز من مصر التي تمتلك كميات كبيرة منه، وتستهلك داخل البلد نفسه ما يضاهي بأكثر من مئة مرة ما ستؤمنه للبنان، ولذلك هي ستؤمن للبنان جزءا بسيطا من انتاجها وحجم سوقها، وهذا الغاز سيمر عبر الشقيقة الاردن، ومن ثم الى سوريا حيث نهاية الخط لتستفيد منه ويتم توريد كمية موازية من الغاز بحسب اتفاقية العبور والمبادلة swap من حقول ومنظومة الغاز في حمص ليصل الى محطة دير عمار في الشمال من أجل التغذية الكهربائية الإضافية للبنانيين».

ولاحقاً نفت وزارة الخارجية الأميركية صحة التقارير عن رعاية واشنطن صفقة في مجال الطاقة بين لبنان واسرائيل.

وفي السياق، يستعد للمجيء الى بيروت اموس هوكشتين ومعه اقتراح من طبقات عدة، مفصلاً على قياس الرؤية الاميركية لحل مسألة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وآخذا في الاعتبار الهواجس اللبنانية في حقول الغاز الجنوبية المتداخلة مع الجغرافيا الاسرائيلية.

السابق
«حزب الله» يبرر للجنوبيين الإنكسار الحكومي..والرغيف «نجم التهريب» إلى سوريا بقاعاً!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 17 كانون الثاني 2022