بالصور: خاص «جنوبية».. بيروت باللون والريشة تنهض من غفوة العتمة!

شهد وسط العاصمة مدينة بيروت يوم الاحد الماضي ورشة حياة، باللون والريشة واللوحة، وحضور “جيش” فني من أجيال متقاربة. أكثر من خمسين فنان وفنانة توزعوا، وانتشروا مع أعمالهم ولوحاتهم، في متحف “بيت بيروت” وسط بيروت. وقام بتنظيم هذا النهار الطويل “منتدى الفن التشكيلي”، الذي امتهن هذا النشاط ونظمه في مناطق متعددة من البلاد.

إقرأ أيضاً: الشاعرة رباب شمس الدين لـ«جنوبية»: لو حكم الشعراء لساد العدل!

فنانون من كل المناطق، بمواهبهم وشغفهم الكبير للفن، واصحاب الاختصاص، بأساليب متنوعة : الواقعية، التعبيرية الفطرية، الطفولية، السوريالية، الرمزية،التجريدية، التشكيلية.. تحلقوا في وسط المدينة رافعين أنوار المدينة فوق عتمة المكان المستجدة، وخصوصاً بعدما دُمر نصف بيروت بفعل الانفجار في المرفأ.

نطقت الألوان في لوحاتهم ورسوماتهم، هتف الفنانون المشاركون ،”معا لنشر اللون والأمل في حياتنا في المدينة، التي تأبى الظلام والظالمين، لك منا يا بيروت كل الاحترام والتقدير .. سعداء جدا لاننا اليوم مع الأمل في بيروت .. “بيت بيروت” البيت الاثري ، الذي يؤكد على الذاكرة الجميلة ، والفن هو محبة وروح بتجمع الكل …”

فنانون عرضوا لوحاتهم المثقلة بالحنين للمدينة وناسها، ويقولون أنها لوحات تشارك اليوم في هذا المعرض، لترفع مشهد الحياة على أكمل هيئة، تعكس جمال المدينة وحيوتها في الروح قبل حضورها في اللوحة.

فنانون في جهة اخرى بالمعرض يجمعون أن “لوحاتهم في هذا المعرض هي الهوية الاصيلة والاصلية، والتي ترسم شكل المكان والانسان وفق خصوصية كل انسان. وتشرح الفنانة تتيانا التوانجي ل”جنوبية” وتقول”: لوحتي تصور سيدة فلاحة تحمل الخير بزادٍ على رأسها، وهذا الخير هو خير المدينة العزيزة على قلوبنا واعمارنا”.

الفنانة ليلى الحسيني رسمت بلوحاتها الثلاث دمار المرفأ، لكنها لم تسقط الأمل بعودة الحياة للمرفأ، مكثفة اللون الاحمر المائل الى الحب والامل في اعادة تكوين المشهد المفتوح على المكان الكبير.

الفنانة علياء صعب تعترف انها ترسم، لترسخ شكل الحضور في المكان والمدينة، لتصير الصورة منبر صمت صارخ تسمعه العيون قبل الاذان.

فنانون وفنانات يعرضون اعمالهم في جهة تالية داخل “بيت بيروت” يجمعون على كلمة (بيان) تقول:” عندما تصبح حياتنا كاوراق الخريف التي ترسل لنا مئة رسالة ورسالة، قبل أن تقع وتكمل رحلتها ، عندما أصغر الأشياء تفرح، عندما تتعرف اكثر وأكثر على ذاتك ، وتدرك النور الذي في قلبك، وترسله رسائل صغيرة إلى الحياة والعالم حولك.

ويؤكدون “عندما تصبح الحياة تأمّل صامت. رغبة في العيش رغم كل شيء، غاية في زرع أمنية وفرحة في القلب وبسمة على الثغر. لتدرك أنك وحدك الذي يستطيع التغيير. ونحن في هذا المعرض أيضا نستطيع التغيير ، واضاءة اللون فوق جباه الحياة، لتصير المدينة قلعة الحياة، أمل الحياة والعيش.. بيروت لا تموت ولا يمكن لأحد قتلها، بل كلما حاولوا قتلها وتدميرها،ارتد الخراب على انفسهم.. باللون والرسمة واللوحة نواجه كل من يسعى لمحو الجمال الذي تبثه المدينة في الوجود”.

السابق
هجوم الحوثي على ابو ظبي تابع: سقوط قتلى وجرحى وهذه جنسياتهم
التالي
الحريري يُدين الهجوم «المليشياوي» على الامارات.. ويُصعّد بوجه إيران