الشاعرة رباب شمس الدين لـ«جنوبية»: لو حكم الشعراء لساد العدل!

رباب شمس الدين شاعرة

رباب شمس الدين شاعرة لبنانية صافية الأحاسيس، تُراقب الحياة بعين صارمة النظر ، تنتظر العدل أن يسود “لو حكم الشعراء”. خصت “جنوبية” بحديث هادئ مثل رؤيتها وتأملها الاخاذ.. هذا نصه:

إقرأ أيضاً: شاعر الحداثة فؤاد رفقة.. «سهم في اتجاه الحقيقة»!

— ماذا تكتبين اليوم، وكيف حال الشعر معك؟

  • الكتابة ليست قراراً، باعتقادي ان الشعر هو شيء من الوحي… وأحيانا نكون في حالة قريبة من الاعلى، أكتب الآن عندما اكون أقرب الى الله… في الوقت الحالي مقلّة في الكتابة، لانني اشعر كأن لدى السماء انشغالات أخرى تقوم بها.

— هل للكتابة معنى خارج مزاج الحرية للشاعر، بمعنى هل يطمئنك الشعر في زمن القلق الكبير الذي يهز الانسان والعالم؟

  • لا بد من نسمة هواء شاعرية لكل ظرف يمر به الانسان، فلولا الشعر والفن بشكل عام، لأصبحنا “روبوتات” بلا روح، فالشعر هو الروح. لا بد من الارتقاء بالشعر في زمن المادة والحروب النفسية وفي فوضى الخراب لنسمو قليلا.

— هل انت حزينة او سعيدة أو ماذا…؟

  • الكون يتوازن بأضداده، لا سعادة بلا حزن، ولا حزن بدون سعادة. الحالتان ضروريتان، ليكتمل دورنا في هذه الحياة. فأنا بالضرورة حزينة لما يحصل على هذه الكرة الارضية… باعتقاداتي الوجودية ان لكل انسان دور ومهمة في هذه الحياة، ولنا ان نسعى للارتقاء نحو الافضل.
  • أحزن على ما يحصل من حروب ومعاناة لكل انسان، ولكن من ناحية ثانية، أرى في ذلك، توازن للحياة، لان الشر والخير موجودان، قبل الخليقة، من منطلق “ابليس والملائكة”.
  • أعيش في سلام داخلي يجعلني سعيدة…والقبول هو راحة وسلام.

— الى اين وصل مسار طموحك وهل لطموحك أن يتحقق برأيك؟

  • لا حدود للطموح عندي، ولا نقدر ان نقول اننا اكتفينا . طموحي الاول ان اكون راضية عن نفسي، ليس بالشعر فقط ولكن بكل شي اقوم به، ولا حدود لطموحي. انا اؤمن اذا اردت شيئا واقتنعت به واحببته، فلا بد ان يتحقق


— كيف تقرئين وطنك اليوم، الوطن المنهك المسلوب، وشعبه المُحبط المتخبّط بأزمة حكامه؟

  • في كل ولادة جديدة مخاض، واعتقد اننا وصلنا الى ذروة المطلق، والذي حصل في لبنان هو انكشاف لكل ما كان مطمورا بقناعاتنا الزائفة، القائمة منذ عشرات السنين، والان انكشف الشعب وحكامه، فالحاكم هو واجهة شعب بحد ذاته، وهنا لا بد من وقفة ذاتية جريئة لكل فرد لبناني مع نفسه، ليسأل هذه الاسئلة: ماذا يعني وطن او وطنية، وما هو واجبي لهذا الوطن، وما هي واجباتي تجاه الوطن، وما هي حقوق الوطن علي؟
  • واعتقد ان من خلال هذه الذروة التي وصلنا اليها، لا بد من صحوة ذاتية لنبدأ في التغيير وارجو ان نكون من بعد هذا الالم الكبير ان نكون قد تعلمنا… نتألم لنتعلم.

— هل يتنفس الحب في أرض الخراب الممتد..؟

  • في ارض الخراب هذه لا بد ان يتنفس الحب… فالحب بمعنى العشق او الغرام برأيي هو وهم كبير، والحقيقة المطلقة هي المحبة. فكل ارض فيها خراب وفيها ألم لا بد من سكب بعضا من المحبة فيها… في ظل المحبة الحقيقية بمعناها الالهي، لا مكان للخراب والجوع والدمار، فعندما نحب بعضنا البعض يكون العطاء بديهيا، وهذا هو متنفس للحب.

— لو قدّر للشاعرة أن تحكم وتستلم السلطة، هل يتغير الظالم ويختفي ويستعيد المظلوم حريته؟

  • لا تسعفنا الذاكرة بشاعر حكم بلاداً سوى رئيس السنغال الاول ليوبولد سنغور… وربما لو اننا نظرنا من بعيد الى هذه الكرة الارضية، سنرى فيها الجوع والظلم والحروب، وهذا دليل على ان حكامها، على مر العصور كانوا كالآلات التي لا تتوفر فيها صفات الشاعر كالعدل والحكمة والحنكة والمحبة والاحساس المرهف. نادرا ما رأينا حاكما مرهفا وعاطفيا ومسالما. لو ان الشعراء حكموا هذا العالم، لربما ساده العدل.
السابق
«الشرط» مفتاح الفرج.. عن إجتماعات الحكومة!
التالي
وجه النظام المُظلم.. بري ومرافقوه يُذلّون طلاب مدرسة في الغبيري بصورة صادمة ومؤلمة!